مكافحة الاكتئاب... وظيفة جديدة للجهاز المناعي

مكافحة الاكتئاب... وظيفة جديدة للجهاز المناعي
TT

مكافحة الاكتئاب... وظيفة جديدة للجهاز المناعي

مكافحة الاكتئاب... وظيفة جديدة للجهاز المناعي

عثر باحثون أميركيون على استجابة مناعية داخل الجهاز العصبي المركزي لأشخاص أصحاء مماثلة لتلك التي توجد عند المصابين بالأمراض التنكسية العصبية، مثل التصلب المتعدد، مما يدل على أن «الجهاز المناعي قد يؤدي دوراً بخلاف الحماية من مسببات الأمراض، وهو حماية صحتنا العقلية».
ويتكون الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والنخاع الشوكي، ووظيفته «جمع المعطيات الحسية الواردة، وتصنيفها وتنسيقها والربط بينها، من خلال التحكم بجميع فعاليات الأجهزة والأعضاء الأخرى في الجسم».
وعن طريق الموازنة بين السائل الشوكي للمرضى والمتطوعين الأصحاء، باستخدام تقنية جديدة قوية تسمح بإجراء فحص مفصل للخلايا المناعية، وجد باحثو جامعة ييل الأميركية، في الدراسة التي نُشرت أول من أمس في دورية «علم المناعة»، أن «خصائص الخلايا التائية المناعية في السائل الشوكي للأصحاء مماثلة لتلك التي توجد عند المصابين بمرض التصلب المتعدد، مع اختلاف بسيط يتمثل في أنها لم تحدث استجابة مناعية مفرطة تتسبب في أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض التصلب العصبي المتعدد».
وتدعم نتائج هذه الدراسة نظرية جديدة، مفادها أن «جاما إنترفيرون» -وهي نوع من الخلايا المناعية التي تساعد على تحفيز وتعديل مجموعة متنوعة من استجابات الجهاز المناعي- قد تؤدي أيضاً دوراً في منع الاكتئاب لدى الأشخاص الأصحاء. وأظهرت الأبحاث السابقة أن «منع جاما إنترفيرون، والخلايا التائية التي تساعد في إنتاجها، يمكن أن يسبب أعراضاً شبيهة بالاكتئاب لدى الفئران»، ويدعم ذلك أيضاً ملاحظات سابقة، مفادها أن «الاكتئاب هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لدى مرضى التصلب المتعدد الذين يعالجون بنوع مختلف من الإنترفيرون».
ويقول ديفيد هافلر، أستاذ علم الأعصاب، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ييل بالتزامن مع نشر الدراسة: «نتائج الدراسة تشير إلى أن الخلايا التائية المناعية في أدمغة جميع الناس مهيأة لاستجابة مضادة للالتهابات، وقد يكون لها وظيفة أخرى غير الدفاع عن مسببات الأمراض، ونرجح أن هذه الخلايا تخدم غرضاً آخر قد يساعد في الحفاظ على صحتنا العقلية».
ويخطط هافلر وفريقه البحثي لإجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف كيفية تأثير استجابات الجهاز المناعي في الجهاز العصبي المركزي على الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».