بطريرك أقباط مصر يؤكد ثقته بالتوصل إلى توافق حول «سد النهضة»

السفير الإثيوبي بالقاهرة يتحدث عن دعم العلاقات لـ«تسهيل» المفاوضات

البابا تواضروس الثاني خلال استقبال السفير الإثيوبي بمقر الكاتدارئية (من صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة)
البابا تواضروس الثاني خلال استقبال السفير الإثيوبي بمقر الكاتدارئية (من صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة)
TT

بطريرك أقباط مصر يؤكد ثقته بالتوصل إلى توافق حول «سد النهضة»

البابا تواضروس الثاني خلال استقبال السفير الإثيوبي بمقر الكاتدارئية (من صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة)
البابا تواضروس الثاني خلال استقبال السفير الإثيوبي بمقر الكاتدارئية (من صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة)

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر، «ثقته بالوصول لتوافق حول (سد النهضة)». في حين تحدث السفير الإثيوبي الجديد في القاهرة، ماركوس تيكلي، عن «سعيه لتغيير التصورات الخاطئة لدى الشعبين المصري والإثيوبي تدريجياً لدعم العلاقات و(تسهيل) مفاوضات السد». يأتي هذا وسط ترقب لاستئناف مفاوضات «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على «النيل الأزرق»، ويثير توترات مع دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان).
وقال البابا تواضروس الثاني، إن «نهر النيل هدية من الله، مثل الهواء والشمس لكل البشر، لذلك أصلي وأثق بأن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان سوف تمضي قدماً نحو الحل الملائم للجميع». وأشاد بابا أقباط مصر خلال استقبال السفير تيكلي بمقر الكاتدارئية بالعباسية شرق القاهرة، «بقوة العلاقة بين مصر وإثيوبيا، وكذلك بين الكنيستين المصرية والإثيوبية»، مشيراً إلى «زيارته لإثيوبيا التي وصفها بـ(الطيبة)، وعلاقة المحبة التي تربطه بغبطة البطريرك، متياس، بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية».
ووفق بيان للمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك» مساء أول من أمس، فقد أكد «البابا على أهمية الدور الذي يقوم به السفير الإثيوبي، لتقوية العلاقات بين الدولتين خلال فترة خدمته في مصر، وكذلك في تقارب الشعبين المصري والإثيوبي».
وتخوض مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات ممتدة منذ سنوات بشأن السد، ويرعى الاتحاد الأفريقي الجولة الأحدث من تلك المناقشات، وسط تعثر في التوصل للاتفاق، إذ لا يزال الغموض يحيط بمسار المفاوضات، بسبب «عدم التوصل لـ(مسودة موحدة) حول (النقاط الخلافية) لتقديمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي». وتشدد مصر والسودان على «ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق ومصالح الدول الثلاث، وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015، ومبادئ القانون الدولي، على أن يضمن آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات».
وكانت أديس أبابا قد أعلنت في وقت سابق، عن إتمام عملية الملء الأولى للسد، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، ما أثار حفيظة دولتي المصب. وتسعى إثيوبيا لأن يكون السد أكبر المشاريع الكهربائية في القارة الأفريقية.
في سياق متصل، أكد السفير الإثيوبي بالقاهرة «تقدير بلاده لتأكيدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحق إثيوبيا في التنمية»، مضيفاً أن «دوره كدبلوماسي في المرحلة القادمة يتمثل في السعي إلى خلق المزيد من التفاهم بين البلدين»، موضحاً خلال حديثه لوسائل إعلام مصرية مساء أول من أمس، أنه «سوف يساهم في تغيير التصورات الخاطئة لدى الشعبين تدريجياً، مما يعمل على دعم العلاقات وتسهيل المفاوضات حول (سد النهضة)، كما يرسخ التفاهم المتبادل ويدعم الثقة بين الشعبين». وأشار السفير الإثيوبي بالقاهرة إلى أن «المفاوضات حول (سد النهضة) تركز على مسائل تقنية، تتفاوض حولها اللجان الفنية»، لافتاً إلى أن «علاقة البلدين تاريخية وعميقة».
وكان الرئيس السيسي قد دعا قبل أيام إلى التوصل لاتفاق بشأن «سد النهضة». وقال خلال كلمته التي ألقاها عبر الفيديو أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه «لا ينبغي أن يمتد أمد المحادثات المتواصلة منذ عشر سنوات بين الأطراف المعنية إلى (ما لا نهاية في محاولة لفرض الأمر الواقع)».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.