حل لغز الحاسة السادسة المغناطيسية عند الحيوانات

حل لغز الحاسة السادسة المغناطيسية عند الحيوانات
TT

حل لغز الحاسة السادسة المغناطيسية عند الحيوانات

حل لغز الحاسة السادسة المغناطيسية عند الحيوانات

تستطيع السلاحف البحرية والطيور والأسماك، العودة إلى موطنها الأصلي بعد تحركها لمسافات طويلة بعيداً عنه، وهو ما يرجع لامتلاكها ما يعرف بـ«الحاسة السادسة المغناطيسية»، المضبوطة على المجال المغناطيسي للأرض.
وكانت هوية المستشعر المغناطيسي في الحيوانات غامضة، رغم أن استخدام المجال المغناطيسي الأرضي للتوجيه والملاحة قد تم تحديده جيداً على مدى العقود الخمسة الماضية، غير أن دراسة دولية نشرت في العدد الأخير من دورية «فيلسوفيكال ترانسكشن أوف رويال سوسيتي»، تمكنت من اكتشاف سر هذه القدرة.
وتوصلت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة وسط فلوريدا بأميركا، إلى أن السر قد يكمن في علاقة تكافلية بين هذه الحيوانات والبكتيريا الممغنطة (MTB)، والتي تعمل كآلية أساسية وراء الحاسة المغناطيسية في الحيوانات.
والبكتيريا الممغنطة هي مجموعة متعددة من البكتيريا التي تتأثر حركتها بالمجالات المغناطيسية، بما في ذلك الأرض، واكتشفت لأول مرة في عام 1963. وتحتوي على بلورات مغناطيسية تساعدها في الوصول إلى مناطق تركيز الأكسجين بشكل أمثل.
وقدم الفريق البحثي خلال الدراسة أدلة تشير إلى وجود الحمض النووي لهذه البكتريا في عينات من الحيوانات، بما جعلهم يرجحون أنها قد تكون السبب في منحها هذه القدرة.
ويقول روبرت فيتاك، الأستاذ المساعد في قسم البيولوجيا والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة وسط فلوريدا: «على سبيل المثال، ظهرت بكتيريا (كانديدتس ماجنيتوباكتريم بافاريكوم) في طيور البطريق والسلاحف البحرية ضخمة الرأس، في حين ظهرت أنواع (ماجنيتوسبيريلوم) و(ماجنيتوكوكوس) في أنواع الثدييات من الخفافيش البنية وحيتان الأطلسي».
ويضيف: «لا زلنا إلى الآن لا نعرف أين تعيش البكتيريا المغناطيسية في الحيوان، ولكن قد تكون مرتبطة بالأنسجة العصبية، مثل العين أو الدماغ».
وعن قيمة هذا العمل، يوضح فيتاك أن «تعلم كيفية تفاعل الكائنات الحية مع المجالات المغناطيسية يمكن أن يحسن فهم البشر لكيفية استخدام الحقول المغناطيسية للأرض لأغراض الملاحة الخاصة بهم، ويمكن أن يساعد البحث في تفاعل الحيوانات مع المجالات المغناطيسية أيضاً في تطوير العلاجات التي تستخدم المغناطيسية لتوصيل الأدوية».
وقبل ثلاث سنوات أظهر الباحثون من «المعهد الوطني للتصوير الطبي الحيوي والهندسة الحيوية بأميركا»، أن البكتيريا الممغنطة يمكن استخدامها كأداة فعالة في توصيل الأدوية المحاربة للأورام، ونشروا بحثا حول هذه الآلية في أغسطس (آب) من عام 2016 بدورية نيتشر.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.