طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب، بعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة بالمنطقة العازلة للكركرات، وذلك في رد فعل على استفزازات الجبهة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريح للصحافة، إن منظمة الأمم المتحدة «على علم بدعوات جبهة البوليساريو للقيام «بتظاهرات جديدة» بالمعبر الحدودي «الكركرات» الرابط بين المغرب وموريتانيا، بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية.
وأكد المتحدث على ضرورة عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في «الوضع القائم في المنطقة العازلة» بالكركرات. كما جدد دعوة الأمم المتحدة إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توتر» بالكركرات، مضيفا أن بعثة مينورسو «تراقب الوضع» بالمنطقة. وكان الجنرال دو كور دارمي (الفريق أول) عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، قد حل يوم الخميس، بالمنطقة الجنوبية المغربية (الصحراء)، وزار الجدار الأمني مرفوقا بعدد من المسؤولين العسكريين بالمنطقة وآخرين تابعين للقيادة العليا، للاطلاع عن كثب على الوضع هناك، في وقتٍ تشهدُ فيه منطقة الكركرات الحدودية تطورات ميدانية، عقبَ تحرك جبهة البوليساريو لفرضِ اعتصامٍ بالخيام وسط المعبر، في خطوة تهدف إلى تكرار سيناريو مخيم «أكديم إيزيك» في ضواحي العيون الذي جرى قبل سنوات.
وأظهر شريط تنقل عشرات من الموالين لجبهة البوليساريو بسيارات رباعية الدفع في اتجاه معبر الكركرات؛ وهو ما ينذر بتطورات ميدانية، ورد فعل مغربي قد يكون حازماً هذه المرة تجاه الاستفزازات المتكررة. وتلوح جبهة البوليساريو إلى إمكانية العودة لحمل السلاح خاصة في ظل تعذر تعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، منذ استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر في 23 مايو (أيار) 2019.
ورغم أن زيارة الفريق الأول الوراق لمنطقة الصحراء هو إجراء روتيني دأب قادة الجيش المغربي على القيام بها للوقوف على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي تطورات محتملة، فإن ما ميزها في هذا الوقت هو تنامي التداعيات المرتبطة بالمنطقة العازلة والمعبر الحدودي الكركرات، وقيام الجزائر أخيرا بمناورات عسكرية عديدة، وتصاعد حدة خطاب قادة الجزائر اتجاه المغرب.
من جانبه، وقال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في كلمة مسجلة تم بثها السبت في قاعة اجتماعات الجمعية العامة أمام ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في نيويورك، إن «المملكة المغربية لا تزال ملتزمة بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بمبدأ التسوية السلمية للنزاعات، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، وانطلاقا من ذلك يظل المغرب ملتزما بإيجاد حل نهائي للخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، في إطار وحدته الترابية وسيادته الوطنية».
وأشار رئيس الحكومة إلى أن موقف المغرب لا يشوبه أي غموض، فلا يمكن أن ينجح البحث عن حل سياسي نهائي إلا إذا كان يندرج في إطار المعايير الأساسية الأربعة التالية: السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل؛ والمشاركة الكاملة لجميع الأطراف في البحث عن حل نهائي لهذا النزاع المفتعل والاحترام التام للمبادئ والمعايير التي كرسها مجلس الأمن في جميع قراراته منذ 2007. المتمثلة في أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما ومبنيا على أساس التوافق؛ ورفض أي اقتراح متجاوز، والذي أكد الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، منذ أكثر من 20 سنة، بطلانه وعدم قابليته للتطبيق، والهادف إلى إخراج المسلسل السياسي الحالي عن المعايير المرجعية التي حددها مجلس الأمن. وأضاف أن المسلسل السياسي، تحت الولاية الحصرية للأمم المتحدة، حقق زخما جديدا بعقد مائدتين مستديرتين في جنيف في ديسمبر (كانون الأول) 2018 ومارس 2019.
غوتيريش يحث «البوليساريو» على عدم عرقلة التجارة في الكركرات
العثماني: ملتزمون إيجاد حل لنزاع الصحراء في إطار وحدة المغرب
غوتيريش يحث «البوليساريو» على عدم عرقلة التجارة في الكركرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة