وقَّعت وزارة الصحة المغربية والفيدرالية الوطنية للصحة اتفاقية إطار، للشراكة بين القطاعين العام والخاص، للمساهمة في تحسين وتطوير المنظومة الصحية.
واعتبر خالد آيت الطالب، وزير الصحة، التوقيع على هذه الاتفاقية «حدثاً مهماً» لأنها المرة الأولى التي يتم فيها توقيع اتفاقية إطار للشراكة، تحت إشراف وزارة الصحة، بين الفدرالية الوطنية للصحة ومديرية التنظيم والمنازعات التابعة للوزارة. وأضاف آيت الطالب، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أن هذا التوقيع سيمكِّن من إعطاء دينامية لإمكانات القطاع الحر الذي يضم الفيدرالية الوطنية للصحة مع المكونات الأخرى، وذلك من أجل منظومة وطنية صحية جديدة قادرة على الاستجابة لمختلف تطلعات المواطن. وتابع بأن الاتفاق يهدف إلى «نسج علاقة ثقة بين القطاع الحر والقطاع العام، قصد العمل سوياً من أجل الورش الجديد لإصلاح المنظومة الصحية التي تشمل مختلف الإمكانيات، وتسمح بانبثاق حلول مغربية جديدة». واعتبر الوزير آيت الطالب أنه عوض استقراء نظام شامل قائم، فإنه «من الممكن أن تكون لدينا منظومة مغربية - مغربية».
من جهته، أعرب مولاي سعيد عفيف، رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، عن استعداده للعمل بشكل وثيق مع الوزارة الوصية على إصلاح المنظومة الصحية. وقال إن «هدفنا المشترك هو ضمان صحة المواطن»، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد- 19» أظهرت أن المنظومة الصحية يجب أن تعمل بمساهمة القطاعات العامة والخاصة، والجامعية والعسكرية، بغية تلبية تطلعات المواطنين.
وقال الطيب حمضي، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، ورئيس النقابة الوطنية للطب العام، إن جائحة فيروس «كورونا» المستجد، أظهرت «أهمية ومحورية المنظومة الصحية على المستويين الاقتصادي والسياسي». وأضاف: «لا يمكننا التفكير في نموذج تنموي جديد، دون إعادة التفكير في منظومتنا الصحية».
وشهد حفل التوقيع على هذه الاتفاقية الإطار للشراكة الذي نظم مساء أول من أمس بمقر وزارة الصحة في الرباط، حضور ممثلين عن مختلف المهن الصحية، لا سيما مهنيي الصناعة الصيدلانية، والأطباء العامين والمتخصصين، والأطباء المختصين في البيولوجيا، والصيادلة.
في سياق متصل، قال عبد الرحيم عزوزي، رئيس قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي «ابن سينا» بالرباط، إن قسم الإنعاش الذي يرأسه تعامل مع قرابة 200 مريض بفيروس «كورونا» خلال الفترة الماضية، موضحاً أن المشترك بين هؤلاء المرضى أنهم في الغالب من كبار السن أو من ذوي الأمراض المزمنة، أو من مرضى السمنة المرَضية، وخصوصاً المقرونة بالسكري وارتفاع ضغط الدم. وأعرب عزوزي، في لقاء تلفزيوني، عن أسفه لقلة الأطر الطبية بأقسام الإنعاش في المغرب، مشيراً إلى أن عددهم - سواء في القطاع العام أو الخاص - لا يتجاوز 400 طبيب، مشيراً إلى الثقل الكبير الذي يوضع على عاتق أطباء القطاع العام.
وقال عزوي إن نسبة الحالات الحرجة هي نحو 2 في المائة أو أقل؛ لكن هناك نحو 5 في المائة من الحالات يمكن أن تصبح حرجة في بضعة أيام بسبب نقص الأوكسجين في الدم. وذكر أن هذا النقص لا يظهر بصورة واضحة؛ بل يبدو المريض في حالة شبه عادية، قبل أن يتطور الوضع سريعاً ويصل إلى مرحلة الإنعاش، معتبراً أن معالجة هذا النقص ستمكِّن من تلافي وصول نسبة كبيرة من المرضى إلى المرحلة الحرجة أو الخطرة. وزاد قائلاً: «نحن في طريق تصبح فيه مواردنا الصحية مستنزفة»، موضحاً أن المغرب يعاني من نقص كبير جداً في الموارد البشرية، الطبية وشبه الطبية، داعياً إلى معالجة هذا النقص بشكل عاجل.
المغرب يلجأ للقطاع الصحي الخاص لمواجهة الوباء
400 طبيب فقط موجودون في أقسام الإنعاش
المغرب يلجأ للقطاع الصحي الخاص لمواجهة الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة