«أمل»... تحالف سياسي جديد للمعارضة التونسية

مظاهرة «الحزب الدستوري الحر» ضد الإرهاب في تونس (إ.ب.أ)
مظاهرة «الحزب الدستوري الحر» ضد الإرهاب في تونس (إ.ب.أ)
TT

«أمل»... تحالف سياسي جديد للمعارضة التونسية

مظاهرة «الحزب الدستوري الحر» ضد الإرهاب في تونس (إ.ب.أ)
مظاهرة «الحزب الدستوري الحر» ضد الإرهاب في تونس (إ.ب.أ)

شرعت مجموعة من القيادات السياسية المعارضة في تونس، في الترويج لمبادرة سياسية جديدة هدفها «تشكيل جبهة سياسية، وخلق قوة قادرة على تحقيق الاستقرار وحسم الفوضى، واستنهاض همم وآمال التونسيين حتى لا يضطروا للبقاء في موقع المتفرج»، على حد تعبير رضا بلحاج القيادي السابق في حزب «النداء» وأحد قادة هذه المجموعة الجديدة.
وانطلق التحالف الجديد، أمس، عبر الإعلان عن اندماج حزب «الحركة الديمقراطية» بزعامة أحمد نجيب الشابي، ورضا بلحاج القيادي السابق في حزب «النداء»، وسلمى اللومي رئيسة حزب «أمل تونس». ويحمل التحالف السياسي الجديد اسم «أمل»، ويسعى إلى توسيع قاعدته عبر إقناع أحزاب أخرى بالانضمام إليه، حيث بدأ بالفعل مناقشات مع عدة أحزاب أخرى، من بينها حركة «مشروع تونس» وحزب «بني وطني»، وكلاهما منشق عن حزب النداء، وحزب «آفاق تونس» الذي يتزعمه ياسين إبراهيم.
ويرتكز المشروع السياسي المرتقب والساعي لتكريس مبدأ القيادة الجماعية، على ثلاثة محاور أساسية؛ أولها تشجيع العنصر الشبابي في الطبقة السياسية وتكوينها بما يضمن تنمية مهاراتها وقدراتها السياسية، وبعث مركز للدارسات السياسية، والاعتماد على الاتصال المباشر بالتونسيين.
ووجهت قيادات المعارضة انتقادات عدة لأحزاب الائتلاف الحاكم الذي تزعمته حركة «النهضة» في أكثر من حكومة سابقة، واتهمتها بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة والهيمنة على المشهد السياسي واعتماد «دكتاتورية التوافق» في إدارة البلاد، ومن ثم القضاء على التوازن السياسي بين أحزاب حاكمة وأخرى معارضة.
وقال أحمد نجيب الشابي أحد قيادات التحالف الجديد، وهو أيضاً من أبرز معارضي النظام السابق، إن هذا التحالف سيمثل حزباً ديمقراطياً جامعاً لكل الأطراف الديمقراطية، وهو مفتوح أمام انضمام المزيد من الأحزاب والشخصيات المؤمنة بسلامة توجهه. وأكد الشابي الذي يترأس حزب «الحركة الديمقراطية»، على أن خيبة الأمل مما يحصل حالياً في المشهد السياسي وعزوف التونسيين عن المشاركة في مختلف المحطات الانتخابية، آخرها الانتخابات البلدية الجزئية، تدعو إلى العمل على تجميع القوى السياسية الديمقراطية بهدف إنقاذ البلاد والعودة من جديد إلى الحياة السياسية المتوازنة على أمل إحداث تغيير ملموس بحلول عام 2024. واعتبر الشابي أن الإسراع بتنظيم «مؤتمر وطني للإنقاذ» يمثل أولوية حتى لا تتفاقم الأزمات وتستفحل.
يذكر أن عدة تحالفات سياسية قد عرفتها تونس بعد سنة 2011، أبرزها اتفاق ثلاثة أحزاب تونسية معارضة في 2013على تشكيل جبهة حزبية تحت اسم «الاتحاد من أجل تونس»، وأدت إلى نجاح حزب النداء بزعامة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في الإطاحة بحركة «النهضة» التي سيطرت على المشهد بين عامي 2011 و2013، في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت في 2014.
على صعيد آخر، دعت منظمة العفو الدولية، تونس، إلى عدم تطبيق حكم الإعدام، ومواصلة تطبيق التزامها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار إيقاف التنفيذ في اتجاه الإلغاء التام لعقوبة الإعدام. وأكدت منظمة العفو الدولية، ممثلة في فرعها بتونس، على رفضها لعقوبة الإعدام باعتبارها انتهاكاً لحقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص الحق في الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وذلك إثر الحملات المتكررة على وسائل التواصل التي تدعو السلطات لتطبيق عقوبة الإعدام بالدولة التونسية على أنها وسيلة لردع الناس عن ارتكاب الجرائم. ولفتت المنظمة إلى أنه تم دحض هذا الادعاء مراراً وتكراراً، وأنه ليس هناك أي دليل على أن عقوبة الإعدام أشد ردعاً في الحد من الجريمة أكثر من السجن مدى الحياة.
ودعت الرئيس التونسي إلى المصادقة على البروتوكول الثاني التابع للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وإدراج الحق غير القابل للتقادم في الحياة، وإلغاء عقوبة الإعدام في كل القوانين التونسية، والعمل من أجل تحويل كل العقوبات الصادرة سابقاً إلى عقوبات بالسجن المؤبد أو أي عقوبة بديلة. يذكر أن تونس لم تنفذ عقوبة الإعدام منذ سنة 1991، غير أن المحاكم التونسية واصلت إصدار أحكام بالإعدام في عدد من القضايا، وقد أقر قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2015 عقوبة الإعدام ضد مرتكبي أعمال إرهابية تؤدي إلى القتل.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.