المعارضة التونسية تنتقد «تباطؤ» الحكومة في تنفيذ الإصلاحات

TT

المعارضة التونسية تنتقد «تباطؤ» الحكومة في تنفيذ الإصلاحات

دعت أحزاب تونسية معارضة، وعلى رأسها «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، الحزب الذي ينتمي له إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة المستقيل، رئيس الحكومة الجديدة إلى الإعلان عن تفاصيل برنامجه الحكومي، الذي اعتبرته «غامضا ودون نقاط عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع». وشددت على ضرورة مواصلة الإصلاحات القطاعية بهدف تغيير حياة التونسيين نحو الأفضل، منتقدة تباطؤ الحكومة الجديدة في البدء في تنفيذ الإصلاحات التي حددتها قبل نيل ثقة البرلمان.
وكان المشيشي قد حدد خمس أولويات في برنامج عمل حكومته لإنقاذ الاقتصاد، تتمثل في إيقاف نزيف المالية العمومية عبر استعادة الإنتاج، خاصة في قطاعات حيوية مثل الطاقة والفوسفات، وبدء حوار مع المانحين الدوليين ضمن خطط لتعبئة الموارد المالية لدعم موازنة الدولة، إلى جانب مراجعة الإنفاق العام للدولة، ودعم المؤسسات المتضررة من جائحة كورونا، وإصلاح الإدارة وتعزيز نظام العمل عن بعد.
غير أن رئيس الحكومة، هشام المشيشي، لم يقدم معطيات حول طريقة وكيفية تنفيذ هذه الأولويات، خاصة من الناحية المالية في ظل تدهور الموارد الذاتية للدولة، رغم مرور أكثر من أسبوعين من نيله ثقة البرلمان. وفي هذا الشأن قال خليل الزاوية، رئيس «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» المعارض لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه «يعبر عن تخوفه تجاه الوضع العام بالبلاد، إثر تزكية حكومة السيد هشام المشيشي، ومرور نحو أسبوعين من توليها الحكم». معتبرا أن تشكيل حكومة كفاءات إدارية، دون برنامج واضح، أو خيارات معلنة للإصلاحات الضرورية لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة، «سيجعل من الصعب التعامل مع الملفات الاجتماعية والاقتصادية العالقة، خاصة في ظل خلافات مؤسساتية عميقة بين رئيس الجمهورية قيس سعيد، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، مما يهدد وحدة الدولة في هذا الظرف الدقيق، علاوة على أزمة اقتصادية خانقة زادتها جائحة الكورونا عمقا وتشعبا»، على حد تعبيره.
وتابع الزاوية موضحا أن الحكومة مدعوة إلى مواصلة الإصلاحات التي بدأتها حكومة الفخفاخ السابقة، وفتح حوار اقتصادي واجتماعي موسع، يهدف إلى توحيد الصفوف حول مجموعة من الثوابت، وإقرار برنامج إنقاذ وطني كفيل باسترجاع ثقة التونسيين في مؤسسات الدولة من ناحية، وقادر على جلب الفاعلين الاقتصاديين إلى تونس من ناحية ثانية.
في غضون ذلك، اعتبر خليل البرعومي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، أن جمع التوقيعات في عرائض يعد ضربا للديمقراطية، ونفى أن يكون جمع مائة توقيع على عريضة ترفض تولي راشد الغنوشي رئاسة الحركة من جديد، محددا لمصير الآلاف المنخرطين. وأكد أن التداول على المواقع القيادية لا يطرح إشكالا داخل حركة النهضة، «لكن من الضروري الابتعاد عن أوراق الضغط، والمرور إلى الانتخابات ونتائج صناديق الاقتراع التي تفصل بين مختلف المتنافسين»، على حد قوله.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.