الناتو وأفغانستان.. بداية فصل جديد من الشراكة

الأمين العام للحلف: رفضنا وجود ملاذ آمن للإرهاب الدولي

الناتو وأفغانستان.. بداية فصل جديد من الشراكة
TT

الناتو وأفغانستان.. بداية فصل جديد من الشراكة

الناتو وأفغانستان.. بداية فصل جديد من الشراكة

قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن فجر عام 2015 يجمع المسؤولية الجديدة لأفغانستان، والمهمة الجديدة للناتو، وفصلا جديدا من الشراكة بين الجانبين، في أعقاب عمل مشترك على مدى عقد من الزمان لصيانة وتعزيز الأمن للشعب الأفغاني.
وقال الأمين العام للحلف يانس شتولتنبرغ، إن صفحة جديدة من العلاقات بين الحلف وأفغانستان ستبدأ في أعقاب اكتمال المهمة القتالية الدولية للناتو في نهاية العام الحالي، وسيكون أمن أفغانستان كاملا في أيدي 350 ألف جندي وشرطي في البلاد اعتبارا من مطلع العام الجديد، ولكن الناتو ومعه عدد كبير من الدول الشريكة سيبقي على عسكريين للمشاركة في مهمة للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة للأفغان، ولن يتخلى عنهم الحلف الأطلسي، وذلك وفقا لاتفاق حول هذا الصدد مع القادة الأفغان.
وقال شتولتنبرغ في مقالة لصحيفة باجهوك الأفغانية ونشرها مقر الناتو ببروكسل، إن قوات الأمن الأفغانية أظهرت القدرات والشجاعة والتفاني، بعد حصولهم على تدريبات خلال السنوات الماضية، من أجل الحفاظ على بلادهم آمنة، وفي الأسابيع الأخيرة تعرضت كابول وباكتيكا ومناطق أخرى من أفغانستان لهجمات مروعة، وأسفرت عن مقتل الكثير من الأفغان، من بينهم أطفال وعناصر من قوات الجيش والشرطة الأفغانية».
وقال شتولتنبرغ: «ندين تلك الأعمال غير الإنسانية بأشد العبارات، وأقول لمرتكبي تلك الأفعال: (جهودكم تذهب سدى، وقوات الأمن الأفغانية فخر وحماية وقوة لكل الأفغان، ونحن نقف إلى جانبهم)».
وأضاف الأمين العام للناتو بالقول إن هناك كثيرا من التحديات وكثيرا من العمل لا يزال يجب القيام به، لأن قوات الأمن الأفغانية في حاجة إلى المساعدة الأطلسية، لأنها تتطور، والناتو مستمر في تقديم تلك المساعدة، وفي هذا الصدد، جاء في المقالة أن المهمة الجديدة التي ستبدأ مطلع عام 2015 سيشارك فيها 12 ألفا من الرجال والنساء من مناطق متفرقة من العالم، منهم 28 دولة أعضاء في الناتو تسهم بطرق مختلفة إلى جانب 14 دولة شريكة، وسوف تكون الولايات المتحدة في الصدارة في مهمة التدريب وتقديم المشورة والمساعدة في جنوب وشرق أفغانستان، وألمانيا في الصدارة في الشمال، وإيطاليا في الغرب، وتركيا في العاصمة كابل.
وقال شتولتنبرغ إن المهمة الجديدة تستند على طلب من الحكومة الأفغانية، واتفاقية وضع القوات بين الناتو وأفغانستان، التي لاقت ترحيبا من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي شدد على أهمية استمرار الدعم الدولي من أجل استقرار أفغانستان، وتعهد الرئيس الأفغاني الجديد ورئيس حكومته بأن التعامل مع التمويل الدولي سيتم بكفاءة وشفافية ومساءلة. وقال الناتو: «نعول على حكومة الوحدة الوطنية أن ترقى إلى هذا الوعد».
وأشار الحلف الأطلسي إلى عزم كل من الناتو وأفغانستان على بناء شراكة أقوى ودائمة تعكس المصالح وأشكال التعاون والأمن المشترك، وتعزز التعاون العملي، بما في ذلك بناء قدرات المؤسسات الأمنية الأفغانية، وإجراء حوار سياسي ومشاورات منتظمة على مجموعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وقد جرى اتفاق مع القيادة الأفغانية على هامش اجتماعات وزارية أخيرا ببروكسل على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لبدء وضع الشراكة موضع التنفيذ. ونوهت المقالة بما حدث خلال أكثر من عقد من الزمن.
وقالت إن دول الناتو وشركاءها بإجمالي 51 دولة ساهمت في الوقوف إلى جانب أفغانستان، أي أكثر من ربع بلدان العالم، وكانت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) أكبر تحالف عسكري في التاريخ الحديث، ويمثل جهدا دوليا غير مسبوق، وبفضل المهمة التي عرفت التضحية من جانب القوات الدولية والأفغانية، تحقق الكثير، ومنها رفض توفير ملاذ آمن للإرهابيين الدوليين، وبالتالي أصبحت المناطق التي نعيش فيها أكثر أمانا، وأيضا حققنا أفغانستان أقوى، حيث من الصفر أصبح هناك قوة أمنية قوية تضم 350 ألف رجل، وتوفير الظروف من أجل مستقبل أفضل لملايين الأفغان، ورغم الإنجازات التي تحققت، لا يزال هناك كثير من التحديات».
وقال الأمين العام للناتو: «التقيت بشباب أفغان لديهم آمال كبيرة لمستقبلهم، ولقد أصبحت بالفعل أفغانستان بلدا مختلفا عما كان عليه قبل 13 عاما أثناء الأيام المظلمة في عهد طالبان، حيث لا أمن ولا حكومة، فالوزارات في كابل كانت تفتقر ليس فقط للهواتف والحاسوب، وإنما أيضا للكراسي والمكاتب، واليوم أصبح هناك قوة أمنية كبيرة».
وأحرزت أفغانستان أكبر زيادة بالنسبة المئوية في أي بلد في العالم في مؤشرات الصحة والتنمية الأساسية ومعدل وفيات الأمهات تتراجع، وارتفاع في معدلات العمر، ومشهد إعلامي مفعم بالحيوية، وهناك الملايين من الناس مارست حقها في التصويت، وتأسست حكومة وحدة وطنية، وهناك المزيد من فرص العمل، وفرصة من أجل مستقبل أفضل والتزام واضح من جانب الحكومة لمواصلة الإصلاحات الحيوية، بما في ذلك مجال الحكم الرشيد والمساءلة وحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة.



أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
TT

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل، الأربعاء.

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم حركة «طالبان» في بيان إن تنظيم «داعش خراسان» هو من قتل خليل حقاني.

أحد أفراد أمن «طالبان» عند نقطة تفتيش في كابل الخميس بعد أن قُتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين بانفجار قنبلة (إ.ب.أ)

وتولى خليل حقاني مهامه في الحكومة الانتقالية لـ«طالبان» بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 2021.

وتشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه كان من كبار القادة بشبكة «حقاني»، وهي جماعة مسلحة متهمة بشن هجمات كبرى خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً.

وقال أنس حقاني لـ«رويترز»: «فقدنا مجاهداً شجاعاً للغاية... لن ننساه أبداً ولن ننسى تضحياته».

وأوضح أن الانفجار وقع فيما كان خليل حقاني يغادر المسجد بعد صلاة العصر.

تضارب الأنباء حول ظروف مقتل حقاني في العاصمة كابل (الإعلام الأفغاني)

وقبل حتى أن يعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته، سارعت سلطات «طالبان» إلى اتهام التنظيم المتطرف بالوقوف خلف هذا «الهجوم الدنيء»، الذي أفاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه أودى بحياة الوزير حقّاني وعدد من معاونيه.

وأضاف المسؤول أن الانفجار، الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في 2021، نجم عن تفجير انتحاري.

ونشر تنظيم «داعش خراسان» صورة للانتحاري الذي نفّذ الهجوم، قائلاً إنه فجَّر سترته الناسفة بعد أن «اجتاز بنجاح الحواجز الأمنية داخل المقرّ»، حسب بيان نشرته وكالة «أعماق للأنباء» ونقله موقع «سايت» الذي يرصد أنشطة الجهاديين. وندّد الناطق باسم حكومة «طالبان» ذبيح الله مجاهد، بـ«هجوم دنيء» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بذكرى «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً». ووقع الانفجار «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المصدر طالباً عدم نشر اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد (استُشهد) إلى جانب عدد من زملائه».

وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ، حيث تقع الوزارة في وسط كابل، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، هو شقيق جلال الدين، مؤسس شبكة «حقاني» التي يُنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفةً إياه بأنه «قائد بارز في شبكة حقاني» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر. ويبدو أن شبكة «حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، حسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأُصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددةً في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.

صدمة في باكستان

من جهته، قال وزير خارجية باكستان إسحاق دار، في بيان، إنه «صُدم» بسبب الهجوم. وأضاف: «باكستان تستنكر بوضوح جميع أشكال الإرهاب ومظاهره».

عناصر أمن من «طالبان» يتفقدون مركبة عند نقطة تفتيش في كابل الخميس (إ.ب.أ)

ووصلت «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في 2021 بعد انسحاب القوات الأجنبية، وتعهدت باستعادة الأمن، لكنَّ الهجمات استمرت في المناطق السكنية.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

ووقع تفجير في 2022 بالقرب من وزارة الداخلية، التي يقودها سراج الدين حقاني، زعيم شبكة «حقاني»، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وفي 2023، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم خارج مقر وزارة الخارجية التي تديرها «طالبان» تسبب في مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

«إرهابي دولي»

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية في 2011 خليل حقاني على أنه «إرهابي دولي»، وعرضت وزارة الخارجية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

في غضون ذلك، قال مسؤولون في وزارة الداخلية الأفغانية إن تفجيراً انتحارياً وقع في العاصمة الأفغانية كابل، الأربعاء، أودى بحياة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» واثنين آخرين. وأوضح المسؤولون أن الانفجار وقع داخل مبنى الوزارة، وأسفر عن مقتل الوزير خليل حقاني. ولم يقدم المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أي تفاصيل أخرى.

أفراد أمن «طالبان» عند نقطة تفتيش في كابل الخميس حيث قُتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في الحكومة والعضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود شبكة قوية داخل «طالبان». ويعد حقاني أبرز شخصية تسقط ضحية تفجير في أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، على الفور.

وأدان وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، مقتل حقاني. وذكر دار، وهو أيضاً نائب رئيس الوزراء، عبر منصة «إكس»، أنه «صُدم بقوة» جراء مقتل حقاني و«فقدان أرواح ثمينة نتيجة هجوم إرهابي» في كابل.

وقال دار: «نقدم تعازينا القلبية»، مضيفاً أن «باكستان تُدين على نحو قاطع الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره».

وأوضح أن باكستان على اتصال بكابل للحصول على مزيد من التفاصيل.