حملة تفتيش في بغداد بحثاً عن مستهدفي المنطقة الخضراء

في وقت بدأت فيه قوة خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي حملة تفتيش في أحد أرقى أحياء العاصمة العراقية بغداد، بحثاً عن مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء، بهدف استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وتحديداً استهداف السفارتين الأميركية والبريطانية، دخل القضاء العراقي للمرة الأولى على خط حماية تلك البعثات.
وفي هذا السياق، بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان أمس (الأربعاء) مع كل من السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، والسفير البريطاني ستيفن هيكي، الاعتداءات التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد.
وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان، إن «رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان بحث مع سفير الولايات المتحدة الأميركية في بغداد ماثيو تولر، إجراءات القضاء في محاسبة الجهات التي تعتدي وتهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في العراق». وطبقاً للبيان فإن الجانبين ناقشا «أثر تلك التهديدات على علاقات العراق مع دول العالم».
وفي السياق نفسه، بحث زيدان مع السفير البريطاني لدى العراق الملف ذاته خلال استقباله له أمس. وقال مجلس القضاء في بيان، إن «الجانبين بحثا جهود الحكومة والقضاء في توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية، والإجراءات القانونية المتخذة بحق من يعتدي على تلك البعثات، كما بحثا التعاون القضائي والقانوني بين القضاء العراقي وفريق التحقيق الدولي المختص بجمع الأدلة عن جرائم (داعش)».
وكذلك بحث السفير البريطاني في بغداد مع زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي ملف استهداف البعثات الأجنبية. وأوضح بيان لمكتب المالكي أن الأخير أكد للسفير البريطاني «أهمية العمل والتعاون المشترك بين البلدين، لتجنيب العراق والمنطقة النزاعات والحروب». وأضاف أن «العراق يعتز بعلاقاته مع دول العالم، ويرفض استهداف البعثات الدبلوماسية»، مبيناً أن «العراق لن يسمح بأن يكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة من دول الجوار، أو ساحة حرب لتصفية الحسابات».
وبموازاة ذلك، بدأت حملة أمنية، أمس الأربعاء، للبحث عن متهمين بشأن القصف الصاروخي الذي يستهدف المنطقة الخضراء شديدة التحصين، ومقار التحالف الدولي والسفارة الأميركية. وطبقاً لشهود عيان أبلغوا وكالات أنباء محلية، فإن جهاز مكافحة الإرهاب بدأ منذ فجر الأربعاء حملة تفتيش في منطقة الجادرية في بغداد، بحثاً عن متهمين بالضلوع في إطلاق الصواريخ.
وكانت خلية الإعلام الأمني قد أعلنت أول من أمس (الثلاثاء) سقوط عدة قذائف «هاون» على المنطقة الخضراء، من دون تسجيل خسائر أو أضرار مادية. وقالت في بيانها إنه «تأشر لديها أن مكان الانطلاق كان من منطقة الزوية في حي الجادرية الراقي». وبينما تتعرض المنطقة الخضراء إلى عديد من عمليات إطلاق الصواريخ وبخاصة «الكاتيوشا»، فإن أي جهة مسلحة لم تعلن مسؤوليتها بشكل مباشر عن هذه العمليات. لكن الحكومة العراقية التي تدين في بيانات رسمية وتتعهد للمجتمع الدولي بملاحقة مطلقيها وتقديمهم للعدالة، تلمح في البيانات والتصريحات إلى مسؤولية فصائل مسلحة موالية لإيران، وترفض الوجود الأميركي في العراق، بأنها هي من تقف خلف تلك الهجمات.
وبالتزامن مع جهود السفيرين الأميركي والبريطاني باتجاه منع استهداف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي، أعلن مصدر أمني الأربعاء أن انفجاراً بعبوة ناسفة استهدف رتلاً للدعم اللوجستي تابعاً للتحالف الدولي في محافظة صلاح الدين.
وتعليقاً على استهداف البعثات الأجنبية، يقول أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «العمليات التي تستهدف البعثات الأجنبية تمثل في الواقع تهديداً للأمن والاستقرار في البلاد»، مبيناً أن «الحاجة باتت ماسة لأن يكون السلاح بيد الدولة؛ لأن أي سلاح آخر غير مسيطر عليه إنما هو خارج قواعد العمل الذي يستخدم من أجله؛ علماً بأن الدول العاملة في العراق تعمل وفقاً لاتفاقيات حكومية ودولية، سواء من قبل هذه الحكومة أو الحكومات السابقة؛ حيث تعمل الحكومة الحالية على تنظيمها في ضوء السيادة الوطنية والمصالح العليا».