غموض بانكسي يكلفه أشهر رسوماته

جرى تجريد الفنان بانكسي من العلامة التجارية ذات الصلة بأشهر أعماله الفنية، وذلك بعد رفضه الكشف عن هويته الحقيقية أمام القضاة. ومن شأن الحكم الخاص بعمل «فلاور ثرور - قاذف الزهور» الفني أن يشكل سابقة على إبداعات الفنان الأخرى حول العالم.
وكان فنان الشارع - الذي سبق له الإعلان عن أن «حقوق الطبع والنشر مهمة للفاشلين فقط» - قد خسر معركته الفنية التي استمرت عامين كاملين ضد شركة «فول كولور بلاك» للبطاقات، حسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.
وأشار القضاة إلى حقيقة مفادها أن السيد بانكسي لا يمكنه تحديد هويته بأنه المالك غير المشكوك في ملكيته لمثل هذه الأعمال الفنية بسبب عدم الإفصاح الصريح عن هويته الحقيقية.
وكان الفنان بانكسي قد تقدم سابقاً بطلب الحصول على علامة الاتحاد الأوروبي التجارية للعمل الفني محل النزاع، والذي جرى رسمه في مدينة القدس قبل ست سنوات، غير أن طلبه تلقى طعناً مباشراً من إحدى شركات البطاقات نظراً لأن الفنان لم يرغب في المتاجرة وإنما الاحتفاظ بالقيمة الفنية الخالصة للعمل الذي قام به.
وتدور أعمال شركة «فول كولور بلاك» في تسويق فنون الشوارع، وهي تستخدم إبداعات السيد بانكسي الفنية. وتفاخر الشركة على موقعها الإلكتروني بقولها: «لدينا صور بانكسي التي ربما لم تتمكنوا من رؤيتها من قبل».
وحكم القضاة الثلاثة بأن السيد بانكسي قد جعل من الرسوم الجدارية التي رسمها بنفسه على ممتلكات الآخرين متاحة للاستخدام المجاني للجميع.
وكان السيد بانكسي، وهو من مواطني مدينة بريستول في المملكة المتحدة، قد دعا القراء - في كتابه المعنون «وول أند بيس» - إلى تنزيل أعماله من أجل التسلية والاستمتاع والنشاط الاجتماعي عوضاً عن استهداف الأرباح، وتعهد بعدم تسويق أعماله تجارياً على الإطلاق.
غير أنه عاد وافتتح متجراً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واستخدمه في بيع أعماله الفنية، بما في ذلك لوحة «فلاور ثرور - قاذف الزهور» الجدارية، وقال إنه قد افتتح المتجر لغرض وحيد ألا وهو تغطية فئات العلامة التجارية ليس إلا.
وقال القضاة إن نوايا السيد بانكسي كانت لا تتسم بالنزاهة من حيث تعمد الالتفاف حول أحكام القانون بدلاً من التسويق المباشر لأعماله الفنية.
وقالت اللجنة المعنية بالنظر في النزاع، وهي جزء من مكتب الاتحاد الأوروبي لشؤون الملكية الفكرية: «اختار السيد بانكسي عدم الإفصاح عن هويته الحقيقية، وهو في أغلب الأحيان يقوم برسم اللوحات الجدارية على ممتلكات الآخرين من دون التماس الإذن منهم بدلاً من الرسم على اللوحات القماش أو على ممتلكاته الخاصة. كما أنه اختار أيضاً أن يكون صريحاً للغاية فيما يتعلق بازدراء حقوق الملكية الفكرية لدى الآخرين».
وتجدر الإشارة إلى أن هناك نقطة أخرى جديرة بالنظر والاعتبار في هذا السياق، وهي أن السيد بانكسي لا يمكن تحديد من الناحية القانونية بأنه المالك الحصري الذي لا ترقى إلى ملكيته الشكوك بشأن هذه الأعمال الفنية الجدارية نظراً لأن هويته الحقيقية محجوبة عن الآخرين، ومن ثم لا يمكن الإثبات من دون شك قائم بأنه هو نفسه يملك حقوق الطبع والنشر بالنسبة للأعمال الفنية الجدارية محل النزاع.