تقلص «ظرفي» للعجز التجاري في تونس

TT

تقلص «ظرفي» للعجز التجاري في تونس

كشف المعهد التونسي للإحصاء عن تواصل حدة العجز التجاري التونسي مع عدد من الاقتصادات، على رأسها الصين والجزائر وإيطاليا وتركيا وروسيا، إذ تسيطر هذه البلدان الخمسة على 7.43 مليار دينار تونسي (نحو 2.7 مليار دولار)، بما يوازي نحو 80 في المائة من إجمالي عجز لا يقل عن 9.2 مليار دينار (حوالي 3.39 مليار دولار) حتى نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي.
وخلال الثمانية أشهر الماضية، تمكن الاقتصاد التونسي من تقليص حدة العجز التجاري من مستوى 12.8 مليار دينار خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، أي بانخفاض لا يقل عن 3.6 مليار دينار، أو بنسبة 28 في المائة.
وفي هذا الشأن، قال محسن حسن وزير الاقتصاد التونسي السابق، إن هذا الانفراج المسجل يبقى «ظرفياً»، وعلى ارتباط بتباطؤ الأنشطة الاقتصادية في مجملها لأشهر متتالية نتيجة جائحة «كورونا»، ولا يعود إلى تراكم في الثروة أو زيادة في الإنتاج أو خلق الثروة في تونس. وأكد أن الحل الأمثل لانتعاش الاقتصاد التونسي يتمثل في العودة إلى التعويل على أهم محركاته التقليدية، وهي على وجه الخصوص دفع الصادرات وتوفير عائدات من النقد الأجنبي والتشجيع على الاستثمار بنوعيه المحلي والأجنبي.
وسجل الميزان التجاري التونسي مع الصين عجزاً بنحو 3.54 مليار دينار، والجزائر بحوالي 1.34 مليار دينار، وتركيا 1.31 مليار دينار، وروسيا نحو 656.4 مليون دينار، وإيطاليا 585.7 مليون دينار. وفي المقابل سجل الميزان التجاري التونسي فائضاً إيجابياً مع عدة دول من بينها فرنسا وألمانيا وليبيا والمغرب. وتأثرت كل من الصادرات والواردات التونسية بالظروف الاستثنائية التي مر به الاقتصاد العالمي، وانخفضت الصادرات 18.6 في المائة لتقدر بنحو 24 مليار دينار حتى نهاية أغسطس. وعرفت أنشطة التصدير تراجعاً على مستوى صادرات النسيج والصناعات الميكانيكية والكهربائية، وهي منتجات موجهة إلى السوق الأوروبية، علاوة على قطاعات الطاقة والمناجم ومادة الفوسفات.
وشهدت الواردات بدورها تقلصاً ملحوظاً قُدر بحوالي 21.6 في المائة لتصل إلى 33.2 مليار دينار، ويعود الانخفاض إلى واردات السلع الاستهلاكية بأنواعها والطاقة.
ويذكر أن الاقتصاد التونسي قد سجل أكبر تراجع له منذ سنة 1956؛ حيث انكمش 21.6 في المائة مع نهاية الربع الثاني من السنة الحالية، ويعتبر قطاع الخدمات المسوقة من أكثر القطاعات تأثراً؛ إذ تقلصت عائداته خلال الفترة نفسها بنسبة 30.4 في المائة. ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع الإنتاج في أغلب المجالات، على غرار خدمات النزل والمطاعم والمقاهي 77.5 في المائة، وخدمات النقل 51.4 في المائة.



تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تقييم المستثمرين تأثير وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل و«حزب الله».

وبحلول الساعة 01:06 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.38 في المائة، إلى 72.73 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.46 في المائة، إلى 68.62 دولار.

وهبطت أسعار الخامين القياسيين دولارين للبرميل عند التسوية الاثنين، بعد تقارير تفيد بقرب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، وهو ما أدى إلى عمليات بيع للنفط الخام.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه سيوقع على أمر تنفيذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات المقبلة إلى بلده من المكسيك وكندا. ولم يتضح ما إذا كان هذا يشمل واردات النفط، أم لا.

وأثّر إعلان ترمب، الذي قد يؤثر على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، على السلع الأساسية المقومة بالدولار. وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة 4 ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، واستبعد محللون أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على النفط الكندي، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، لأنه يختلف عن الأنواع التي تنتجها بلاده.

وقالت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفاً لإطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل خلال 36 ساعة.

وقال محللون في «إيه إن زد»: «وقف إطلاق النار في لبنان يقلل من احتمالات فرض الإدارة الأميركية المقبلة عقوبات صارمة على النفط الخام الإيراني». وإيران، التي تدعم «حزب الله»، عضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يومياً، أو 3 في المائة من الإنتاج العالمي.

وقال محللون إن الصادرات الإيرانية قد تنخفض بمقدار مليون برميل يومياً، إذا عادت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حملة فرض ضغوط قصوى على طهران، وهو ما سيؤدي إلى تقليص تدفقات النفط الخام العالمية.

وفي أوروبا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرات مسيرة روسية في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وتصاعدت حدة الصراع بين موسكو، المنتج الرئيسي للنفط، وكييف هذا الشهر، بعد أن سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء الصراع.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف لـ«رويترز»، إن «أوبك بلس» قد تدرس في اجتماعها يوم الأحد المقبل، الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، وذلك بعدما أرجأت المجموعة بالفعل زيادات وسط مخاوف بشأن الطلب.