أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون سوريون أن «عطلا فنيا أصاب مقاتلة الطيار الأردني الذي أسره تنظيم داعش في سوريا قبل أن يغادرها، إثر إطلاق النار وصواريخ في اتجاهها».
وشدد ناشطون في الرقة (حسب وكالة الصحافة الفرنسية) على أن عطلا فنيا أصاب الطائرة قبل أن يغادرها الطيار الأردني، من دون أن يؤكدوا ما إذا كانت هذه الطائرة أصيبت بنيران أو صواريخ التنظيم، قبل أن يقفز منها الطيار.
ومن ناحيته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «مصادر في المنطقة رأت الطائرة تحلق على علو منخفض. كان هناك عطل فني. المصادر رأت بعد ذلك عناصر (داعش) وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف في اتجاه الطائرة».
وأضاف: «الطيار غادر الطائرة بعدما منعه العطل الفني من أن يحلق بها على مستوى أعلى».
وسقطت الأربعاء طائرة حربية أردنية مشاركة في عمليات التحالف الدولي قرب مدينة الرقة، معقل «داعش» الذي أسر طيارها الأردني معاذ الكساسبة، في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة في سوريا قبل 3 أشهر. وأعلن التنظيم في حينها أنه أسقط الطائرة بصاروخ حراري.
لكن الأردن نفى أن تكون طائرته أُسقطت بـ«نيران» تنظيم داعش، مؤكدا على لسان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحالي، لعدم إمكانية الوصول إلى حطام الطائرة أو الطيار. ونفت واشنطن بدورها مزاعم التنظيم بأنه أسقط المقاتلة الأردنية وهي من طراز «إف - 16».
وقالت القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على عمليات التحالف الجوية فوق العراق وسوريا في بيان إن «الأدلة تشير بوضوح إلى أن (داعش) لم يسقط الطائرة، مثلما يزعم هذا التنظيم الإرهابي».
ومن جهتها، نفت مصادر إسرائيلية غير رسمية الرواية الأميركية حول سقوط الطائرة الأردنية، يوم الأربعاء الماضي، وقالت إنه لا يوجد أدنى شك لدى الخبراء الإسرائيليين الذين يتابعون الحادث، في أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض - جو، وإن الأمر يحتاج إلى بحث دقيق من الأميركيين، وبالتالي الاستعداد لمواجهة هذا التطور الجديد في قوة «داعش»، وسبل مكافحته.
وشككت المصادر الإسرائيلية في بيان القيادة الأميركية، وقالت: «لم يكشف البيان عن سبب (تحطم) الطائرة». وأشارت إلى إمكانية قيام «داعش» بمثل هذه العمليات لامتلاكه معدات حربية متطورة حصل عليها من مخازن الأسلحة العراقية والسورية والليبية.
وزعمت المصادر أن بعض العسكريين في تلك الدول انضموا للتنظيم للقتال ضد قوات التحالف والنظامين السوري والعراقي. ولذلك فإن إسقاط الطائرة الأردنية يمكن أن يسجل كإنجاز معنوي كبير ومهم لدى «داعش»، بعد تلقي التنظيم ضربات قاسية في الأسابيع الأخيرة من قوات التحالف التي أدت إلى تصدعات غير قليلة داخل التنظيم وانقسامات في الميدان وفرار المئات من جنوده، فإسقاط الطائرة الأردنية لا يعد انتصارا عسكريا لـ«داعش»، بل يعد مكسبا معنويا لا أكثر.
وفي غضون ذلك، أشار مصدر إسرائيلي إلى وجود اتصالات بين «داعش» وعشائر البرارشة، التي ينتمي إليها الطيار الأسير، معاذ الكساسبة لإطلاق سراحه.
وتابع: «لن يدخل التنظيم في صدام مع هذه العشائر الثرية والقوية، التي تخرج من بين صفوفها عدد كبير من الضباط البارزين في الجيش الأردني. وهذه العشائر تسيطر على المناطق الجنوبية للأردن، وهي المناطق التي يحاول (داعش) وقبله تنظيم القاعدة أيضا، استخدامها لنقل الأسلحة والمقاتلين من وإلى سيناء المصرية أو العراق وسوريا. وهو بحاجة ماسة للتفاوض مع هذه العشائر. ولذلك فإنه سيكون معنيا بمحادثات مع العشائر بشكل مباشر، ويتم إنهاؤها بإطلاق سراح الطيار الأسير مقابل التعاون». وتابع: «بالطبع ليس من السهل على (داعش) تحقيق هدفه عند هذه العشائر التي تدين بالولاء الكامل للملك. وحتى في هذه الحالة، من المرجح أن لا تبادر (داعش) إلى شراء عداء هذه العشائر بالذات، لأنها ستأخذ الأمور بشكل شخصي، وهذا ليس في صالحه».
ناشطون سوريون: عطل فني أصاب مقاتلة الطيار الأردني الأسير
مصادر إسرائيلية: اتصالات بين «داعش» وعشائر البرارشة التي ينتمي إليها معاذ الكساسبة لإطلاق سراحه
ناشطون سوريون: عطل فني أصاب مقاتلة الطيار الأردني الأسير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة