بطلب من ماكرون... مهلة جديدة للبنانيين تنتهي الأربعاء

TT

بطلب من ماكرون... مهلة جديدة للبنانيين تنتهي الأربعاء

أكدت مصادر لبنانية تتابع مفاوضات تأليف الحكومة أن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون دخل بقوة على خط الاتصالات لمنع إعلان فشل المبادرة الفرنسية، كاشفة أن مهلة جديدة أعطيت للمفاوضات بطلب من ماكرون، لا يتعدى سقفها يوم الأربعاء المقبل، ما فسرته أوساط لبنانية على أنه مسعى فرنسي مع طهران لتذليل العقبة الأبرز أمام التأليف، والمرتبطة بمواقف الفريق الشيعي.
وقالت المصادر إن ماكرون اتصل برئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وعرض معه الجهود المبذولة، قبيل لقاء عون مع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، وتم الاتفاق على تمديد المهلة لمزيد من المساعي، علماً بأن أديب كان متجهاً إلى القصر الجمهوري، وفي جيبه بيان الاعتذار، أو إعطاء مهلة يوم واحد إذا طلب عون ذلك.
واتصل ماكرون أيضاً برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وقيادات أخرى، متمنياً إعطاء فرصة للاتصالات إلى يوم الأربعاء المقبل. وكان السفير الفرنسي في بيروت التقى للغاية نفسها مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن لقاء بعيداً عن الأضواء جرى بين عون ووفد من «حزب الله»، زاره أمس، من دون صدور نتائج حاسمة. وقالت مصادر وزارية إن عون سيتابع اتصالاته من أجل تقريب وجهات النظر، علماً بأنه كان أبلغ أكثر من فريق أنه مع المداورة الشاملة للحقائب الوزارية، لكن على أن يتم ذلك بتوافق الجميع، مفسرة ذلك بأنه محاولة لعدم الصدام مع الفريق الشيعي.
وكشفت المصادر أن الفريق الشيعي أبلغ أديب وعون تمسكه بتسمية الوزراء الشيعة، وتمسكه بحقيبة المالية، كما تمسكه بوزارة الصحة، على أن يتولاها الوزير الحالي حمد حسن «الذي نجح في مهمة مواجهة كورونا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.