الرئيس العراقي يدعو إلى عقد سياسي جديد وتحالف دولي لمحاربة الفساد

الرئيس العراقي برهم صالح متحدثاً إلى الجمعية العامة (أ.ب)
الرئيس العراقي برهم صالح متحدثاً إلى الجمعية العامة (أ.ب)
TT

الرئيس العراقي يدعو إلى عقد سياسي جديد وتحالف دولي لمحاربة الفساد

الرئيس العراقي برهم صالح متحدثاً إلى الجمعية العامة (أ.ب)
الرئيس العراقي برهم صالح متحدثاً إلى الجمعية العامة (أ.ب)

دعا الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح إلى ضرورة تبني عقد جديد في العراق يعالج المشاكل التي خلفتها منظومة الحكم ما بعد 2003، وطالب في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 75 أمس (الأربعاء)، بـ«بناء تحالف دولي من أجل محاربة الفساد». وقال صالح إن «العراق شهد حراكا شعبيا نابعا من الرغبة في إحداثِ تغييرٍ في البلاد يُناسب طُموحات العراقيين جميعا»، مضيفاً أن «مسار الإصلاح في البلاد يحتاج إلى وقتٍ وإلى جهودٍ حَثيثة ليِجلب النتائجَ المرجوة».
وتابع صالح أن العراقيين «يتطلعون إلى عقدٍ سياسي جديد يعالج الخلل البنيوي الكامنَ في منظومة الحكم ما بعد 2003 ويضمن لهم حكماً رشيداً»، مؤكداً أن «أمام الحكومة مسؤولياتٍ كبيرة تتمثل في جانبها الأساسي بإجراء الإصلاحاتِ الهيكلية السياسية والاقتصادية والإدارية ومكافحة الفسادِ والمفسدين والعمل على إجراء انتخاباتٍ مبكرة في العام المقبل وحصر السلاحِ بيد الدولة».
وبشأن الحرب على الإرهاب أكد الرئيس العراقي «أنها لا تزال مستمرة»، مبينا أنه «لا يمكن الاستخفاف بخطورة الإرهاب وخطورة عودتِه وإعادة تنظيمِه لفلوله»، ومحذرا في الوقت نفسه من أن «أي تراخٍ أو تهاون أو الانشغالَ بصراعاتٍ في المنطقة سيكون متنفساً لعودة تلك المجاميعِ الظلامية». وعد صالح أن «التهاون في مكافحة الفساد المستشري والتدخلات التي تمس السيادة الوطنية لبلداننا من شأنه أيضا أن يعرقل جهود مكافحة الإرهاب والتطرف». وطالب صالح بـ«دعم المجتمعِ الدولي للكشف عن الأموال المهربة والفاسدين الذين يقومون بتهريب هذه الأموال لتمويلِ المجاميعِ الخارجة عن القانون والمتطرفة». قائلا إن الفاسدين خطفوا «من العراقيين التمتع بنعم بلادهم بل ساهموا في تدميرها لسنوات طويلة». وأعاد صالح إلى الأذهان الدعوة التي وجهها العام الماضي ومن خلال الجمعية العمومية «بتشكيل تحالف دولي لمحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة على غرار التحاف الدولي ضد الإرهاب»، مؤكدا أنه «لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بتجفيف منابعِ تمويلهِ وإنهاء الفساد بوصفه الاقتصادَ السياسي للعنف والإرهاب وتأثيرِه المدمر على اقتصاداتِ الدول وتعطيلِ إرادة الشعوب في التقدم والبناء».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.