200 مدني ضحايا خروق الحوثيين لـ«استوكهولم» منذ مطلع 2020

TT

200 مدني ضحايا خروق الحوثيين لـ«استوكهولم» منذ مطلع 2020

رغم الأمل الذي كان يحدو الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث في أن يحقق اتفاق «استوكهولم» المبرم في ديسمبر (كانون الأول) 2018 الهدوء في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، فإن الجماعة الحوثية نفضت كل تلك الآمال من خلال تصعيدها العسكري المستمر.
وفي هذا السياق، أفاد أحدث تقرير للقوات اليمنية المشتركة بأن ضحايا هجمات الميليشيات من المدنيين بلغ أكثر من 200 قتيل وجريح خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية، سواء بفعل الرصاص أو القذائف أو الألغام في مناطق متفرقة من الساحل الغربي وفي محيط مدينة الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» المنضوية تحت القوات المشتركة عن مصادر طبية تأكيدها، أن أعداد الضحايا الذين وصلوا المستشفيات منذ بداية يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى النصف الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، بلغ نحو 62 قتيلاً و143 جريحاً تعرضوا للإصابة، إما عن طريق الألغام أو القصف والقنص الممنهج.
وفي حين ذكر التقرير، أن بين القتلى والجرحى 53 طفلاً وامرأة، أوضح أن عدد من سقطوا من القتلى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية بلغ 78 مدنياً، في حين سقط خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 56 قتيلاً وجريحاً من المدنيين.
وكشف التقرير، عن أن عدد الضحايا من القتلى والجرحى خلال الأشهر من يونيو (حزيران) إلى منتصف سبتمبر وصل إلى 71 مدنياً، كلهم سقطوا بفعل استهدافهم بقذائف الهاون والقذائف والصواريخ والعبوات الناسفة والألغام في البر والبحر وبالأسلحة المتوسطة وأعمال القنص. وتركز العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا، وفق التقرير، في مديريات حيس، التحيتا، الدريهمي، وبيت الفقيه، حيث تلقى الجرحى منهم الرعاية الصحية الأولية في المستشفيات، وتم تحويل معظمهم إلى مستشفى «أطباء بلا حدود» ومستشفيات محافظة عدن؛ نظراً إلى خطورة إصاباتهم.
وعادة ما تقوم الميليشيات المدعومة إيرانياً بخرق الهدنة في شكل يومي، سواء عن طريق محاولات التسلل إلى المناطق المحررة أو باستهداف القرى السكنية ومواقع القوات المشتركة أو عبر زراعة الألغام واستقدام التعزيزات وبناء التحصينات أو عن طريق أعمال القنص للمزارعين.
وأفادت القوات المشتركة، أول من أمس، بأنها رصدت 40 خرقاً للهدنة الأممية من قبل الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة. ونقل الإعلام العسكري للقوات المشتركة عن مصادر ميدانية تأكيدها، أن وحدة الرصد والمتابعة في القوات المشتركة رصدت الخروق الحوثية التي بلغ عددها 40 خرقاً في مناطق حيس والجبلية والتحيتا والكيلو 16 شرق مدينة الحديدة.
ووفقاً لهذه المصادر، «قصفت الميليشيات تلك المناطق بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 وعيار 60 وقذائف بي إم بي، وسلاح م. ط. 23، واستخدمت الأسلحة الرشاشة منها عيار 14.5 وعيار 12.7، وسلاح القناصة». وأسفرت هذه الخروق عن «إصابة موظف في شركة محلية يدعى محمد علي الحاشدي برصاص قناص حوثي أثناء مزاولة عمله في كيلو 16».
وطالت عمليات القصف والاستهداف، وفق المصادر، «المدن والقرى السكنية ومزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية الرابطة بين مناطق مختلفة، وتسببت في إعاقة حركة التنقل وتعطيل أعمال المدنيين وبث الخوف والهلع في صفوف النساء والأطفال».
وكانت القوات اليمنية المشتركة رصدت السبت الماضي 72 خرقاً لميليشيات الحوثي بالحديدة، ضمن مساعي الجماعة الانقلابية المستمرة لتقويض الهدنة الأممية والانقلاب على اتفاق السويد الذي لم تنفذ أي من بنوده حتى الآن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.