إيران تدرس «فرضيات» تورط عناصر داخلية في تفجير «نطنز»

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يتحدث إلى وزير الأمن محمود علوي خلال جولة بمنشأة «نطنز» في يونيو 2018 (إرنا)
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يتحدث إلى وزير الأمن محمود علوي خلال جولة بمنشأة «نطنز» في يونيو 2018 (إرنا)
TT

إيران تدرس «فرضيات» تورط عناصر داخلية في تفجير «نطنز»

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يتحدث إلى وزير الأمن محمود علوي خلال جولة بمنشأة «نطنز» في يونيو 2018 (إرنا)
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يتحدث إلى وزير الأمن محمود علوي خلال جولة بمنشأة «نطنز» في يونيو 2018 (إرنا)

أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تدرس حالياً «فرضيات قوية» حول تورط «عناصر داخلية» في انفجار شهدته منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم في يوليو (تموز) الماضي، وذلك غداة تجديد إيران مطالبة الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة التفجير.
وقال ربيعي، في مؤتمر صحافي أسبوعي، إن الأجهزة الأمنية الإيرانية تدرس «فرضية قوية» حول دور عناصر داخلية في الحادث الذي هز أكبر منشأة نووية في البلاد.
وشدد ربيعي على أن «العمليات التخريبية مؤكدة»، مشيراً إلى وجود «فرضيات عدة» في ظل «تعقيدات في العمل التخريبي»، وقال: «أجهزة أمنية عدة في الأقسام المختلفة تدرس القضية».
واستهدف الانفجار مستودعاً لتطوير أجهزة الطرد المركزي في منشأة «نطنز» التي تشهد عمليات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وبعد أيام من الحادث، قال المتحدّث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي إن «الحادث» خلّف «أضراراً مادية جسيمة»، وإنه «قد يبطئ» عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب.
واضطر المتحدث باسم الحكومة إلى تكرار الرد بأساليب مختلفة، عندما سئل من الصحافيين حول حادث منشأة «نطنز». وقال: «القضية تحت رقابة جديدة من الأجهزة الأمنية، وبعد وضوحها، سندرس الموضوع وسنعلن النتائج».
وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أعلن غداة التفجير عن تحديد سبب الانفجار. وقال المتحدث باسم المجلس كيوان خسروي إن «السبب سيعلن في الوقت المناسب لاعتبارات أمنية».
وفي وقت لاحق، قال رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان، مجتبى ذو النور: «الثابت في نظرنا هو أنه لم يحصل هجوم عبر طائرة مسيّرة، أو قذيفة، أو قنبلة، أو صاروخ». وأضاف أنه «توجد آثار انفجار ناتج عن عوامل داخلية ضمن البناية، لكني لن أكشف عن التفاصيل بما أن التحقيق مستمر».
وقبل ذلك، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، إن «خرقاً أمنياً» وراء الانفجار.
وهذا الأسبوع دعا كل من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، ومندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية، كاظم غريب آبادي، أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إدانة «العمل التخريبي» في انفجار منشأة «نطنز»، وأبلغا المسؤولين بمجلس المحافظين في الوكالة الدولية بأن طهران «تحتفظ بحق الرد على الأعداء».
وتناول مقال، نشرته وكالة «إرنا» في يوليو الماضي، ما وصفه بـ«التخريب المحتمل» من أعداء مثل إسرائيل والولايات المتحدة، رغم أنه أحجم عن توجيه اتهام مباشر لأي منهما.
وقال صالحي في خطاب عبر الفيديو، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي للوكالة الدولية، أول من أمس، إن بلاده رصدت تهديدات من أطراف «معادية» مستخدمة أدوات إلكترونية وتقنية.



«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.