لبنان يبحث عفواً عاماً عن السجناء في ضوء مخاطر «كورونا»

الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب أمس (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب أمس (الوطنية)
TT

لبنان يبحث عفواً عاماً عن السجناء في ضوء مخاطر «كورونا»

الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب أمس (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب أمس (الوطنية)

يبحث البرلمان اللبناني في جلسته العامة التي حددت يومي الأربعاء والخميس المقبلين اقتراح قانون العفو العام مجدداً، في ضوء المخاطر التي تهدد السجناء، إثر تفشي وباء «كورونا» وإصابة أكثر من 200 سجين.
ونفذ أهالي السجناء وقفة احتجاجية أمام مقر رئيس البرلمان نبيه بري، مطالبين بإقرار القانون في أسرع وقت ممكن، واضعين الملف في عهدته.
وبعد انتهاء جلسة هيئة المجلس التي انعقدت أمس تمهيداً للجلسة العامة، قال نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، إن «قانون العفو سيكون على جدول الأعمال بعدما كان مطروحاً في الجلسة السابقة، ولم يناقش لعدم ميثاقيتها بسبب انسحاب البعض حينها»، وأضاف: «هذا القانون لا يزال على جدول الأعمال، وخصوصاً اليوم بعد المخاطر التي تتهدد السجون، والتي بدأت بشائرها في السجن المركزي وغيره من السجون المنتشرة؛ حيث اكتظاظ السجناء بصورة لا يمكن تحملها».
وعن ملاحظات بعض الكتل على قانون العفو، أشار الفرزلي إلى أن «هذه الملاحظات ستكون موضوع نقاش في الجلسة العامة».
في موازاة ذلك، تقدم «اللقاء الديمقراطي» باقتراح قانون معجل مكرر إلى مجلس النواب، يرمي إلى «إسقاط الغرامات الجزائية عن المحكومين الذين نفذوا عقوبتهم السجنية المحكومين بها، على أن يخلى سبيلهم فوراً». وأوضح النائب بلال عبد الله، في خلال مؤتمر صحافي في مجلس النواب، أن «هناك تفاهماً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و(اللقاء الديمقراطي) على الإسراع بقانون العفو العام»؛ مشيراً إلى أن «القانون عُلق في الجلسة الأخيرة لمزيد من المشاورات والمتابعة؛ لكنه أصبح ضرورة وطنية وسياسية واجتماعية، والأكثر من كل ذلك ضرورة صحية، بعدما تكاثرت حالات فيروس (كورونا) في سجن رومية، وهو الوضع الذي كان (اللقاء الديمقراطي) قد حذَّر منه سابقاً».
وقال: «مشروعنا الأساسي هو مشروع قانون العفو العام، وما زلنا داعمين له، ومستمرين في تعبيد الطريق لإخراجه؛ لأنه يمس مئات وآلاف المواطنين في السجون، وخصوصاً أن قسماً منهم لم يخضع للمحاكمة، والقسم الآخر محكومون. وهناك مساعٍ مع كل الكتل النيابية لإيجاد مخرج ملائم للإسراع بهذا القانون».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.