موسكو تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية أواخر الشهر المقبل قد يشمل دي ميستورا

رئيس الائتلاف الوطني السوري يلتقي وزير الخارجية المصري بالقاهرة غدا

موسكو تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية أواخر الشهر المقبل قد يشمل دي ميستورا
TT

موسكو تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية أواخر الشهر المقبل قد يشمل دي ميستورا

موسكو تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية أواخر الشهر المقبل قد يشمل دي ميستورا

يزور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، القاهرة، غدا (السبت)، للقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري. وقال البحرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارته الرسمية ستتناول الوضع السياسي والعسكري في سوريا واحتمالات الحلول المطروحة على الساحة اليوم، وأيضا ما يتعلق بحراك المعارضة السورية عموما، خاصة بعد اجتماعها الأخير في القاهرة.
وتابع بقوله إن «الاجتماع بوزير الخارجية المصري سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول لقاء المعارضة السورية في الداخل والخارج الذي دعت إليه موسكو لكي يُعقد على أراضيها، وتبيّن موقف مصر من الدعوة». وسيبحث الاجتماع وضع الجالية السورية في مصر، والهجرة غير الشرعية والموافقات الأمنية لطلبة الجامعات والدراسات العليا المسجلين في الجامعات المصرية. ونفى البحرة، من جهة أخرى، تلقيه أو الائتلاف أي دعوة روسية رسمية لحضور اجتماع قريب في العاصمة الروسية، مشيرا إلى أن «الدعوة الوحيدة التي طرحت كانت خلال لقاء الائتلاف بميخائيل بوغدانوف المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط، أثناء زيارته الأخيرة لإسطنبول».
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية قد قال، أمس (الخميس)، إن روسيا تنوي استضافة اجتماع للمعارضة السورية أواخر يناير (كانون الثاني) قد تتبعه مفاوضات تضم معارضين سوريين وممثلين عن النظام السوري.
وقال المتحدث ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي: «نتوقع عقد اللقاء في موسكو نحو 20 يناير». وسيكون «لقاء غير رسمي» بين مسؤولين من «المعارضة السورية الداخلية والخارجية قادرين على خلق أفكار» تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع السوري، كما قال، من دون توضيح أسماء المشاركين. وأضاف أن موسكو التي تعد الحليف الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، توفر المجال لعقد هذه المحادثات كي يتمكن المعارضون السوريون في المقام الأول من «بدء حوار فيما بينهم». وفي حال نجاح هذا الاجتماع «سيدعى ممثلون عن الحكومة السورية» إلى موسكو لـ«تبادل الآراء مع المعارضين ومن أجل إطلاق حوار بين أطراف النزاع السوري».
ولم يستبعد لوكاشيفيتش أن تتم أيضا دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا للمشاركة في المحادثات.
وكان رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة منذر خدام قد صرح، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «عددا من الفصائل والشخصيات المعارضة تخوض حوارات منذ أكثر من شهرين، وتوصلنا معهم لتفاهمات مشتركة للحل السياسي للأزمة وسيتوج ذلك في لقاء وطني يجري في القاهرة».
وأشار خدام إلى أن الاجتماع المزمع عقده في القاهرة سيمهد للقاء آخر يجري في موسكو سيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية المعارضة، بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا، بالإضافة إلى جبهة التغيير والتحرير التي يقودها قدري جميل والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني المعارض.
وكشف مصدر معارض آخر إلى أنه «من المتوقع أن يعقد اجتماع القاهرة في منتصف يناير».
واستضافت موسكو، حليف النظام الأبرز، في نوفمبر، وفدا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ثم وفدا حكوميا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم. وكان وفد من أعضاء الائتلاف الوطني ضم بدر جاموس وعبد الأحد اصطيفو وقاسم الخطيب، وصل، الاثنين الماضي، إلى العاصمة المصرية، واجتمع الثلاثاء، بوفد من هيئة التنسيق الوطنية ضمّ حسن عبد العظيم وصفوان عكاش وأحمد العسراوي، والتقى يوم الأربعاء الماضي وفدا من تيار بناء الدولة.‬ ويقول مصدر من الائتلاف إنه تم اتخاذ القرار داخل الهيئة السياسية قبل شهر، بالانفتاح على مكونات المعارضة السورية عموما، وإنه تم فعلا الاجتماع قبل فترة، بأعضاء من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، في لقاء غير رسمي بمدينة غازي عنتاب التركية. وبناء على رغبتهم، تم نقل الاجتماع إلى القاهرة.
وتهدف الاجتماعات إلى بحث كيفية توحيد المواقف بين معارضة الداخل والخارج. «خصوصا أن هيئة التنسيق بدت أقرب إلى الائتلاف في وثائقها ومواقفها الأخيرة»، على حد تعبير قيادي في الائتلاف.
من جهته، قال الشيخ أحمد معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني المعارض إنه لم يتلقّ الدعوة لاجتماعات القاهرة، ولا علم له بمن يحضرها، وتابع في اتصال مع «الشرق الأوسط»، وسؤاله عن إمكانية مشاركته في اجتماع موسكو: «لم تصل إليّ أي دعوة رسمية بعد». وكانت زيارة الخطيب لموسكو قبل شهرين بمبادرة منه، واجتماعه بوزير الخارجية الروسي للبحث في حل للأزمة السورية، محل عدم ارتياح بين أوساط المعارضة السورية بسبب عدم استشارته لها أو تنسيقه معها قبل الزيارة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.