رحلة في أكبر سفينة هوائية إلى القطب الشماليhttps://aawsat.com/home/article/2519471/%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A
تخطط شركة سويدية لتنظيم رحلة إلى القطب الشمالي بين عامي 2023 و2024، وتعمل اليوم على حجز مقصورات في سفينة هوائية (منطاد) تصل كلفتها إلى 65000 دولار لاثنين من الركاب. ومن الصعب أن نتخيل اليوم أن أي نوعٍ من أنواع الرحلات سيسير بأمان وسلامة في وقت قريب، ولا سيما في السويد. وفي هذه الواسطة الجوية تكون نسبة الهيليوم المستهلكة لكل راكب مرتفعة جداً؛ ما يعني أن هذه السفينة الهوائية الفاخرة ستحمل عدداً محدداً من الركاب. تأتي سفينة «أوشن سكاي» OceanSky airship الكبيرة والفريدة على شكل منطاد بعرض 43.5 متر وارتفاع 97.8 متر، وحمولة قصوى لا تتعدى 9979 كلغم، أي أنها لن تستطيع حمل أكثر من بضع عشرات الركاب وأفراد طاقم السفينة وأمتعتهم، بالإضافة إلى المواد الضرورية من طعام ومؤنٍ طبية ومعدات صيانة للسفينة نفسها. يشير موقع الشركة إلى أن السفينة الواحدة ستحمل على متنها طاقماً مؤلفاً من سبعة أشخاص، بالإضافة إلى 13 راكباً. لا شك في أن هذه السفينة التي تشبه المركبات التي عرضت في فيلم «جوراسيك بارك» ستكون من حصة الأغنياء، وأن تجربة زيارة القطب الشمالي عن قرب ستكون أكثر من مذهلة. كما أن فكرة محدودية عدد الركاب الذين ستحملهم السفينة تجعلها مناسبة جداً لعصر فيروس كورونا، ولا سيما إذا تم اتباع إجراءات وقائية إضافية كترك وجبات الطعام والخدمات على أبواب الحجرات لضمان حماية الركاب والطاقم. من جهتها، تؤكد شركة «أوشن سكاي»، أن سفينتها هي أكبر مركبة جوية في العالم وقادرة على حمل 23 شخصاً. قد تكون فكرة المستقبل المليء بالسفن الهوائية مثيرة للحماسة، لكن التصميمات المعروضة حتى الآن من سفن بأحجام معقولة، بعيدة كل البعد عن مساحة الـ2000 قدم مربعة التي تتطلبها سفينة «أوشن سكاي» للشخص الواحد، إضافة إلى الأسعار الباهظة.
«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).
وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».
تشويهات التعلم الآلي
بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.
مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر
تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».
النرجسية تبحث عن صورتها
كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».
تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.
نماذج «مسؤولة» ومختبرة
وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».
فضائل وقيم إنسانية
بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».
الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة
في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».
«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».
الاعتماد على السمات البشرية المفيدة
مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.
مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».