سجّل لبنان رقماً غير مسبوق في عدّاد إصابات «كورونا»، إذ تجاوز عدد الإصابات اليومي عتبة الألف للمرة الأولى منذ ظهور أول حالة للوباء في فبراير (شباط) الماضي، ما دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى المطالبة بالإقفال التام لأسبوعين بما «يشكل فرصة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لموسم الخريف المقبل، الذي ينذر بموسم إنفلونزا مع كورونا».
لكن دعوة وزير الصحة لم تجد استجابة من لجنة التدابير الوقائية لمواجهة «كورونا» في الحكومة التي رأت أنّ هناك إجراءات عدة يمكن أن تطبقها قبل الإقفال التام، مثل «إقفال بلدات حيث هناك انتشار كثيف لكورونا ونشر خريطة تبين الأمر»، فضلاً عن التشدّد «بتسطير محاضر ضبط بحق الأفراد غير الملتزمين بارتداء الكمامة والمؤسسات غير الملتزمة بالشروط الوقائية المفروضة».
وكان حسن اعتبر بعد اجتماع اللجنة العلمية المتابعة لـ«كورونا» أنّ الإقفال التام «يبدو ضرورياً لاستعادة القدرة على التقصي والتتبع لأن تخطي عدد الإصابات الألف... حال دون قدرة الفرق الميدانية على التقصي والتتبع»، فضلاً عن دور الإقفال في «زيادة قدرة المستشفيات الحكومية والخاصة على استيعاب الحالات التي تعاني من عوارض في ظل ارتفاع نسبة الوفيات في الأسبوعين الأخيرين».
وفي حين أكّد حسن ضرورة أن تفتح المستشفيات الخاصة «أقساماً خاصة بكورونا بغض النظر عن معيار الربح والخسارة»، لفت إلى أنّ «التحدي الأكبر يتمثل في المستشفيات الحكومية في الشمال وبيروت والجنوب، نظراً إلى تسجيل عدد كبير من الإصابات في هذه المناطق». وأوضح أنّ «التركيز على العاصمة والشمال والجنوب لا يعني أن الوضع في الجبل والبقاع جيد، ولكنه يبدو مضبوطاً ولا يزال عدد الأسرة كافياً، حيث يتم نقل مرضى إلى البقاع من مناطق أخرى».
وفيما خصّ قرار فتح أبواب المدارس والمقرّر نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي تُرك القرار لوزير التربية، علماً بأن هناك «توصيات صحية تربوية مرتبطة بتأجيل العام الدراسي، أو جعل بداية هذا العام مشروطة بتحديث تقييم الواقع الوبائي ليبنى على الشيء مقتضاه»، حسب ما أكّد حسن. وفي هذا الإطار أكّد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أنّه «إذا كان الانتشار يستوجب التعلم عن بعد فقط سيسير لبنان بهذا التوجه، وإذا تحسن الوضع الصحي سيمضي بالتعلم المدمج».
من جهته، دعا عضو اللجنة العلمية لـ«كورونا» الدكتور عبد الرحمن البزري إلى «عقد مؤتمر وطني جامع تشارك فيه مختلف القوى والعناصر الفاعلة، والممثلة لجميع شرائح المجتمع مدنية كانت أم دينية، في السلطة أم في خارجها، إضافة إلى القطاع الصحي والقطاعات الأخرى التي تتأثر بهذا الوباء من أجل وضع خارطة طريق حقيقية للتعايش مع كورونا في المستقبل المنظور ولمنع تفاقم هذه المشكلة التي تهدد حياة الناس وصحتها وأشغالها ومعيشتها».
يُشار إلى أنّ عدد إصابات «كورونا» الإجمالي في لبنان تجاوز الـ29 ألف إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 297.
اللبنانيون يرفضون اقتراحاً بـ«إقفال تام»
أكثر من ألف إصابة يومياً
اللبنانيون يرفضون اقتراحاً بـ«إقفال تام»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة