العقار السعودي يسجل انخفاضا بقيمة 4 % مع نهاية 2014

تنظيم «ساما» للقروض العقارية القرار الأكثر تأثيرا.. والشقق تتسيد الاستثمار المستقبلي

أكد عقاريون سعوديون أن عام 2014 كان مختلفا إلى حد ملحوظ عن السنوات التي سبقته («الشرق الأوسط»)
أكد عقاريون سعوديون أن عام 2014 كان مختلفا إلى حد ملحوظ عن السنوات التي سبقته («الشرق الأوسط»)
TT

العقار السعودي يسجل انخفاضا بقيمة 4 % مع نهاية 2014

أكد عقاريون سعوديون أن عام 2014 كان مختلفا إلى حد ملحوظ عن السنوات التي سبقته («الشرق الأوسط»)
أكد عقاريون سعوديون أن عام 2014 كان مختلفا إلى حد ملحوظ عن السنوات التي سبقته («الشرق الأوسط»)

أكد عقاريون سعوديون أن عام 2014 كان مختلفا إلى حد ملحوظ عن السنوات التي سبقته، حيث انخفضت الأسعار خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم إلى ما يقارب 4 في المائة على أقل تقدير، خصوصا لمبيعات الفيلات السكنية التي سجلت مستويات متدنية من الإقبال، كما أن هناك تغيرات كبيرة من ناحية العقارات الأكثر نشاطا، حيث تزعمت القطاعات التجارية الحركة على حساب القطاعات السكنية التي أصابها الكساد إلى حد كبير.
وكشف العقاريون أن القطاع العقاري تأثر كثيرا بعدد من القرارات التي صدرت في العام المنقضي، إلا أن أهمها وأكثرها تأثيرا هو قرار «ساما» الذي غربل السوق ودفع بحركته والإقبال عليه إلى مستويات جديدة من الانخفاض، إلا أنهم توقعوا أن يكون العام الجديد أكثر تغيرا وغرابة مع دوامة الأحداث العقارية المتوالية التي لم تتضح نتائجها حتى الآن، وأهم ما يمكن أن يقال أن 2014 كان عاما مثيرا مليئا بالأحداث المتوالية.
يقول عبد الله العليان، الذي يمتلك شركة عقارية: «إن السوق العقارية ظلت متوترة منذ أعوام، إلا أن العام المنصرم كان الأكثر تحركا وتسارعا في القرارات، فمن إتاحة القروض العقارية التي حركت السوق ودفعت به إلى مستويات كبيرة من الإقبال، بعد السنوات العجاف التي عاشها، إلى عودة مؤسسة النقد العربي السعودي في قرارها والإفصاح بالصيغة الجديدة التي تستوجب دفع 30 في المائة من قيمة العقار عند الرغبة في التملك، وهو القرار الذي كان صداه مدويا إلى حد كبير، وخفض الطلب إلى مستويات ملحوظة في ظل غياب السيولة عن شريحة كبيرة من المشترين».
وأضاف: «منذ عقود وسوق العقار السعودية تسير دون توجهات أو على دراسات واقعية أو خطط أو حتى خطوات ثابتة في التوزيع لتغطية تنامي الطلب، حيث إنهت تسير بحسب ما هو معروف بالعرض والطلب، وهو ما لا تلتزم به السوق، خصوصا في السنوات الأخيرة التي أصبح القطاع فيها يتمتع بعرض كبير دون وجود أي طلب، إلا أن ما يحدث حاليا من قرارات، ما هو إلا تصحيح، وإن كان متأخرا، لحال السوق».
وتوقع العليان أن يشهد القطاع العقاري خلال السنة المقبلة مزيدا من الغربلة التي قد تغير الأسعار أو حتى نسبة الإقبال، خصوصا أن القطاع الآن يسير نحو المجهول في ظل العزوف الكبير عن الشراء.
وكان القطاع العقاري قد شهد تجاذبات عدة خلال الأعوام الماضية، وبالتحديد بعد الهبوط الشهير لسوق الأسهم، الأمر الذي دفع بالعقار لتصدر المشهد الاستثماري الأكثر أمانا، إلا أن التضخم الكبير الذي عاشته السوق أصبح منفرا إلى حد كبير، حيث تشير إحصاءات سابقة إلى أن التضخم خلال السنوات الـ7 الماضية وصل إلى ما يزيد على الضعف، وهي نسبة كبيرة لم تشهدها أي سوق عالمية مماثلة، إلا أن أكثر ما يميز هذا العام هو الهدوء الذي عاشه مطلع العام والفورة التي لمسته في منتصفه بعد إقرار التمويل بصيغته السابقة، إلا أنها لم تدم؛ فقبيل نهاية العام أعادت «ساما» شروط الحصول على التمويل، مما دفع القطاع إلى أدنى مستوياته، وينظر إلى العام المقبل بتفاؤل على أنه عام المفاجآت الذي قد ينتشل القطاع العقاري مما هو عليه من تخبطات.
وفي الاتجاه نفسه، أكد طارق المضحي، المستثمر العقاري، أن هناك حركة ملحوظة تشير بوصلتها إلى زيادة واقعية في رغبة المستثمرين في الاستفادة من إقبال المشترين على الشقق السكنية للتمليك، وذلك بعد قرار الدفعة الذي فرضته «ساما» وسيضطر الكثير من راغبي التملك إلى السكن في شقق صغيرة أو منازل أقل حجما، وهو ما يريد المستثمرون الذين يرغبون في تلبية الطلبات العامة، استغلاله، خصوصا لفئة الشباب الذين لا يتجاوز معدل أعمارهم العقد الثالث، وهم الشريحة الأكثر طلبا للعقار والذين صادفتهم مشكلة غلاء الأسعار عند رغبتهم في تملك المنازل الخاصة بهم، ما جعل تملك الشقق خيارا جيدا بالنسبة إليهم لضمان منزل العمر، في ظل تضاؤل الأمل في الحصول على فيلات بأسعار معقولة مع حلول موجة الارتفاعات الكبيرة في السوق العقارية السعودية.
وقال المضحي: «إن الاستثمار في الشقق يعد جديدا نوعا ما في البلاد، وذلك يقصد تملك المواطنين وليس لتأجير العمالة، خصوصا في السنوات الأخيرة التي شهد فيها العقار مستويات متزايدة من الارتفاع».
وأضاف: «إن التصميم الجديد للشقق يوحي بتفنن وتغير كبير في اختيار المواطنين لهذا النوع من القطاعات العقارية، كما أن أسعارها تعد منخفضة نوعا ما إذا ما قورنت بالفيلات التي يبلغ أقل سعر لها قرابة الضعف»، مبينا أن العقار التجاري تفوق في هذه الأعوام على العقار السكني بمراحل كبيرة، من حيث الإقبال والنشاط، موضحا أن الاستثمار في الشقق سيكون الأكثر تربعا على الأفرع الأخرى في الأعوام المقبلة.
وكانت إحصاءات سابقة قد تحدثت عن تصدر الاستثمار في شقق التمليك قائمة الأفرع العقارية الأكثر نشاطا، حيث تشير الإحصاءات الميدانية إلى ازدهار ملحوظ في حركة هذا النوع العقاري عن سائر العقارات الأخرى، بعد أن شهد الاستثمار في الأراضي البيضاء عام 2013 الموجة الكبرى من العمليات التسويقية، إلا أن الاستثمار السائد خلال هذا العام والأعوام المقبلة، يصب في مصلحة بيع الشقق بأحجامها كافة التي بدأت بشكل فعلي في قيادة قطاع المبيعات العقارية، وذلك إذا أخذ في الاعتبار أن نسبة كبيرة من المشروعات تصب في مصلحة هذا النوع من البناء.
وفي هذا السياق تحدث فهد الوعلان المستثمر العقاري عن انخفاض طفيف شهده القطاع العقاري خلال العام المنصرم يميزه عن الأعوام السابقة، حيث قدر الارتفاع بنسبة 4 في المائة على أقل تقدير، خصوصا لأفرع الفيلات والأراضي البيضاء التي تعيش أقل الطلب منذ سنوات كثيرة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاضات مستقبلية محتملة في ظل استمرار العزوف ونقص سيولة المواطنين وتشدد مؤسسة النقد في إعطاء القروض العقارية، وأضاف أن الانخفاض الأكثر سيحدث لا محالة نتيجة وجود فقاعة عقارية كبيرة في ظل ارتفاع الأسعار إلى حد جنوني لم يسبق له مثيل، متوقعا أن يكون قرار «ساما» هو البداية الحقيقية لانخفاض الأسعار، ويتضح ذلك من نزولها فور إعادة ترتيب إعطاء القروض العقارية.
وكانت مؤسسة النقد العربي السعودي قد أصدرت في وقت سابق اللائحة الجديدة للتمويل العقاري التي تنص على وجوب توفير 30 في المائة من قيمة العقار عند الرغبة في الشراء من جهات التمويل، واستكمال الـ70 في المائة المتبقية عن طريق شركات وبنوك التمويل، ورغم الجدل الكبير الذي حدث حول جدوى القرار، فإن الأيام المقبلة كفيلة بأن توضح مدى جدوى تطبيقه من عدمها، وهو ما تراهن عليه «ساما» من أنه سيكون ذا انعكاس إيجابي على الأسعار وعلى السجل الائتماني للمواطنين، وحماية المؤسسات المالية والاقتصاد من تعثرات محتملة نتيجة التوسع في إعطاء القروض.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.