«النهر وأحلام البشر»... الطبيعة إذ تجدد أفكار الفن

معرض قاهري يضم 36 عملاً

TT

«النهر وأحلام البشر»... الطبيعة إذ تجدد أفكار الفن

يمكن استدعاء الحكمة القديمة «نحن لا نعبر النهر نفسه مرتين» من خلال مشاهدة أعمال المعرض الفني الجماعي الذي يستضيفه غاليري «آرت مزاج» بالقاهرة حالياً تحت عنوان «النهر وأحلام البشر»، فحسب الحكمة فإن النهر يرمز للتجدد الدائم ولا يبقى على حال، ولعل هذا واحد من السياقات التي تسعى أعمال المعرض أن تطرحها وهي ترتكز على معطيات فنية مختلفة لفلسفة النهر، ويواصل المعرض فعالياته حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
يحفز سريان النهر منذ القدم الكثير من الدلالات المرتبطة بالتأمل والخيال والخصوبة، وهنا في المعرض فإن تلك الدلالات جميعاً لها أثرها الدامغ الذي تتركه في أحلام البشر، ترى سلمى رضوان، مديرة غاليري «آرت مزاج»، أن النهر ليس مجرد مسطح مائي بقدر ما هو ثيمة شاسعة تجمع بين التاريخ والجغرافيا والسياسة والفنون والبهجة وكذلك العلاقة الإنسانية الممتدة مع النهر، على حد تعبيرها، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إن هذا المعرض الفني عن علاقة النهر بأحلام البشر يثريه تجربة أربعة فنانين من أجيال مختلفة «اخترنا أن تكون التجارب الفنية المطروحة معبرة عن أجيال ورؤى فنية مختلفة، الأمر الذي يحقق مزيداً من التناغم الفني».
وترى رضوان أن المعارض الجماعية بشكل عام تعد تجسيداً لأحد أغراض الفن الرئيسية وهي خلق مساحات للتواصل بيت الفنانين وبعضهم، خصوصاً الأجيال المتفاوتة في الخبرة والعمر، وكذلك تواصلهم مع الجمهور.
يقول الفنان محمود حمدي، منسق أعمال المعرض، إن «النهر دائما مقترن بفكرة الخيال والأحلام البسيطة، وهو ما يمكن استدعاؤه من مشهد شخص جالس على حافة النهر بكل ما يمنحه هذا النهر من خصوصية ومشاركة لأحلامه»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الفكرة تم تجسيدها عبر أعمال أربعة من الفنانين يستعين كل منهم بوسائط وتقنيات فنية تختلف عن كل فنان آخر.
يضم المعرض نحو 36 عملاً فنياً، وتتواصل الفنانة المصرية علياء الجريدي في منظورها الفني من أعماق النهر، فتظهر في أعمالها الأسماك بتنويعاتها اللونية وكأنها كائنات تتقمص ملامح إنسانية أحياناً، وأحياناً تعانق البشر في حميمية تليق بعلاقات قديمة تمتد بامتداد عمر النهر التاريخي، ويشير منسق أعمال المعرض محمود حمدي إلى توظيف علياء الجريدي في إحدى لوحاتها لوسائط متعددة مع الأكريليك تعتمد على التطريز اليدوي ضمن رحلتها لخلق عالم مشتق من أحلام النهر.
ويشير حمدي إلى مشاركة الفنانة إسراء النجار التي لجأت إلى طرح انفعالاتها ورؤيتها الخاصة بالطبيعة النهرية عبر رؤية تجريدية تضفي نوعاً من الخصوصية الفنية في التعامل مع فلسفة النهر والأحلام، وقامت بتوظيف خامات كالحفر على القوالب الخشبية والورق والزجاج، والطباعة، واستخدام الأحبار المختلفة.
كما يطرح الفنان كريم عمر رؤيته عن النهر عبر وسيط مغاير وهو تقنية «الهولوغرام» الذي يمنح اللوحات مشاهدة بصرية تفاعلية بحيث يجعل المتفرج ينظر للوحاته كأنه داخل عالمها، تقول نشوى رضوان «أنظر دائما إلى أن وسيط العرض عبر تقنية الفيديو الحديث لا يفرق عن وسيط النقش على جدران الكهوف قديماً، جميعها وسائل تعبيرية، ربما تفصلهم سنوات، ولكنها في النهاية وسائل وتقنيات فنية لتعبير الفنان عن نفسه».
فيما يسود أعمال الفنان محمد الجنوبي طابع درامي سواء في استخدام الإضاءة أو جماليات الأعماق، وفق حمدي الذي يلفت إلى أن «موضوع النهر سيتم مواصلة تناوله عبر معارض أخرى مقبلة سيستضيفها الغاليري خلال هذا الموسم الفني.
ويعد غاليري «آرت مزاج» من أحدث قاعات العرض التشكيلي في مصر، حيث تم افتتاحه قبيل الإغلاق الذي تسبب فيه فيروس كورونا في مارس (آذار) الماضي، الأمر الذي تسبب في تأخير أول فعالياته، التي تم افتتاحها الشهر الماضي بمعرض تحت اسم «شكرًا طبيبي» في أوج حالة العرفان العالمي للأطباء تقديرًا لجهودهم خلال الجائحة، واستندت فكرة المعرض على عرض أعمال فنية للأطباء الذين إلى جانب تخصصهم الطبي لهم تجربة فنية تشكيلية لافتة.



سمية الخشاب تثير جدلاً «سوشيالياً» بنصائح للشباب حول «التعليم والمال»

سمية الخشاب (إكس)
سمية الخشاب (إكس)
TT

سمية الخشاب تثير جدلاً «سوشيالياً» بنصائح للشباب حول «التعليم والمال»

سمية الخشاب (إكس)
سمية الخشاب (إكس)

أثارت الفنانة المصرية سمية الخشاب حالة من الجدل على «السوشيال ميديا»، بعد مجموعة تدوينات كتبتها على حسابها بمنصة «إكس»، وتصدرت «الترند» على المنصة في مصر، الاثنين، حيث تتضمن نصائح للشباب حول المال والتعليم، وحول تفاصيل أخرى ترتبط بالعلاقات الاجتماعية والعاطفية، كما تحدثت عن مواصفات فارس أحلامها.

وكتبت الخشاب في بداية تدويناتها أن لديها الوقت الكافي وتريد الدردشة مع متابعيها، وبدأت بالحديث عن صعوبة الارتباط في هذه الأيام، وعن الفتيات اللائي لا يجدن فرصة للارتباط، وأن الفتاة في الموعد الأول ترتدي كل ما لديها من ماركات غالية الثمن لتعطي انطباعاً بأن هذا هو مستواها، ونصحت الشباب بوجود خط أحمر يستدعي الهرب إذا تحدثت البنت عن الحبيب السابق لها في الموعد الأول.

كما تحدثت عن شروط الزواج والمال وأن تحقيق ثروة هو المطلوب حالياً وليس الشهادات، ولم تخل المداخلات من مزاح حول هذا الأمر، حيث علقت إحدى المتابعات بأن «الشهادة سيتم تعليقها على الحائط، بينما المال سيشتري الإطار الذي يتم تعليق الشهادة فيه وسيشتري الحائط نفسه»، فيما علق أحد المتابعين قائلاً: «وماذا عن 16 سنة من التعليم؟»، لتكون الإجابة من الفنانة: «16 رقماً في البنك الأفضل واقعياً»، وتمادت في المزاح حين سألها أحد المتابعين أن تعود مرة أخرى لتذاكر للطلبة كما كانت تفعل من قبل، فردت الفنانة: «منذ تخرجت دفعة سمية الخشاب والتعليم (باظ) (ساء حاله)».

وطالبت الخشاب الشباب باختيار العطر المناسب لهم على الدوام، وقالت إن مواصفات فارس أحلامها هي أن يكون واثقاً في نفسه ولا يستمع إلى كلام السيدات، وأن يكون حريصاً على وضع عطر جيد، وأن يكون مثقفاً، وبالطبع أن يكون في مستواها المادي نفسه أو أكثر.

الفنانة المصرية سمية الخشاب (صفحتها على فيسبوك)

وتوالت التعليقات المثيرة للجدل التي يتداخل فيها الجد مع المزاح، مع اعترافات من المتابعين بأن صراحة الفنانة تضعها في منطقة أخرى أقرب للجمهور، في حين اعترفت الفنانة نفسها بأنها اكتشفت أن الأصحاب الافتراضيين على الإنترنت أفضل بكثير من الأصحاب في الحقيقة.

وعَدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين هذا الحوار بين سمية الخشاب ومتابعيها بمثابة محاولة من الفنانة المصرية للحضور في الفضاء العام، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الفنانين حين يظلون فترة بعيداً عن الأضواء يحاولون صناعة (ترند) من خلال حالة جدل إلكتروني بتصريحات غريبة على القنوات الإعلامية المختلفة، وتظل هذه الحالة 3 أو 4 أيام ثم تنتهي»، وأضاف: «لو لاحظنا أن سمية الخشاب خلال الفترة الماضية لم يكن لها حضور واضح، ومن ثم أرادت أن تحضر عبر (الترند)، سواء تم تناول تصريحاتها بالسلب أو بالإيجاب فسيكون ذلك لصالحها، وبالطبع بعض كلامها يحمل معاني واقعية، مثل أهمية المال للشباب، ولكن هناك مبالغات مثل مسألة أن يكون لدى الشخص 16 رقماً في البنك، ربما الغرض منها إثارة الجدل».

وتعدّ سمية الخشاب من الممثلات اللاتي اعتدن إقامة حوار بين حين وآخر مع متابعيها على «السوشيال ميديا» وفي فترة ما اشتهرت بتقديم نصائح بل ومراجعات لطلبة الثانوية العامة في سنوات سابقة. وكان أحدث أعمال الفنانة المصرية مسلسلا «أرواح خفية» و«بـ100 راجل» العام الحالي، كما تستعد لمسلسل «أم أربعة وأربعين»، وهو إنتاج سعودي في مرحلة الإنتاج للعرض في 2025، وفق موقع «السينما. كوم».

الملصق الدعائي لمسلسل «بـ100 راجل» (صفحة الفنانة سمية الخشاب على إكس)

من جانبها، وصفت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية في جامعة عين شمس المصرية، الدكتورة سامية خضر صالح، بعض الفنانين بأنهم يحبون الظهور بصرف النظر عن القيمة التي يقدمونها. وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «يجب تجنب بعض النماذج من الفنانين الذين يقدمون قسماً سلبياً للمجتمع خصوصاً الشباب، واستدعاء النماذج التي تقدم القدوة الحسنة».

واعتبرت صالح أن الحديث عن صعوبة شروط الزواج «يحمل مغالطة؛ فالتوافق والتفاهم والرضا هو أساس هذه العلاقة وليس المال، بل يمكن أن تكون للمال آثار سلبية على الأسرة في غياب التوافق»، كما انتقدت أستاذة علم الاجتماع «الإعلاء من قيمة المال على حساب التعليم، فلولا التعليم لن يكون للمال قيمة حقيقية بل سيتم التعامل معه دون وعي أو إدراك لقيمته». وأكدت أنها لا تقصد فناناً بعينه، ولكن تتحدث عن النموذج الذي يخاطب شريحة من المجتمع شديدة التأثر بكلام نجوم الفن والمجتمع وهي شريحة الشباب، وختمت بالقول: «هذا النموذج يجب أن يكون على قدر المسؤولية، ومدركاً لقيم وأخلاقيات المجتمع».