الأمم المتحدة تتهم أنقرة بنقل مواطنين سوريين إلى تركيا لمحاكمتهم

عناصر من «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا بالقرب من إدلب (أ.ف.ب)
عناصر من «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا بالقرب من إدلب (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تتهم أنقرة بنقل مواطنين سوريين إلى تركيا لمحاكمتهم

عناصر من «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا بالقرب من إدلب (أ.ف.ب)
عناصر من «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا بالقرب من إدلب (أ.ف.ب)

نُقل العشرات من المواطنين السوريين إلى تركيا لمحاكمتهم منذ التدخل التركي في سوريا العام الماضي، وفقاً لأقارب المُبعدين وتقرير للأمم المتحدة، نُشر أمس الثلاثاء، يتضمن تفاصيل انتهاكات مزعومة في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا.
وقال أقارب المعتقلين ومنظمة إغاثة تدافع عنهم إن معظم المبعدين اعتقلوا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على أيدي مقاتلين سوريين قادوا هجوماً تركياً على جماعة كردية تعدّها أنقرة منظمة إرهابية («وحدات حماية الشعب» الكردية وهي المكون الرئيسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»)، وفق ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وسُلم المعتقلون إلى السلطات التركية، ويحاكمون أمام المحاكم التركية بتهمتي الانتماء لجماعات إرهابية مسلحة والإضرار بوحدة وسلامة أراضي تركيا، بحسب المنظمة التي تدافع عن المعتقلين، وحُكم على عدد منهم بالسجن المؤبد بعد محاكمات نُشرت في وسائل الإعلام التركية.
وبعد سلسلة من التدخلات العسكرية، تسيطر تركيا على نحو 5 في المائة من الأراضي السورية. وقال تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا إن عمليات نقل المعتقلين «قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني للأشخاص المحميين».
ورفض مسؤول تركي كبير مزاعم تقرير الأمم المتحدة. وقال: «جميع تصرفات تركيا بخصوص الوضع في سوريا وما يتعلق به تتوافق مع القانون الدولي».
وحسب أقارب المعتقلين ومنظمة الإغاثة، فإن غالبية السوريين الذين تم نقلهم إلى تركيا هم من المدنيين وأعضاء ذوو رتب منخفضة في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، والتي تعدّها السلطات التركية «منظمة إرهابية» رغم تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» مع الولايات المتحدة في الحرب على «داعش».
بدوره، قال والد أحد المعتقلين في إفادة مصورة نشرتها «اللجنة الكردية لحقوق الإنسان» في سوريا، التي تنسق بين أقارب المعتقلين ومحامين في تركيا، «إنهم لم يقاتلوا ولم يحملوا السلاح... لقد انضموا إلى (الإدارة الذاتية) لوضع الطعام على المائدة».
وتضاف عمليات الترحيل المثيرة للجدل إلى سلسلة الانتهاكات المزعومة التي سجلتها الأمم المتحدة، بما في ذلك النهب ومصادرة الممتلكات والاعتقال التعسفي والتعذيب، التي ترتكبها فصائل من المقاتلين السوريين المسجلين في «الجيش السوري الحر»، الذي تدربه وتموله تركيا.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن «عمليات النقل هذه تقدم مؤشراً إضافياً على التعاون والعمليات المشتركة بين تركيا و(الجيش السوري الحر) بغرض الاحتجاز وجمع المعلومات الاستخبارية». ووثقت لجنة الأمم المتحدة أيضاً وجود مسؤولين يتحدثون التركية ويرتدون زياً عسكرياً أثناء الاستجوابات التي استخدم فيها أفراد من «الجيش السوري الحر» التعذيب والتهديد بالاغتصاب.
وحتى في حالة عدم مشاركة تركيا بشكل مباشر، فتقول الأمم المتحدة إن قانون الاحتلال يُلزم أنقرة بضمان السلامة العامة في المناطق التي سيطرت عليها بشكل فعال من خلال التدخلات العسكرية المتكررة في الصراع متعدد الجوانب في سوريا.
ووفقاً لـ«اللجنة الكردية لحقوق الإنسان»، تم نقل ما مجموعه 182 شخصاً إلى تركيا منذ التدخل العسكري في شمال سوريا. وتؤكد اللجنة أن أقلية صغيرة منهم فقط كانوا مقاتلين في «قوات سوريا الديمقراطية».


مقالات ذات صلة

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يتحدث أمام مجلس الأمن (أ.ب) play-circle

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الجمعة، مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط» على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

تحدَّث وزير يمني عن تحركات أممية «محمومة» لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، في وقت «تلوح في الأفق لحظة سقوط الجماعة طال انتظارها».

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا (لقطة من فيديو)

أميركا: السلطات السورية مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب

قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا، اليوم الجمعة، إن السلطات الجديدة في سوريا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الاعتداء على دول الجوار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون خلال جلسة لمجلس الأمن يوم 25 أبريل 2025 (لقطة من فيديو)

المبعوث الأممي لسوريا: الوضع في منطقة الساحل السوري يمثل تحدياً

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم الجمعة، من أن الوضع في منطقة الساحل السوري ما زال يمثل تحدياً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير جان نويل بارو في الرياض الجمعة («الخارجية» السعودية)

السعودية وفرنسا تناقشان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الجهود المبذولة لـ«مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يمارس ضغوطاً على زيلينسكي لتوقيع اتفاقية المعادن

TT

ترمب يمارس ضغوطاً على زيلينسكي لتوقيع اتفاقية المعادن

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير 2025 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير 2025 (أ.ب)

يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً متزايدة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتوقيع اتفاق بشأن المواد الخام.

وكتب ترمب على منصته الاجتماعية «تروث سوشيال» وهو في طريقه لحضور جنازة البابا فرنسيس في روما: «لم توقع أوكرانيا، برئاسة فولوديمير زيلينسكي، على الوثائق النهائية بشأن الاتفاق المهم جداً بخصوص المعادن النادرة مع الولايات المتحدة».

وأضاف: «إنه متأخر عن موعده بثلاثة أسابيع على الأقل».

وقد وقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن هذا الاتفاق الأسبوع الماضي. وجاء في المذكرة أنه من المقرر الانتهاء من صياغة نص الاتفاق النهائي بحلول غد السبت.

وليس من المؤكد ما إذا كان سيتم التوقيع غداً، ومن غير المعروف ما هو وضع الاتفاق في الوقت الحالي، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

ويهدف اتفاق المواد الخام إلى منح الولايات المتحدة حرية الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا، وبالأخص المعادن النادرة، التي تعد بالغة الأهمية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة.

وبالنسبة لأوكرانيا، يمثل هذا الاتفاق محاولة لضمان استمرار الولايات المتحدة كحليف يوفر لها الحماية على المدى الطويل، وهو ما لم توافق عليه إدارة ترمب.