«دبي للاستثمارات الحكومية» تطلق سوقاً لتجارة الجملة بين الشركات

يركز على منتجات قطاعات الأثاث والمأكولات والأزياء

دبي تتطلع لتعزيز الكفاءة في تدفقات التجارة العالمية من خلال سوق جديد للجملة (وام)
دبي تتطلع لتعزيز الكفاءة في تدفقات التجارة العالمية من خلال سوق جديد للجملة (وام)
TT

«دبي للاستثمارات الحكومية» تطلق سوقاً لتجارة الجملة بين الشركات

دبي تتطلع لتعزيز الكفاءة في تدفقات التجارة العالمية من خلال سوق جديد للجملة (وام)
دبي تتطلع لتعزيز الكفاءة في تدفقات التجارة العالمية من خلال سوق جديد للجملة (وام)

أعلنت «مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية» بالشراكة مع شركة دبي الجنوب عن إطلاق «دبي غلوبال كونكت»، وهو سوق للبيع بالجملة بين الشركات على مدار العام، وفي موقع مركزي واحد تصل مساحته الى مليون متر مربع، والذي يوفر بضائع تجمع المشترين والبائعين من كل أنحاء العالم في بيئة آمنة وسهلة للتبادل التجاري.
وقالت المؤسسة إن «دبي غلوبال كونكت» يركز على تجارة الجملة لثلاثة منتجات، هي الأثاث والمأكولات والأزياء، وهي التي تمثل القطاعات ذات الأهمية في المنطقة من حيث الحجم والنمو.
من جهته، أعلن «دبي غلوبال كونكت» عن دخوله في تحالف استراتيجي مع «إم.سي.إم.سي» الشركة الأم لمركز سوق دالاس ومقرها في الولايات المتحدة الأميركية لتطوير وإدارة بيئة صالات عرض دائمة مخصصة لتجارة الجملة في «دبي غلوبال كونكت»، والتي ستفتح على مدار العام للمشترين من تجار البيع بالتجزئة وللمصممين وللمحترفين في مختلف القطاعات، فيما يبقى السوق مغلقا أمام العموم، ويمكن تخصيص صالات عرض البائعين فيه لتناسب مختلف الاستخدامات والميزانيات.
وقال محمد الشيباني عضو مجلس الإدارة المنتدب في مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية: «كجزء من مهمتنا لتعزيز مكانة دبي كاقتصاد عالمي تنافسي شرعت المؤسسة في إنشاء (دبي غلوبال كونكت) انطلاقا من رؤيتنا لبناء بنية تحتية تجارية من شأنها تعزيز الكفاءات في تدفقات التجارة العالمية عبر دبي، ونحن متحمسون لتنفيذ هذه المهمة ولانضمام (إم.سي.إم.سي) ودعمها الفني لفرق عملنا في تحقيق هذه الرؤية وتطوير وإدارة السوق».
وتحدثت سيندي موري الرئيس التنفيذي لشركة «إم.سي.إم.سي»، قائلة: «يسعدنا أن نكون جزءا من هذه الفرصة لمعالجة الثغرات في هذه الصناعة، وإنشاء وجهة عالمية مهمة للتجارة بالجملة»، مبينة أن «هذه الاتفاقية متعددة السنوات تهدف إلى تعزيز التعاون بين شركاتنا والمساعدة في نهاية المطاف في إنشاء مركز للتجارة للمشترين والبائعين من جميع أنحاء العالم».
وأضافت: «يعد (دبي غلوبال كونكت) ملتقى استثنائيا للأنشطة التجارية، إذ يركز على الجمهور العالمي والجمهور الإقليمي على حد سواء، بهدف خلق سوق لتجارة المنتجات من أي منشأ من جميع أنحاء العالم، هذا في الوقت الذي تركز فيه أسواق البيع بالجملة على التسويق وفق أجندات محلية تجمع بين بائعي المنتجات المحلية والمشترين العالميين أو تعرض المنتجات العالمية لمجموعات من المشترين الإقليميين».
وأوضح دريد الزغواني، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية ورئيس مجلس إدارة «دبي غلوبال كونكت»، أن تطوير «دبي غلوبال كونكت» استغرق وقتا طويلا إلا أن وجوده اليوم بات يشكل ضرورة ملحة لتلبية احتياجات البيئة المتغيرة للتجارة العالمية، مشيرا ًإلى أن «إنشاء هذا السوق الدائم والخاضع للرقابة والضوابط يأتي تماشيا مع متطلبات التجار، بما في ذلك تكاليف سفر مخفضة ومساحات أصغر للعرض وفعاليات أكثر انضباطا».
ونوّه إلى أن «دبي غلوبال كونكت سيتيح للتجار الالتقاء في منتصف الطريق موفرا بذلك نافذة للمنتجين والمصنعين ضمن موقع مركزي واحد يسهل الوصول إليه كما يوفر بيئة شراء آمنة ومفتوحة للمشترين على مدار العام».
وأعلن «دبي غلوبال كونكت» -أو ما يطلق عليه مدينة التجارة- أن المشروع اليوم هو قيد الإنشاء، وسيتم افتتاح مركز متعدد الأغراض للزوار في الربع الأخير من عام 2020، كما من المتوقع أن يتم تسليم المشروع على مراحل، حيث تضم المرحلة الأولى 400 ألف متر مربع مخصصة للمرافق التجارية، بما فيها التخزين ومكاتب عصرية وقاعة ومركز للابتكار ومركز خدمات ذكي يوفر كل الاحتياجات لمزاولة النشاط التجاري.
ويقع «دبي غلوبال كونكت» على مفترق طرق دبي اللوجستية، في منطقة «دبي الجنوب» الواقعة بجوار مطار آل مكتوم الدولي وميناء جبل علي.



بكين تُحذر واشنطن من حرب تعريفات «مدمِّرة للطرفين»

مشاة في حي تجاري بمدينة شينزين الصينية (رويترز)
مشاة في حي تجاري بمدينة شينزين الصينية (رويترز)
TT

بكين تُحذر واشنطن من حرب تعريفات «مدمِّرة للطرفين»

مشاة في حي تجاري بمدينة شينزين الصينية (رويترز)
مشاة في حي تجاري بمدينة شينزين الصينية (رويترز)

حذَّرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أن تعهده بفرض تعريفات إضافية على السلع الصينية بسبب تدفقات الفنتانيل، قد يجرُّ أكبر اقتصادين في العالم إلى حرب تعريفات مدمِّرة للطرفين.

وقال ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، يوم الاثنين، إنه سيفرض «رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، فوق أي رسوم جمركية إضافية» على الواردات من الصين، حتى تشن بكين حملة صارمة على الاتجار بالمواد الكيميائية الأولية المستخدمة في صنع العقار القاتل.

وتحدد القوتان العظميان مواقفهما قبل عودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض. وأسفرت فترة ولاية ترمب الأولى عن حرب تجارية أربكت سلاسل التوريد العالمية وألحقت الضرر بكل اقتصادات العالم مع ارتفاع التضخم وتكاليف الاقتراض.

وحذرت افتتاحيات صحف الحزب الشيوعي الصيني، «تشاينا ديلي» و«غلوبال تايمز»، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، ترمب، من جعل الصين «كبش فداء» لأزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة أو «اعتبار حُسن نية الصين أمراً مفروغاً منه فيما يتعلق بالتعاون في مكافحة المخدرات».

وقالت «تشاينا ديلي»: «العذر الذي قدمه الرئيس المنتخب لتبرير تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات من الصين بعيد المنال. لا يوجد فائزون في حروب التعريفات الجمركية. إذا استمرت الولايات المتحدة في تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية من خلال سلاح التعريفات الجمركية، فلن تترك أي طرف دون أن يلحق به أذى».

وبدأ خبراء الاقتصاد في تخفيض رؤيتهم لأهداف النمو للاقتصاد الصيني -الذي تبلغ قيمته 19 تريليون دولار- لعامي 2025 و2026، تحسباً لمزيد من التعريفات الجمركية التي وعد بها ترمب خلال الحملة الانتخابية، ويُحذر الخبراء الأميركيون من الاستعداد لزيادة في تكلفة المعيشة.

وقال لويس كويغس، كبير خبراء الاقتصاد الآسيوي في «ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية»، التي خفَّضت، يوم الأحد، توقعاتها لنمو الصين لعامي 2025 و2026 إلى 4.1 و3.8 في المائة على التوالي: «في الوقت الحالي، الشيء الوحيد الذي نعرفه على وجه اليقين هو أن المخاطر في هذا المجال عالية. ما افترضناه في خط الأساس لدينا هو زيادة شاملة (للتعريفات الجمركية) من نحو 14 في المائة الآن إلى 25 في المائة. وبالتالي، فإن ما افترضناه هو أكثر قليلاً من 10 في المائة على جميع الواردات من الصين».

ويهدد ترمب بكين برسوم جمركية أعلى بكثير من الرسوم الجمركية التي فُرضت على السلع الصينية خلال ولايته الأولى التي تراوحت بين 7.5 و25 في المائة.

ونقلت صحيفة «غلوبال تايمز» عن جاو لينغيون، المحلل في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين، قوله: «تمتلك الصين بالفعل نموذجاً للتعامل مع سياسة الرسوم الجمركية الأميركية السابقة». وأضاف أن «استخدام قضايا مكافحة المخدرات لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية أمر غير مقبول وغير مقنع».

وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ، لرئيس الوزراء السنغافوري السابق، لي هسين لونغ، إن اقتصاد الصين سيستمر في النمو والتطور على المدى الطويل، خلال اجتماع في بكين، يوم الثلاثاء، بعد تعليقات ترمب، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وذكرت التقارير أن لي قال لشي: «لا ينبغي لأحد أن يقلل من شأن تصميم الشعب الصيني على نجاح أمته والوقوف شامخة في العالم»، وهي الملاحظة التي قالت مقالة منفصلة في «غلوبال تايمز» إنها «مقصودة أيضاً لبعض الأشخاص في المجتمع الدولي».

وتوقع خبراء اقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز» الأسبوع الماضي فرض تعريفات جمركية أميركية إضافية تتراوح من 15 إلى 60 في المائة. وقال معظمهم إن بكين ستحتاج إلى ضخ مزيد من التحفيز لتعزيز النمو الاقتصادي وتعويض الضغوط على الصادرات.

وقال ترمب في وقت سابق إنه سيفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على السلع الصينية. ويهز التهديد المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة، ومئات المليارات الأخرى في مكونات المنتجات التي يشتريها الأميركيون من أماكن أخرى.

وعلى صعيد موازٍ، انخفضت أرباح الصناعة في الصين مرة أخرى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكن بشكل أقل حدة من الشهر السابق مع استمرار ضغوط الانكماش، فيما ظل الطلب ضعيفاً في الاقتصاد الذي ضربته الأزمة بقيمة 19 تريليون دولار.

كما أن الرياح المعاكسة الجديدة الناجمة عن التعريفات الجمركية الأميركية الإضافية، التي تعهد ترمب بفرضها في يومه الأول في البيت الأبيض، قد تهدد القطاع الصناعي في الصين العام المقبل، مما يقلل من أرباح التصدير.

وواجه القطاع المترامي الأطراف، الذي يشمل شركات التعدين والمعالجة والتصنيع، صعوبة في البقاء مربحاً في مواجهة الطلب المحلي الضعيف الذي تضرر من أزمة العقارات المستمرة منذ سنوات، والبطالة وتوترات التجارة المتزايدة. وتعهَّد صنَّاع السياسات بالوفاء بهدف الحكومة لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5 في المائة هذا العام حتى مع تعهد ترمب بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على السلع المصنَّعة في الصين.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء، يوم الأربعاء، أن الأرباح الصناعية في أكتوبر انخفضت بنسبة 10 في المائة على أساس سنوي، وهو أفضل من انخفاض بنسبة 27.1 في المائة في سبتمبر (أيلول)، على الرغم من أن الأرباح انخفضت بنسبة 4.3 في المائة في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، مقابل انخفاض بنسبة 3.5 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر.

وقال يو وينينغ، من المكتب الوطني للإحصاء في بيان مصاحب، إن الأرباح في معظم الصناعات تحسنت مقارنةً بالشهر السابق، حيث لعبت محركات جديدة مثل المعدات والتصنيع عالي التقنية دوراً داعماً قوياً.

لكنَّ بعض خبراء الاقتصاد في القطاع الخاص عزوا التحسن في أكتوبر جزئياً إلى تأثير القاعدة المنخفضة من العام السابق. ونَمَت الأرباح الصناعية في أكتوبر 2023 بنسبة 2.7 في المائة، متراجعةً عن مكاسب مزدوجة الرقم في كل من أغسطس (آب) وسبتمبر من العام الماضي.

وقال لين سونغ، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في «آي إن جي»: «بالنسبة إلى بيانات شهر أكتوبر وحدها، فإن المستوى على أساس سنوي به الكثير من التشويش بسبب التأثيرات الأساسية، ويمكن أن يُعزى الاختلاف إلى حد كبير إلى هذا السبب. وبشكل عام، لا تزال الأرباح تحت بعض الضغوط هذا العام كما يظهر الانخفاض بنسبة 4.3 في المائة على أساس سنوي حتى الآن، على الرغم من وجود أمل في أنه مع بدء مزيد من تخفيف السياسات، ستصبح بيئة التشغيل أكثر ملاءمة العام المقبل».

وأشارت المؤشرات الاقتصادية المنفصلة في وقت سابق من هذا الشهر، إلى ضعف الطلب على نطاق واسع، حيث بلغت أسعار المستهلك أضعف مستوياتها في أربعة أشهر، فيما استمرَّ الناتج الصناعي في الاتجاه نحو الانخفاض، وانخفضت أسعار المساكن الجديدة بأسرع وتيرة لها في 9 سنوات.

وأظهرت البيانات في وقت سابق من هذا الشهر أن أسعار المنتجين انخفضت بنسبة 2.9 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر، وهو أعمق من الانخفاض بنسبة 2.8 في المائة في الشهر السابق، وأسوأ من الانخفاض المتوقع بنسبة 2.5 في المائة... ويعد ذلك أكبر انخفاض في 11 شهراً.

وتعمق الانكماش في المصانع في قطاعات استخراج البترول والغاز الطبيعي ومعالجة النفط والفحم وتصنيع المنتجات الكيماوية وتصنيع السيارات. وحذَّر ما هونغ، كبير المحللين في مؤسسة أبحاث «جي دي دي سي إي»، من أن «أرباح تصنيع المواد الخام وتصنيع السلع الاستهلاكية لا تزال تواجه ضغوطاً للانخفاض أكثر»، مضيفاً أنه «بالنظر إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وفي ضوء مؤشر أسعار المنتجين الذي لا يزال في النطاق السلبي، فإن سعر المواد الخام التي يمثلها الفحم لا تزال تحت الضغط، ولا تزال هوامش ربح الشركات الصناعية في اتجاه هبوطي بطيء».

وتغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.8 مليون دولار) على الأقل من عملياتها الرئيسية.

وكانت حزمة الديون المحلية الصينية البالغة 1.4 تريليون دولار -والتي جرى الكشف عنها في وقت سابق من نوفمبر- أقل من التوقعات لتحفيز قوي لتعزيز الاستهلاك، مما يعني أن المستثمرين ما زالوا ينتظرون روافع مالية أكثر مباشرة.

كما ستتعرض عائدات التصدير الصينية للضغط بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، مما سيؤثر في الشركات المصنِّعة. وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء اقتصاديين أن ترمب قد يفرض رسوماً جمركية بنسبة 40 في المائة على الواردات من الصين.

ووفق مينشنغ، فإنه إذا زادت الرسوم الجمركية تدريجياً إلى 40 في المائة وليست دفعة واحدة، فإن الشحنات السريعة قبل الرسوم الجمركية الجديدة قد تساعد على تعويض تأثير الرسوم الجمركية الأعلى لاحقاً، مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات بنسبة 1.7 في المائة في عام 2025، فيما إذا فُرضت رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة فقط، فقد يأتي نمو صادرات الصين في عام 2025 بنسبة 0.2 في المائة.