السفيرة الإسرائيلية الجديدة في القاهرة: الفضل الأول للسلام مع مصر

TT

السفيرة الإسرائيلية الجديدة في القاهرة: الفضل الأول للسلام مع مصر

في الوقت الذي تنشر فيه تحذيرات في تل أبيب من إهمال العلاقات الإسرائيلية - المصرية بعد الاتفاق مع الإمارات، أعلنت السفيرة الإسرائيلية الجديدة في القاهرة، أميرة (سلطاني) أورون، أن «مكانة مصر محفوظة بفضل ريادتها عملية السلام مع إسرائيل».
وقالت، بعد تسليمها أوراق اعتمادها للرئيس عبد الفتاح السيسي، إن «الفضل الأول يبقى للسلام مع مصر». وأضافت «لا شك في أهمية السلام مع الإمارات والبحرين والمزيد من الدول العربية الأخرى. لكن لا شيء يأتي مكان السلام مع مصر».
وكانت أورون قد التقت الرئيس السيسي بعد تسليمها أوراق الاعتماد، أول من أمس (الأربعاء)، وحدثته عن جذورها المصرية، من جهة والدها. وهي السفيرة الـ14 لإسرائيل في القاهرة. وقد تم تعيينها للمنصب في سنة 2018، لكن رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، رفض منحها التعيين الرسمي بدعوى أنها سُمعت تنتقد سياسته وتعتبره كمن ضيع فرصة سانحة للسلام مع الدول العربية والفلسطينيين. كما نقل على لسانها، القول، إنه يجب إسقاط نتنياهو عن الحكم. غير أن وزير الخارجية الجديد، غابي أشكنازي، وافق على تعيينها، وقال في منشور على الشبكات الاجتماعية «أميرة دبلوماسية محنكة تتحلى بالمهنية، ولها مكانة محترمة في السلك الدبلوماسي، وأنا على ثقة بأنها ستدفع قدماً بالعلاقات الثنائية بين إسرائيل ومصر لتحقيق إنجازات كبيرة». وقد وجهت أميرة أورون أول رسالة لها باللغة العربية بعد وصولها إلى القاهرة لتسلم مهام عملها، فقالت على حسابها بموقع «تويتر» «أنا سعيدة جداً بعودتي لمصر سفيرة لإسرائيل، تحمل رسالة سلام وحسن الجوار من الحكومة الإسرائيلية إلى الحكومة المصرية وللشعب المصري».
يذكر أن أورن، تعمل في وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ عام 1991، وتدرجت في المهام الدبلوماسية على مدار 29 عاماً، وشغلت مناصب عدة، منها مترجمة في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ثم ناطقة بلسان السفارة، ثم عادت إلى البلاد لتشغل منصب مديرة قسم الإعلام العربي في الوزارة، ثم قائمة بأعمال السفير في تركيا، وأخيراً مديرة قسم الشرق الأوسط في الوزارة. وهي تجيد اللغة العربية التي تعلمتها في البيت. وقد درست في الجامعة الشؤون الإسلامية وتاريخ الشرق الأوسط.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.