اليمين المتطرف يستطيع تشكيل حكومة من دون نتنياهو

بحسب استطلاع لتوجهات الإسرائيليين لو جرت الانتخابات الآن

منحوتة لوجوه بكمامات لفنان إسرائيلي وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
منحوتة لوجوه بكمامات لفنان إسرائيلي وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
TT

اليمين المتطرف يستطيع تشكيل حكومة من دون نتنياهو

منحوتة لوجوه بكمامات لفنان إسرائيلي وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
منحوتة لوجوه بكمامات لفنان إسرائيلي وسط تل أبيب (إ.ب.أ)

أظهر آخر استطلاع للرأي، تراجعاً جديداً في شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصالح اتحاد أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، بقيادة وزير الدفاع السابق، نفتالي بنيت. وبيّنت نتائج الاستطلاع، أنه في حال تحولها إلى واقع، هناك إمكانية لتشكيل حكومة وحدة ما بين قوى الوسط واليسار، واليمين الراديكالي، يقف بنيت على رأسها من دون الحاجة إلى بنيامين نتنياهو.
وكان الاستطلاع، الذي أجراه في اليومين الأخيرين، معهد «ميدغام»، برئاسة مانو غيفاع، وشمل عينة مكونة من 512 شخصاً بنسبة خطأ تصل إلى 4.4 في المائة، بثت نتائجه «القناة 12» للتلفزيون، قد سأل كيف سيصوت الإسرائيليون فيما لو جرت الانتخابات الآن؟ ودلت النتائج أن الليكود برئاسة نتنياهو سيحصل على 29 مقعداً، أي أنه سيفقد مقعداً إضافياً عن الاستطلاع السابق الذي أجرته هذه القناة ومنحه 30. وسيفقد 7 مقاعد عن قوته الحالية (36 مقعداً). وبالمقابل ارتفع تحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، إلى 21 مقعداً، أي بزيادة مقعد عن الاستطلاع الأخير (الذي منحه 20 مقعداً) وزيادة 15 مقعداً عن قوته الحالية، التي لا تزيد على 6 مقاعد.
وفحص الاستطلاع كيف تكون النتائج في حال دخول شخصية جديدة لقيادة الحلبة السياسية، هي عضو الكنيست يفعات شاشا - بيطون، التي تنتمي إلى حزب الليكود، ولكنها تتعرض لهجوم شديد من نتنياهو ورجاله، بسبب رفضها العديد من قرارات الحكومة المتعلقة بمكافحة «كورونا»، وقد اكتسبت شعبية كبيرة لأنها استغلت منصبها بضفتها رئيسة لجنة «كورونا» في الكنيست. وسأل الاستطلاع كيف سيصوت الجمهور في حال انشقت بيطون عن الليكود وخاضت الانتخابات بحزب مستقل؟ وتبين أن الليكود سيخسر مزيداً من قوته في هذه الحالة، ويهبط إلى 26 مقعداً، وتحصل بيطون على 8 مقاعد، وتهبط يمينا إلى 19 مقعداً.
وقد جاءت النتائج الكاملة للاستطلاع على النحو التالي:
في حال خاضت الأحزاب الانتخابات بتركيبتها القائمة، تكون النتيجة على النحو التالي: الليكود 29 مقعداً؛ «يمينا» 21 مقعداً؛ «يش عتيد - تيلم» برئاسة يائير لبيد 17 مقعداً؛ القائمة المشتركة للأحزاب العربية بقيادة أيمن عودة تحتفظ على قوتها الحالية وتحصل على 15 مقعداً؛ حزب الجنرالات «كحول لفان» برئاسة رئيس الحكومة البديل وزير الأمن، بيني غانتس، يهبط من 16 مقعداً اليوم إلى 9 مقاعد؛ حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بقيادة أريه درعي يحافظ على قوته 9 مقاعد؛ حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان يزيد مقعداً إضافياً 8 مقاعد؛ وحزب «يهدوت هتوراه» لليهود المتدينين الغربيين يحافظ على قوته 7 مقاعد، وحزب اليسار ميرتس 5 مقاعد.
وفي الحالتين يكون معسكر اليمين، بقيادة نتنياهو، متفوقاً على المعسكر المناهض لنتنياهو. ولكن تنامي الخصومات بين نتنياهو وبين نفتالي بنيت من جهة، وبين نتنياهو وشاشا بيطون من جهة أخرى، يفتح الباب أمام سيناريوهات أخرى لتركيبة الائتلاف الحكومي. ففي الأسابيع الأخيرة، وعلى ضوء التراجع المتواصل في شعبية نتنياهو، بسبب إخفاقاته الكبيرة في معالجة أزمة «كورونا» وتبعاتها الاقتصادية، يطرح بنيت نفسه منافساً أول على رئاسة الحكومة، ويتعهّد بأن يواصل نجاحاته في مكافحة كورونا عندما كان وزيراً للأمن في الموجة الأولى لانتشار الفيروس. ومع دخول شاشا بيطون الافتراضي للحلبة السياسية، وهي التي تملك رصيداً قوياً في موضوع «كورونا»، بدأت تطرح إمكانية تشكيل حكومة من دون نتنياهو. ويحاول بنيت الظهور بالقرب من الوسط ولا يستثني قوى اليسار. فإذا نجحت هذه الفكرة، فإن بنيت يستطيع أن يكون رئيس حكومة ذات أكثرية 65 مقعداً من دون المتدينين، أي مع لبيد وغانتس وشاشا بيطون وميرتس.
ولكي يبقي بنيت على قوى الاستيطان معه، يقول إن هناك مكاناً دائماً لليكود في ائتلافه الحكومي، على أساس تداول رئاسة الحكومة مع نتنياهو. بيد أن نتنياهو يحاول منع هذه الإمكانية، حتى لو بثمن التراجع عن فكرة تقديم موعد الانتخابات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».