بايدن يدعو ترمب للتنحي ويحمّله مسؤولية وفيات «كورونا»

الرئيس الأميركي يتهم مدير «إف بي آي» بالتغاضي عن أنشطة الصين

اتهامات متبادلة بين ترمب ومنافسه بايدن (أ.ف.ب)
اتهامات متبادلة بين ترمب ومنافسه بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يدعو ترمب للتنحي ويحمّله مسؤولية وفيات «كورونا»

اتهامات متبادلة بين ترمب ومنافسه بايدن (أ.ف.ب)
اتهامات متبادلة بين ترمب ومنافسه بايدن (أ.ف.ب)

دعا المرشح الديمقراطي جو بايدن، منافسه الجمهوري دونالد ترمب، إلى التنحي عن رئاسة الولايات المتحدة بسبب رد إدارته على تفشي فيروس «كوفيد - 19». وتوجه بايدن إلى ترمب بكلمات قاسية اتهمه فيها بأنه مسؤول عن وفاة كل شخص في الولايات المتحدة بسبب الفيروس، وقال نائب الرئيس الأميركي السابق لمجموعة من الناخبين في ولاية بنسلفانيا: «لو قام الرئيس بعمله من البداية لكان كل الأشخاص الذين قضوا على قيد الحياة اليوم...». بايدن الذي أدرك للتو مبالغته في تصريحه هذا، لم يتراجع بل سارع إلى التشديد على موقفه قائلاً: «أنا لا أبالغ، انظروا إلى كل المعطيات. انظروا إليها». واستمر المرشح الديمقراطي بهجومه فقال إن ترمب لا يكترث سوى لسوق البورصة والانتخابات: «كل هذا متعلق بأمر واحد وهو سوق البورصة. كل ما يقوم به متعلق بإعادة انتخابه. يجب أن يكون متعلقاً بالشعب الأميركي». واختتم بايدن هجومه: «على الرئيس التنحي». كلام المرشح الديمقراطي ورد في نشاط فريد من نوعه جمعه بالناخبين في ولاية بنسلفانيا برعاية شبكة «سي إن إن» التي نظمته في موقف سيارات، حيث تابعه الناخبون من داخل سياراتهم حرصاً على عدم تفشي الفيروس. واختلف المشهد بشكل كبير عن الحدث الذي حضره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الليلة نفسها. ليعزز هذا الاختلاف في المشاهد التناقض الكبير بين حملة الرجلين. فقد وقف ترمب على منصة في ولاية ويسكنسن فيما اكتظ الناخبون في قاعة الحدث الانتخابي، وسخر الرئيس الأميركي من مشاركة بايدن مكرراً اتهامه بالليونة مع الصين فقال: «جو بايدن كرس حياته لتصدير فرص العمل في ويسكنسن وفتح حدودكم وجرنا نحو حروب سخيفة لا تنتهي وتسليم مستقبل أولادكم للصين».
وهاجم ترمب، نائبة بايدن كامالا هاريس، معتبراً أنه من المستحيل أن تستلم امرأة منصب الرئيس لأول مرة في الولايات المتحدة عبر بطاقة «بايدن - هاريس» الانتخابية: «من المستحيل لامرأة أن تستلم منصب الرئيس بهذا الشكل، هذا مؤكد، وإذا كان هذا معقولاً فمن المؤكد أن (هاريس) ليست تلك المرأة. فسوف تمزق بلادنا».
ولمّح ترمب إلى احتمال ألا يكمل بايدن فترة رئاسته بسبب تقدمه في السن، محذراً من أن هاريس ستصبح رئيساً حينها فقال: «هذا ليس ما يريده الشعب، أن تستلم المنصب عبر طرق ملتوية».
يأتي هذا فيما حذّر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، من التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أن روسيا تحاول تقليص فرص بايدن بالفوز عبر تشويه سمعته. وقال راي في جلسة استماع في الكونغرس: «إن تقييم المجتمع الاستخباراتي يؤكد أن روسيا تستمر في محاولة التأثير على انتخاباتنا، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر وكلائها، أو وسائل الإعلام التابعة لها وغيرها». وتابع راي: «هدفها هو نشر الانقسامات وتشويه سمعة نائب الرئيس الأميركي ومن يراهم الروس كأشخاص معادين لهم». وقد ثارت ثائرة ترمب لدى سماع تصريحات راي، فشن هجوماً مكثفاً عليه، وغرّد قائلاً: «لكن يا كريس، ألا ترى أي نشاط من الصين، حتى لو كان يشكل تهديداً أكبر بكثير من روسيا وروسيا وروسيا». وتابع ترمب مكرراً تشكيكه بنظام التصويت عبر البريد: «سوف يتمكنان (الصين وروسيا)، إلى جانب دول أخرى، من التدخل في انتخاباتنا بسبب نظام البطاقات الانتخابية المزيف. عليك بالتحقق من ذلك!».
ولم يتوقف ترمب عند هذا الحد، بل استمر في هجومه على راي الذي تجمعه به علاقة متقلبة على الرغم من أنه عينه في فترة رئاسته، فانتقد تصريحات راي التي قال فيها إن «أنتيفا» هي آيديولوجية وليست مجموعة منظمة، وذلك في تناقض واضح مع تأكيدات ترمب التي يتهم فيها «أنتيفا» بتنظيم أعمال الشغب في عدد من الولايات الأميركية. فقال ترمب رداً عليه: «أنا أنظر إليهم (أنتيفا) كمجموعة من المشاغبين واللصوص الممولين جيداً والمحميين لأن مكتب (إف بي آي) الداعم لكومي (مدير إف بي آي السابق) ومولر (المحقق الخاص) غير قادر وغير مستعد للكشف عن مصدر تمويلهم، ويسمح لهم بالتنصل من جرائمهم». واختتم ترمب هجومه بتكرار جملته المفضلة: «القانون والنظام!».
هذا وقد بدأت مجموعة من الجمهوريين المعارضين لترمب حملة إعلانية للتصدي له، وافتتحت المجموعة أنشطتها بإعلان ظهرت فيه مساعدة سابقة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وهي تفصح عن نيتها التصويت لصالح بايدن بسبب تعاطي ترمب مع الفيروس. وقالت أوليفيا تروي وهي مستشارة بنس السابقة للأمن القومي وأحد مستشاريه في لجنة مكافحة الفيروس، أن ترمب فشل في حماية الأميركيين: «لو أن الرئيس اتخذ هذا الفيروس على محمل الجد لكان أبطأ من انتشاره وأنقذ حياة الكثيرين». وزعمت تروي أن ترمب قال خلال أحد اجتماعات لجنة مكافحة الفيروس في البيت الأبيض أن الفيروس قد يكون «أمراً جيداً،» لأنه «لن يضطر لمصافحة بعض الأشخاص المقززين» على حد قولها. لكن بنس سرعان ما انقض على تروي، واتهمها بأنها موظفة سابقة غاضبة، وقال للصحافيين: «يبدو أنها مجرد موظف ناقم قرر خوض السياسة في موسم انتخابي».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.