«هيومن رايتس ووتش»: مواقع التواصل الاجتماعي تحذف أدلة على جرائم الحرب

«هيومن رايتس ووتش»: مواقع التواصل الاجتماعي تحذف أدلة على جرائم الحرب
TT

«هيومن رايتس ووتش»: مواقع التواصل الاجتماعي تحذف أدلة على جرائم الحرب

«هيومن رايتس ووتش»: مواقع التواصل الاجتماعي تحذف أدلة على جرائم الحرب

قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن مواقع التواصل الاجتماعي تحذف مقاطع فيديو وصوراً يمكن أن تكون ضرورية في ملاحقة الجرائم الجسيمة، بما في ذلك جرائم الحرب.
ووفقاً لإذاعة «صوت أميركا»، أعدت المنظمة تحقيقاً بعنوان «الفيديو غير متوفر» قالت فيه، إن مواقع مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» تزيل الأدلة على جرائم الحرب، حيث تستخدم بشكل متزايد خوارزميات الذكاء الصناعي لإزالة المواد التي تعتبر «مسيئة أو غير قانونية»، في حين يخشى الباحثون من فقدان أو تدمير دليل ضروي على ارتكاب جريمة حرب.
واستشهد التحقيق بمقاطع فيديو جمعتها منظمة بيلينجكات Bellingcat من مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قاذفة صواريخ روسية قال مدعون، إنها استخدمت لإسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في عام 2014، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 298 شخصاً، في حين نفت روسيا تورطها في الحادثة.
وأوضح التحقيق، أن تلك الفيديوهات استخدمت دليلاً من قبل فريق التحقيق المتعدد الجنسيات الذي قادته هولندا لإجراء تحقيق جنائي بشأن إسقاط الطائرة.
وقالت بلقيس والي، من «هيومن رايتس ووتش»، إن منظمة بيلينجكات Bellingcat وجدت خلال مراحل لاحقة من التحقيقات أن الفيديوهات التي كانت منشورة في مواقع التواصل حذفت عبر موقع «فيسبوك».
وأضافت والي، أن الأدلة التي تنشر في تلك المواقع تلعب دوراً رئيسياً في الكثير من التحقيقات، وتابعت «بدأنا نلاحظ في السنوات القليلة الماضية، لا سيما منذ عام 2017، أننا قد نشاهد مقطع فيديو لجنود يعدمون شخصاً ما، أو فيديو لتنظيم (داعش)، وإذا عدنا لمشاهدة الفيديو مرة أخرى بعد خمس عشرة دقيقة أو بعد ساعة فقد نفاجأ باختفائه».
وقد اشتكت مجموعات مثل «أرشيف سوريا» التي تعمل على توثيق جرائم الحرب المحتملة من حذف أدلة مهمة من مواقع التواصل الاجتماعي قبل تسجيلها وتحليلها.
ولفتت الإذاعة الأميركية إلى أن الحكومات تمارس ضغوطاً متزايدة على شركات الإنترنت لإزالة المواد المسيئة أو غير القانونية أو الخطرة، وأن مواقع التواصل الاجتماعي تعهدت ببذل المزيد من الجهد لمنع المحتوى المتطرف بعد واقعة البث المباشر عبر موقع «فيسبوك» للهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا في عام 2019، والذي أودى بحياة 51 شخصاً.
وأوضحت مواقع التواصل الاجتماعي لـ«هيومن رايتس ووتش»، أنها مطالبة بموجب القانون بإزالة المواد التي قد تكون مسيئة أو تحرض على الإرهاب أو العنف أو الكراهية. وتابعت، إنه بالإضافة إلى قيام وسطاء بشريين بإزالة تلك المواد تتم الاستعانة بخوارزميات الذكاء الصناعي.
وقالت والي، إن هناك حلاً لمساءلة إزالة المحتوى هو إنشاء آلية عالمية تكون بمثابة نوع من الأرشيف أو المكتبة، تنقل إليه المحتوى الذي تم حذفه من قبل مواقع التواصل الاجتماعي إليها، وبعد ذلك، سيكون الأمر متروكاً لهذه الألية لفرز هذا المحتوى وتخزينه، ومن ثم اكتشاف نظام لمنح إمكانية الاطلاع على هذا المحتوي للأشخاص الذين يرغبون في ذلك، ولن يكون من حقهم نسخه ونشره عبر الإنترنت، ولكن استخدامه بغرض التحقيقات.
وقالت «هيومن رايتس ووتش»، إن موقع «تويتر» أخبرها بأنه غير قادر على تزويد منظمات المجتمع المدني بالوصول إلى محتوى المستخدمين أو بياناتهم دون أمر قانوني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».