انفجار مخزن لأسلحة «حزب الله» في بلدة بجنوب لبنان

تزامن مع تحليق طائرات إسرائيلية

من موقع الانفجار في بلدة عين قانا بجنوب لبنان (د.ب.أ)
من موقع الانفجار في بلدة عين قانا بجنوب لبنان (د.ب.أ)
TT

انفجار مخزن لأسلحة «حزب الله» في بلدة بجنوب لبنان

من موقع الانفجار في بلدة عين قانا بجنوب لبنان (د.ب.أ)
من موقع الانفجار في بلدة عين قانا بجنوب لبنان (د.ب.أ)

لف الغموض أسباب الانفجار الذي دوّى عصر أمس في بلدة عين قانا في جنوب لبنان، وسط تضارب في المعلومات بين مخزن لأسلحة الحزب، أو مركز لتجميع الألغام من مخلفات يوليو (تموز)، بحسب ما قال مصدر قريب من الحزب.
ودوى انفجار كبير في بلدة عين قانا أسفر عن دمار كامل في أحد مبانيها، وتضرر مبانٍ أخرى، من غير أن يؤكد أحد وقوع إصابات فيه. وقالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط»، إن المبنى «عائد إلى الحزب، وتقطنه عناصر منه، وهو على أطراف البلدة»، مرجحة أن تكون أسباب الانفجار «أمنية».
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، إن الانفجار الذي وقع في أحد المنازل في بلدة عين قانا، ولم تعرف أسبابه، تزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي، الذي لم يغادر أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح منذ الصباح.
وتقع بلدة عين قانا في قضاء النبطية شمال نهر الليطاني، وتبعد عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل أكثر من 30 كيلومتراً. وهي المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة عملاً أمنياً منذ حرب يوليو 2006.
وقالت المصادر الميدانية، إن الانفجار سُمع دويه إلى مسافات بعيدة، ومن بينها القرى الساحلية التي تبعد 20 كيلومتراً عن موقع الانفجار. واندلع حريق مصحوب بدخان أصفر أعقب الانفجار، وشوهد من مسافات طويلة.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها المبنى مدمراً بالكامل. كما أظهرت أضراراً لحقت بالمباني القريبة منه، جراء تطاير الأحجار الصغيرة إليها. ونتج من الانفجار تصاعد دخان أسود كثيف غطى سماء المنطقة، وأشاع أجواء من الاضطراب والهلع لدى المواطنين، واقتصرت أضراره على تصدع بعض المنازل وتحطم الزجاج.
وأظهرت لقطات من المنطقة بثتها قناة «الجديد» التلفزيونية المحلية رجالاً يمشون على أرض محروقة، يتناثر فيها الحطام. وظهرت الأضرار بشكل واضح على منزل قريب اكتست أرضيته بحطام الزجاج وبما يبدو أنها بركة من الدماء.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني، أن مستودع سلاح لـ«حزب الله» انفجر في جنوب لبنان «بسبب خطأ فني»، في حين أكد مصدر مقرب من الحزب، أن المكان يتبع له، متحدثاً عن «حادث عرضي».
وأفادت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر إعلامية في الحزب، بأن «المركز معدّ لتجميع مخلفات حرب تموز، أي الألغام»، نافياً في الوقت نفسه التقارير التي تحدثت عن اغتيال شخصية قيادية في الحزب.
وقال سكان محليون، إن الحزب اتخذ تدابير عاجلة لمنع الناس من الاقتراب من مكان الانفجار، حيث «فرض طوق أمني، ولم يُسمح إلا لسيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية بالوصول إلى المكان».
وتعد منطقة عين قانا واحدة من القرى الجنوبية التي يتمتع فيها «حزب الله» بنفوذ، وله فيها مؤيدون.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.