ترمب يلوّح برد على حكم «التجارة العالمية» لصالح الصين

لمّح إلى مباركة صفقة {أوراكل} مع {تيك توك}

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء أنّ مجموعة «أوراكل» باتت «قريبة جداً» من التوصّل لاتفاق مع «تيك توك» (أ.ف.ب)
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء أنّ مجموعة «أوراكل» باتت «قريبة جداً» من التوصّل لاتفاق مع «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

ترمب يلوّح برد على حكم «التجارة العالمية» لصالح الصين

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء أنّ مجموعة «أوراكل» باتت «قريبة جداً» من التوصّل لاتفاق مع «تيك توك» (أ.ف.ب)
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء أنّ مجموعة «أوراكل» باتت «قريبة جداً» من التوصّل لاتفاق مع «تيك توك» (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه ليس على علم بحكم أصدرته منظمة التجارة العالمية في نزاع تجاري مع الصين؛ لكنه سينظر فيه.
وأعاد ترمب التأكيد على أنه ليس من المعجبين بمنظمة التجارة، التي قالت مساء الثلاثاء إن الولايات المتحدة انتهكت القواعد العالمية بفرضها رسوماً بمليارات الدولارات في خضم حرب التجارة التي خاضها ترمب ضد الصين.
وبسؤاله عن القرار لدى مغادرته البيت الأبيض، قال ترمب إنه لم يطلع عليه. وتابع: «سيتعين علينا إذن عمل شيء ما حيال منظمة التجارة، لأنهم سمحوا للصين بأن تفلت بجريمتها. سننظر في ذلك. لكنني لست من المعجبين بمنظمة التجارة - بوسعي أن أقول هذا من الآن. لعلهم أسدوا إلينا معروفا كبيراً».
وعلى الجانب الآخر، رحبت الصين الأربعاء بقرار منظمة التجارة العالمية الذي أعلنت فيه أن العقوبات الأميركية المفروضة على السلع الصينية في 2018 كانت «غير متوافقة» مع قواعد التجارة الدولية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين إن الصين «تثمن الحكم الموضوعي والعادل»، وأن القرار يظهر أن «الولايات المتحدة هي التي تنتهك القواعد الدولية حقا» و«تتخلى» عن المنظمات الدولية عندما لا تخدم المصالح الأميركية.
ومن جهة أخرى، وفيما يعد مباركة لصفقة محتملة شائكة، أعلن ترمب مساء الثلاثاء أنّ مجموعة «أوراكل» للبرمجيات ومقرّها كاليفورنيا باتت «قريبة جداً» من التوصّل إلى اتفاق مع منصّة الفيديوهات القصيرة «تيك توك» المملوكة من مجموعة «بايت دانس» الصينية، التي تهدّد واشنطن بحظرها إذا لم تضع عملياتها في الولايات المتّحدة تحت إشراف أميركي. وقال ترمب أمام الصحافيين في البيت الأبيض: «سنتّخذ قراراً قريباً جداً»، معرباً عن تقديره لرئيس مجموعة أوراكل، لاري إليسون، وهو أحد المقرّبين منه.
وإذا توصّلت المجموعة الأميركية إلى اتفاق مع المالك الصيني لـ«تيك توك»، فمن شأن هذا الأمر أن يجنّب التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط المراهقين أن يواصل عمله في الولايات المتّحدة حيث يهدّد ترمب بحظره بتهمة التجسّس على الأميركيين لحساب الحكومة الصينية.
ووفقاً لشبكة «سي إن بي سي»، كان من المتوقع أنّ توقع أوراكل خلال ساعات اتفاقاً مع تيك توك تصبح بموجبه المجموعة الأميركية «الشريك التكنولوجي الموثوق به» للتطبيق. وحاولت وكالة الصحافة الفرنسية التحقّق من صحّة هذه المعلومات لكنّها لم تحصل على ردّ في الحال من أوراكل ولا من تيك توك، كما امتنعت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق على المسألة.
لكنّ توقيع الاتفاق بين الطرفين لا يعني دخوله حيّز التنفيذ، إذ إنّه سيبقى بحاجة لأن تصادق عليه لجنة «سايفوس» المسؤولة عن مراجعة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة.
وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال الاثنين إنّه اطّلع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي على مشروع اتفاق ينصّ على شراكة بين تيك توك وأوراكل، من دون أن يوضح طبيعة العلاقة التي سترعى هذه الشراكة. وأكّد كلّ من تيك توك وأوراكل وجود مثل هذا المشروع، من دون أن يقدّم أي منهما أي تفصيل عن فحواه. وفقاً للعديد من وسائل الإعلام الأميركية، فإنّ المجموعة الصينية ليست بتاتاً في وارد بيع تطبيقها الشهير.
من جهتها، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مصادر لم تسمّها أنّ الاتفاق ينصّ على أن يصبح المقرّ الجديد للعمليات العالمية لـ«تيك توك» في الولايات المتّحدة، وأن تصبح أوراكل مساهماً أقلياً في ملكيّة المنصّة، على أن يبقى «بايت دانس» المالك لأغلبية أسهمها.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»