الميليشيات الحوثية متهمة بآلاف الجرائم ضد سكان صنعاء

يمنيون في سوق وسط صنعاء (أ.ف.ب)
يمنيون في سوق وسط صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الميليشيات الحوثية متهمة بآلاف الجرائم ضد سكان صنعاء

يمنيون في سوق وسط صنعاء (أ.ف.ب)
يمنيون في سوق وسط صنعاء (أ.ف.ب)

أحصت تقارير يمنية حكومية وأخرى محلية قيام الميليشيات الحوثية بارتكاب آلاف الجرائم والانتهاكات بحق سكان العاصمة صنعاء خلال الأشهر الماضية، تنوعت بين القتل والخطف والاعتقال والتعذيب، وتجنيد الأطفال والسطو على الممتلكات والأراضي، والدهم المسلح للمنازل والمؤسسات، وفرض الجبايات والإتاوات.
وفي هذا السياق، وثق مركز العاصمة الإعلامي في أحدث تقرير له الذي جاء بعنوان «6 سنوات من الانقلاب... عقاب جماعي لليمنيين»، وقوع نحو 913 جريمة فوضى أمنية بنطاق العاصمة صنعاء خلال الفترة من مطلع يناير (كانون الثاني) وحتى نهاية أغسطس (آب) الماضيين.
وتوزعت تلك الجرائم - بحسب التقرير - بين 53 جريمة قتل، و140 جريمة إصابة، و220 جريمة اختطاف، و74 جريمة اعتداء جسدي، و71 جريمة اقتحام ومداهمة مسلحة لمنازل ومتاجر ومؤسسات متنوعة، و144 جريمة استيلاء بقوة السلاح على مؤسسات أهلية ومنازل معارضين، وسطو على أراضٍ وعقارات، و205 جرائم إصدار أحكام إعدام مخالفة للقانون بحق سياسيين وعسكريين وصحافيين ونشطاء، و6 جرائم إغلاق مقاهٍ ومتنزهات شبابية بقوة السلاح.
وطبقاً لتقديرات الفريق المعد للتقرير، فإن ما يصل إلى 10 آلاف جريمة أخرى حدثت في صنعاء خلال فترة الرصد، ولم يتمكنوا من توثيقها نتيجة المخاطر التي تهدد حياة الراصدين الحقوقيين والإعلاميين في ظل القمع الوحشي، الذي تمارسه الجماعة بحق الحقوقيين والإعلاميين في العاصمة وبقية مدن سيطرتها.
ومن بين تلك الجرائم غير الموثقة، بحسب التقرير، جرائم «السرقات وعمليات النهب والاغتصاب والتجنيد القسري للأطفال والشباب وطلبة المدارس، واختطاف نساء وفتيات وابتزازهن، والجبايات غير القانونية، والإقصاء الوظيفي، والتعليم الطائفي القسري، والدورات الطائفية، وتجريف الهوية الوطنية».
وقال التقرير: «يتضح بحساب متوسط الجرائم الموثّقة بوقائعها، حدوث 8 جرائم في نطاق العاصمة كل 48 ساعة، وهو ما يكشف تفاقم الفوضى وهشاشة الوضع الأمني الذي عادة ما تلجأ ميليشيات الحوثي لتغطية ذلك، بترويج ما تزعم أنها نجاحات أمنية من حين الى آخر عبر وسائل إعلامها».
على صعيد متصل، وثق تقرير حكومي آخر أكثر من 3 آلاف جريمة وانتهاك مارستها الجماعة في العاصمة صنعاء بين 30 أغسطس (آب) 2019 و26 أغسطس (آب) 2020.
وقال التقرير الصادر عن مكتب حقوق الإنسان بصنعاء، إنه رصد أكثر من 3320 انتهاكاً حوثياً داخل السجون، توزعت بين الوفاة تحت التعذيب والاختطاف التعسفي والإخفاء القسري والمحاكمات السياسية والإصابات والتعذيب والاعتقالات والاعتداء الجسدي وفرض الإقامة الجبرية والانتهاكات بحق الطفولة والنساء.
وطبقاً لتقرير وحدة الرصد والتوثيق بمكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، فقد بلغت حالات القتل تحت التعذيب 11 حالة، ووصلت حالات الإصابات إلى 398 حالة إصابة متنوعة. في حين بلغت الاختطافات 720 حادثة، حيث اختطفت الجماعة نحو 576 رجلاً، و122 امرأة، و22 طفلاً.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات المتنوعة بحق الأطفال وصلت خلال الفترة ذاتها إلى 309 انتهاكات، فيما بلغت انتهاكات النساء أكثر من 326 حالة انتهاك.
ورصد التقرير نحو 271 حالة اختفاء قسري خلال فترة الرصد، بينما وثق 201 حالة ممن فرضت عليهم الإقامة الجبرية من قبل الميليشيات، وسجل الفريق الراصد 350 حالة تعرضت للتعذيب الوحشي بسجون الحوثيين، و577 حالة اعتداء جسدي.
وتطرق إلى أن الجماعة استمرت في المحاكمات السياسية العبثية للمعارضين والناشطين وصلت إلى ما يزيد على 157 محاكمة.
وكشف فريق الرصد عن ارتفاع وتيرة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الجماعة في العاصمة صنعاء خلال فترة إعداد التقرير بشكل يومي وبصورة وحشية، لا سيما تلك التي ترتكب داخل السجون كالإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة القاسية والوفاة تحت التعذيب.
وأشار إلى استخدام الميليشيات لوسائل القمع والعنف والاختطاف والتعذيب لكل من يعارضها، وإلى نهجها سياسة التجويع والإفقار عبر نهب المساعدات الإغاثية والأدوية وقطع مرتبات موظفي الدولة ونهب مقدرات وإيرادات الدولة وفرض الإتاوات لصالح مجهودها الحربي ولإحياء مناسباتها.
وطالب التقرير بسرعة الكشف عن جميع المخفيين قسرياً في السجون، والكف عن ممارسة الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين والسياسيين والمعارضين، وإلغاء قرارات الإعدام السياسية والإفراج الفوري غير المشروط عن المختطفين في صنعاء.
وكان تقرير حكومي آخر كشف بمنتصف مارس (آذار) الماضي، عن توثيق أكثر من 18 ألف جريمة وانتهاك ارتكبتها الميليشيات في صنعاء خلال عام واحد فقط.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.