انضمام رونالدو إلى «نادي المائة» نتاج شغف لا ينطفئ

النجم البرتغالي نجح في بناء إرث له ربما يعجز كثيرون عن تجاوزه

رونالدو تخطى مائة هدف مع البرتغال بعد فوزه بثنائية على السويد في بطولة دوري أمم أوروبا (أ.ب)
رونالدو تخطى مائة هدف مع البرتغال بعد فوزه بثنائية على السويد في بطولة دوري أمم أوروبا (أ.ب)
TT

انضمام رونالدو إلى «نادي المائة» نتاج شغف لا ينطفئ

رونالدو تخطى مائة هدف مع البرتغال بعد فوزه بثنائية على السويد في بطولة دوري أمم أوروبا (أ.ب)
رونالدو تخطى مائة هدف مع البرتغال بعد فوزه بثنائية على السويد في بطولة دوري أمم أوروبا (أ.ب)

تناول الطعام ونال قسطاً من النوم وسجل هدفاً في مرمى أرمينيا، وبعد ذلك كرر الأمر، ثم عكف على تكراره مرة بعد مرة طوال الأعوام الـ13 التالية حتى لم يبق أمامه قمم لصعودها، وأصبح عالم «الفيفا» بأكمله، من أوقيانوسيا إلى «كونكاكاف»، يحمل بصمة كريستيانو. نعم، لقد شاهدت جميع الأهداف الدولية الـ101 التي أحرزها كريستيانو رونالدو. كانت مشاهدة رائعة توجز مسيرة طويلة ومزهرة. كان رونالدو قد دخل نادي الـ100 الدولي بإحرازه هدفين في استوكهولم أمام منتخب السويد، والذي بدا الخصم المناسب في تلك اللحظة.
وعند النظر إلى الوراء نجد رونالدو في مواجهة زلاتان إبراهيموفيتش خلال التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 التي أقيمت في البرازيل. مواجهة الإياب أمام السويد شكلت نقطة الانطلاق الحقيقية لرونالدو. وسجل رونالدو في هذه المباراة ثلاثية رائعة. وأعلن رونالدو في هذا اليوم افتتاحه متحفا له. وفي خضم ذلك، دشن رونالدو حقبة الهيمنة في مسيرته كلاعب دولي. وبعد سبع سنوات، سجل رونالدو 64 هدفاً خلال مبارياته الـ65 الأخيرة. ويقف على بعد ثمانية أهداف فقط من التفوق على الرقم القياسي الأزلي المسجل باسم الإيراني علي دائي الذي يتصدر القائمة بفارق كبير عمن يليه منذ فترة طويلة، لدرجة أن فكرة تجاوزه باتت تبدو في حكم المستحيل.
ومع ذلك، مع رونالدو يشعر المرء بإغراء قوي للغرق بعض الشيء في الأرقام. ويكشف الفيديو المنشور عبر «يوتيوب» عن أهدافه الدولية، أن رونالدو سجل أهدافاً في شباك 41 دولة مختلفة. في واقع الأمر هناك أمر ساحر في العزيمة التي يبديها رونالدو، وقدرته على الاستمرار في إنجاز الأمر ذاته دون أن يفقد عزمه، ودون أن تهدأ رغبته. كما تحمل مسيرة رونالدو شعوراً بالنمو والتقدم المستمر. ويشكل هذا الأمر على وجه التحديد عنصراً محورياً من هذه القصة، فاليوم ربما يبدو رونالدو لكثيرين وكأن جسده مصنوع من مادة غريبة غير بشرية، ويراه آخرون وكأنه واحد من كائنات فضائية تنتمي لعالم خارج حدود الأرض. وفي الوقت ذاته، يعتقد البعض أن ثمة تساؤلات حول حياة اللاعب خارج الملاعب بحاجة لإجابة. ومع هذا، فإنه داخل عالم كرة القدم، يبدو رونالدو على النقيض تماماً مما سبق، فهو كائن بشري تماماً نجح في صنع نفسه بنفسه.
جدير بالذكر في هذا الصدد أنه عندما خاض مانشستر يونايتد المباراة الودية الشهيرة في لشبونة قبل توقيع رونالدو للفريق الإنجليزي، اضطر اللاعب الذي يراقبه، جون أوشيا، لارتداء قناع ضخ أكسجين خلال الاستراحة. كان هذا منذ 17 عاماً ماضية. واليوم، ما يزال رونالدو يمضي في طريقه بثقة مطلقة نحو فكرة الفوز. ورغم أنه يسقط أحياناً على أرض الملعب باكياً ويثير ضجة كبرى عبر شبكة الإنترنت، فإنه يعاود الوقوف على قدمه مرة بعد أخرى دون أن يكترث لما يدور حوله.
وحتى يومنا هذا، ما يزال رونالدو يحمل بداخله ذلك الفتى القادم من ماديرا الذي وصفه جوزيه مورينيو ذات مرة بأنه من طبقة اجتماعية متدنية، والذي حرص على تجميل أسنانه وإعادة صياغة شكل جسده ولم يتوقف يوماً عن الجري، وتحول بمرور الأيام إلى الوجه المميز للعصر الذهبي لكرة القدم البرتغالية. وتبدو قصته مصدر إلهام لأي شخص يرى العالم مبهماً أو مغلقاً في وجهه، ويرغب في أن يؤمن بموهبته وقدرته على خلق أحلامه بيده وتحويلها إلى واقع.
أما الفترة الوسطى في مسيرة أهداف رونالدو الدولية، الأهداف 30 - 70، فتعكس فترة الذروة في مسيرته وتألقه كمهاجم ورأس حربة من الطراز الأول. وعبر هذه الأهداف، أثبت رونالدو قدرته على إنجاز أمور مذهلة. عبر هذه الأهداف، تبدو الفجوة هائلة بين رونالدو وأقرانه لدرجة تدفعك بعض الأحيان إلى التساؤل عما يفعله، ومن أين يستقي كل هذه العزيمة والحافز.
والآن، هل سيتمكن أي لاعب آخر من تحقيق ما أنجزه رونالدو مرة أخرى؟ حسناً، ينبغي الانتباه هنا إلى أن 45 هدفاً من الـ101 الدولية التي سجلها رونالدو جاءت في مواجهة خصوم صغار من المنظور الكروي، من جزر فارو إلى بنما إلى أندورا، وإن كان ذلك لا يعني مطلقاً التقليل من قيمة ما حققه رونالدو. والسؤال هنا: هل من الممكن أن يخوض لاعب من دولة كبرى هذا الكم من المباريات أمام فرق صغيرة؟ في الحقيقة تشير التغييرات التي يجري إدخالها على جداول المنافسات الرياضية والضغوط على كاهل الأندية إلى الاتجاه المعاكس مع اقتراب رونالدو من القمة. الملاحظ أن الأهداف الأخيرة التي سجلها رونالدو، بدءا من الـ70 أو الـ80، جاءت في معظمها إما من تمريرة أو ركلة جزاء أو كرة ثابتة.
وكان من اللافت أن هدفه الـ100 جاء من ركلة حرة، وأعقبه آخر من كرة رائعة سددها رونالدو في أقصى زاوية المرمى، ليذكرنا بأسلوبه الأساسي المدهش وقدرته المذهلة على التحكم في جسده وقدمه والجاذبية من حوله. واليوم، عند النظر إلى مسيرة أهداف رونالدو المتنوعة والثرية، يخالج المرء شعور أنه لاعب انهمك في بناء إرث خالد لنفسه. بالنسبة لرونالدو، فإنه ربما يوشك اليوم على بلوغ آخر علامة كبرى في مسيرته. علامة، بالنظر إلى مختلف الاعتبارات، ربما لا يبلغها لاعب بعده.


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية انتر ميلان سحق فيرونا بخماسية (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

حقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً 5 - صفر على مضيفه هيلاس فيرونا السبت ليعتلي صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.