توفيت عميدة قضاة المحكمة العليا الأميركية روث بادر غينسبرغ (الجمعة) عن عمر يناهز 87 عاماً، ما ينذر بمعركة سياسية حادة لملء منصبها الشاغر قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني).
وتوفيت القاضية التقدمية التي تعد أيقونة لليسار محاطة بعائلتها، بعد معركة مع سرطان البنكرياس، على ما أعلنت المحكمة العليا في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت القاضية التي كافحت من أجل حقوق النساء والأقليات ومن أجل البيئة، تعاني من مشكلات صحية منذ بضع سنوات، ونُقلت إلى المستشفى مرتين خلال الصيف، وكان الديمقراطيون يتابعون عن كثب وضعها الصحي خشية أن يسارع الرئيس دونالد ترمب إلى تعيين خلف لها.
وقد تغير وفاة غينسبرغ (الليبرالية) بشدة من التوازن الآيديولوجي داخل المحكمة التي يحظى المحافظون بالأغلبية فيها بواقع خمسة مقابل أربعة، إذ من الممكن تعيين شخصية تجعل المحكمة العليا تميل أكثر ناحية اليمين.
وتملك المحكمة العليا الأميركية كلمة الفصل في كل القضايا الاجتماعية الكبرى التي ينقسم عليها الأميركيون، مثل الإجهاض، وحق الأقليات، وحيازة السلاح، وعقوبة الإعدام، وغيرها.
وذكرت إذاعة «إن بي آر» أن القاضية أفصحت عن وصيتها الأخيرة لحفيدتها كلارا سبيرا، فقالت لها قبل وفاتها: «أعز أمنية لدي هي عدم تبديلي، طالما لم يؤدِّ رئيس جديد اليمين الدستورية».
وعلى مدى مسيرة قانونية لامعة امتدت لستة عقود، حصلت غينسبرغ على مكانة لا مثيل لها كحقوقية في الولايات المتحدة، تحظى باحترام الليبراليين والمحافظين على حد سواء، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ولدت غينسبرغ لأبوين يهوديين مهاجرين في بروكلين، بمدينة نيويورك عام 1933، ودرست في كلية الحقوق في جامعة «هارفارد»؛ حيث كانت واحدة من تسع نساء فقط في فصل من حوالي 500 رجل.
لم تتلقَّ غينسبرغ أي عرض عمل بعد التخرج، على الرغم من أنها احتلت المرتبة الأولى في فصلها؛ لكنها استمرت في العمل في وظائف مختلفة في مهنة المحاماة طوال الستينات وما بعدها.
وفي عام 1972، شاركت في تأسيس مشروع حقوق المرأة في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية. وفي العام نفسه أصبحت غينسبرغ أول أستاذة ثابتة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، وفقاً لـ«بي بي سي».
في عام 1980. تم ترشيح غينسبرغ إلى محكمة استئناف الولايات المتحدة لمقاطعة كولومبيا، كجزء من جهود الرئيس الأسبق جيمي كارتر لتنويع المحاكم الفيدرالية. وعلى الرغم من أنها كانت تُصوَّر في كثير من الأحيان على أنها ليبرالية متشددة، فإن أيامها في محكمة الاستئناف اتسمت بالاعتدال.
وعُينت غينسبرغ في المحكمة العليا من قبل الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 1993، لتصبح الثانية فقط من بين أربع قاضيات يتم قبولهن في المحكمة.
وبفضل مواقفها المنسجمة مع تطلعات الشباب، فازت بتأييدهم إلى حد أطلقوا عليها لقب «نوتوريوس آر بي جي» أو «آر بي جي السيئة السمعة» تيمناً بمغني الراب «نوتوريوس بيغ».
وفي 2016، كان ترمب قد دعا غينسبرغ إلى الاستقالة عندما كان مرشحاً للرئاسة، وقال إن «عقلها اختل» بعدما انتقدته في مقابلات إعلامية.
غينسبرغ... عميدة المحكمة العليا الأميركية المدافعة عن حقوق المرأة والأقليات
غينسبرغ... عميدة المحكمة العليا الأميركية المدافعة عن حقوق المرأة والأقليات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة