انتقاد لـ«تصدّر موالين لبوتفليقة» مشهد الاستفتاء في الجزائر

TT

انتقاد لـ«تصدّر موالين لبوتفليقة» مشهد الاستفتاء في الجزائر

عبّر حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي المعارض في الجزائر عن «استياء بالغ» من تصدر موالين للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، مشهد الدعوة إلى الاستفتاء على تعديل الدستور، فيما جمع وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة عمار بلحيمر، مديري الصحف الحكومية لبحث خطة الدعاية لمسودة الدستور التي ستعرض على الاستفتاء خلال أسابيع.
وعلق رئيس «حركة مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري، أمس، على إعلان أحزاب عرفت بولاء شديد لبوتفليقة، دعمها الرئيس الجديد عبد المجيد تبون ومسعاه لتعديل الدستور، قائلاً: «أشم رائحة صناعة الزبونية التي أفسدت البلد و(الكوطة)؛ (نظام الحصص في البرلمان)، التي دمرت السياسة، والشعبوية التي خربت الاقتصاد. جحافل الشيتة (التملق) وأزلام العهد البوتفليقي يعودون. زحام الوصال بالحاكم يشتد. ضرائر الحكام يتهارشون، لقد حذرنا من هذا المشهد وصدقنا الزمن، واليوم مرة أخرى نحذر. إن هذا خطر على البلد».
وكان مقري يشير إلى اجتماع عقده منذر بودن، القيادي في «التجمع الوطني الديمقراطي»، أول من أمس، وحضره عدد كبير من الناشطين الذين كانوا في طليعة مناشدي بوتفليقة الترشح لولاية خامسة العام الماضي. ونوقشت خلال اللقاء مسودة الدستور التي سينظم بشأنها استفتاء في أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وخطط الدعاية وحشد التأييد له في أوساط تنظيمات طلاب الجامعات والنساء والمزارعين.
يذكر أن «التجمع الوطني» كان يقوده رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى الذي أدانه القضاء بالسجن 15 سنة بتهم فساد. وتسلم قيادة الحزب قبل أشهر، الطيب زيتوني الذي أعلن دعمه سياسات تبون. كما أن حزب الرئيس السابق «جبهة التحرير الوطني» قال إنه يسير على الخط الذي رسمه تبون فيما يخص تسيير شؤون البلاد.
وفي سياق ذي صلة، التقى وزير الإعلام عمار بلحيمر، أول من أمس، مديري الصحف الحكومية «الشعب» و«المساء» و«المجاهد» و«النصر» و«الجمهورية» و«آفاق»، ودعاهم، حسب بيان للوزارة، إلى «شرح موسع للمحاور الرئيسية لمشروع تعديل الدستور، مع التركيز على التنسيق الكامل بين الهيئات المعنية، مثل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وسلطة ضبط (الإعلام) السمعي البصري؛ كل حسب مهامه».
وأكد بلحيمر أن «دور الوزارة (في حملة الدعاية للدستور) يقتصر على توفير الجانب اللوجيستي وفسح المجال أمام كل وسائل الإعلام لإدارة النقاش عبر فضاءات ومنابر إعلامية متخصصة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.