«مريض برلين»... أول متعافٍ من الإيدز يصل للمرحلة الأخيرة من السرطان

تيموثي راي براون رفقة كلبه في 2011 (أرشيف - أ.ب)
تيموثي راي براون رفقة كلبه في 2011 (أرشيف - أ.ب)
TT

«مريض برلين»... أول متعافٍ من الإيدز يصل للمرحلة الأخيرة من السرطان

تيموثي راي براون رفقة كلبه في 2011 (أرشيف - أ.ب)
تيموثي راي براون رفقة كلبه في 2011 (أرشيف - أ.ب)

ينازع الأميركي تيموثي راي براون الذي كان في العام 2008 أول شخص يُشفى من متلازمة نقص المناعة المكتسبة، لكن السبب هذه المرة ليس فيروس الإيدز بل بلوغ الرجل الذي عُرف بـ«مريض برلين» المرحلة النهائية من السرطان، على ما أعلن صديقه.
ونقل الناشط والكاتب مارك كينغ في مقال كتبه، يوم الثلاثاء الماضي، على مدونته عن تيم هوفغن، صديق تيموثي، قوله إن الأخير «لا يموت من الإيدز... فلتكن الأمور واضحة». وأوضح كينغ أن «الإيدز لم يظهر في دم تيموثي» منذ العام 2008 إذ «لم يعد موجوداً». وأضاف «الآن، إنه سرطان الدم... يا إلهي، أكره السرطان».
وقال هوفغن إن تيموثي راي براون (54 عاماً) «شخص لا يمكن إلا أن يحبه المرء لأنه لطيف... العلاجات المضادة للسرطان كانت قاسية جداً... أحياناً أتساءل ما إذا كانت أسوأ من المرض نفسه».
وروى مارك كينغ لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تحدث إلى الرجلين هاتفياً (السبت) الفائت، مشيراً إلى أن براون يتلقى الرعاية التلطيفية في منزله في بالم سبرينغز (ولاية كاليفورنيا).
ونقل كينغ عن براون قوله «سأظل أكافح حتى لا يعود في مقدوري أن أكافح». وبدا براون في إحدى الصور طريح الفراش ونحيلاً ومن دون شعر.
وكان براون يعيش في برلين عام 1995 عندما علم أنه مصاب بالفيروس. وفي العام 2006 تبين أنه مصاب بسرطان الدم.
ولمعالجته، زرع له طبيبه في جامعة برلين خلايا جذعية من متبرع يتمتع بطفرة جينية نادرة توفر له مقاومة طبيعية لفيروس «الإيدز»، وكان يأمل في أن يكون الزرع علاجاً للمرضين في آن واحد.
واضطر الطبيب إلى إجراء عمليتي زرع، مع ما تنطوي عليه مثل هذه العمليات من صعوبة وخطورة، لكن الرهان نجح عام 2008 إذ شفي تيموثي راي براون من المرضين. ولم يشر الإعلان عن هذا التطور وقتها إلى اسمه، بل اكتفي بوصفه بـ«مريض برلين».
ووافق براون عام 2010 على كشف اسمه علناً، وبات مذاك شخصية عامة، يدلي بتصريحات ويعطي مقابلات إعلامية ويلقي محاضرات ويشارك في مؤتمرات.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية عام 2012 «أنا الدليل الحي على أن الشفاء من الإيدز ممكن».
ولم يُعلَن منذ عام 2008 سوى عن حالة شفاء واحدة، حصلت في مارس (آذار) 2019 بفضل الطريقة نفسها، ونجا بفضلها «مريض لندن» الذي عاد هو الآخر وكشف اسمه وهو آدم كاستيليجو.
ولا تُعتَبَر طريقة زرع الخلايا الجذعية قابلة للتعميم بسبب صعوبتها والمخاطر المترتبة عنها، إذ ينبغي إلغاء الجهاز المناعي للمتلقي من خلال علاج كيميائي، تمهيداً لـ«استبداله» بالنظام المناعي للمتبرع. وما يشجع على عدم اعتماد هذه الطريقة أن العلاجات المضادة للفيروسات باتت اليوم تتيح للمصابين بالإيدز أن يتعايشوا معه وتكون حياتهم طبيعية.


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.