رغم نفي الأمم المتحدة صحة قوائم متداولة للشخصيات المدعوة إلى الجولة الجديدة من الحوار الليبي - الليبي في جنيف منتصف الشهر المقبل، فإن أطرافاً مختلفة، بينها أنصار نظام العقيد الراحل معمر القذافي، انتقدت القوائم وطالبت بتمثيلها هي الأخرى في اللقاء المرتقب.
وإلى جانب أطراف من الأمازيغ وقبائل التبو يرون أنهم «أُقصوا» من أي حوارات تتعلق بالمسار السياسي، دخل أنصار النظام السابق على الخط، معترضين على أن القوائم الرائجة تضم أسماء عدة محسوبة على النظام السابق، وهي ليست كذلك، فضلاً عن أنهم يرونها «قليلة ولا تعبر عن القواعد الأساسية لهذا الطيف الواسع من الشعب الليبي»، مطالبين بـ«تمثيل أوسع».
وأصدرت مجموعة من السياسيين المنتمين إلى النظام السابق بياناً، مساء أول من أمس، انتقدوا فيه وجود أسماء قالوا إنها «لعناصر تنتمي إلى تنظيمات متطرفة، يتمترسون خلف ميليشيات مسلحة فرضتهم على الشعب بالترهيب وقوة السلاح»، معبرين عن مخاوفهم من «فرضهم على المشهد السياسي مجدداً بعد 9 سنوات لم تجنِ من البلاد إلاّ الدمار والخراب».
ونسبت وسائل إعلام محسوبة على النظام السابق إلى عضو المجلس الرئاسي محمد عماري زايد، ترحيبه بمشاركة أنصار النظام السابق. وقال إن «الباب مفتوح أمامهم باستثناء من تلطخت يداه بدماء الليبيين». وقبل أن يلفت إلى «فتح صفحة جديدة معهم»، اعتبر أن «ثورة فبراير (شباط) حدث تاريخي أحدث تغييراً كبيراً في الواقع السياسي الليبي تتبعه تغيرات كثيرة قانونية ودستورية تبني الدولة من جديد».
ورغم أن البعثة الأممية لدى ليبيا سارعت إلى نفي صحة هذه القوائم، فإن تداولها استمر على نطاق واسع في الأوساط الليبية، في حالة وصفها متابعون بأنها «سباق محموم للاستفادة من الزخم السياسي الذي تعيشه البلاد».
كانت البعثة الأممية قد قالت على لسان المتحدث باسمها جان علم، إنها «ليست مسؤولة عن أي معلومات يجري تداولها، من خلال نسخ متعددة بأسماء لمشاركين في منتدى الحوار السياسي الليبي المقبل». وقال إن «البعثة غير مسؤولة عنها ما دامت ليست على موقعها أو صفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي».
وأضاف أن التحضير جارٍ لعقد منتدى الحوار السياسي الليبي في الأسابيع المقبلة، وفور الانتهاء من ذلك ستنشر البعثة جميع التفاصيل المتعلقة بالحوار، «بما فيها تاريخ ومكان الانعقاد وما يتعلق بالمشاركين».
ورأى أمين «اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية» مصطفى الزايدي أن الأزمة «ناتجة عن التدخل غير المبرر للأمم المتحدة في شأن داخلي لدولة مستقلة»، معتبراً أن «الاستلاب الفكري والطمع هما ما يجعل البعض يتوهم أن مفاتيح الحل فقط لدى موظفي الأمم المتحدة، وفي دهاليز حواراتها التي تنظمها».
وأضاف الزايدي في تعليق له على الحوار المرتقب في جنيف، أن «فكرة مؤتمر يجمع شخصيات مختارة تُتخذ كغطاء لتطبيق خرائط معدة سلفاً، ولإضفاء قدر من الموضوعية عليها طُبقت في لويا جيرغا بأفغانستان، ومجلس حكم العراق، والمجلس الانتقالي الليبي ومؤتمر الصومال، والنتائج مزيد التدهور والصراع المستمر لعقود». وأكد أن «الموقف لا يتعلق إطلاقاً بأسماء المشاركين، ولا طعناً في مؤهلاتهم ووطنية بعضهم، لكنه يتعلق بآليات الأمم المتحدة وأجندات الدول الكبرى المسيطرة عليها».
وسبق للبعثة الأممية القول عقب انتهاء لقاءين سياسيين للأفرقاء الليبيين عُقدا في مونترو بسويسرا وبوزنيقة في المغرب، إنها بصدد إطلاق الترتيبات اللازمة لاستئناف مؤتمر الحوار السياسي الليبي الشامل وسيتم الإعلان عن ذلك في الفترة المقبلة.
أنصار القذافي يطالبون بـ«تمثيل أوسع» في حوار جنيف
أنصار القذافي يطالبون بـ«تمثيل أوسع» في حوار جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة