نيمار: تصرّفت بحماقة لكن تعرضت لإساءة عنصرية

أقر النجم البرازيلي نيمار بأنه «تصرف كالأحمق» بنيله بطاقة حمراء في الثواني الأخيرة من «كلاسيكو» الدوري الفرنسي الذي خسره فريقه باريس سان جيرمان على أرضه الأحد أمام غريمه مرسيليا (صفر - 1)، لكنه شدد على ضرورة وضع حد للعنصرية في ملاعب كرة القدم.
ودعا البرازيلي مسؤولي كرة القدم إلى بذل جهد أكبر في مكافحة العنصرية بعد اتهامه المدافع الإسباني ألفارو غونزاليز بنعته بالقرد، وهو ما نفاه الأخير.
وشهد الكلاسيكو توتراً كبيراً بين لاعبي الفريقين أرغم الحكم على إشهار البطاقة الصفراء خمس مرات في الشوط الأول، وتسع في الثاني.
وزادت حدة التوتر في الدقيقة السادسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع باشتباكات ثنائية بين الأرجنتينيين لياندرو باريديس (سان جيرمان) وداريو بينيديتو من جهة، وجوردان أمافي (مرسيليا) ولايفين كورزاوا فطردهم الحكم، الأولان بالبطاقة الصفراء الثانية، قبل أن يطرد نيمار لضربه ألفارو غونزاليز بدون كرة لحظة الاشتباك.
وبحسب مشاهد بثتها شبكة «تيليفوت»، اشتكى نيمار بعد نصف ساعة على بداية المباراة إلى الجهاز التحكيمي، مكرراً في عدة مناسبات «العنصرية، لا!»، في إشارة إلى مدافع مرسيليا المكلّف بمراقبته.
قال نيمار للحكم الرابع وهو يترك ملعب بارك دي برانس مطروداً: «انظروا إلى العنصري! لهذا ضربته».
غرّد نجم برشلونة الإسباني السابق وأغلى لاعب في العالم بعد ساعة من نهاية المباراة: «أسفي الوحيد عدم ضرب هذا الأحمق على وجهه لقد وصفني بالقرد وسبني بألفاظ نابية، وفي النهاية أنا من أعاقب!».
وساند سان جيرمان أغلى لاعب في العالم، معرباً عن «دعمه بقوة»، لكن نيمار أقر أمس بأنه سيقبل العقوبة التي من المتوقع أن تكشفها لجنة الانضباط في رابطة الدوري اليوم.
وقال لاعب برشلونة الإسباني السابق في منشور مطول على «إنستغرام»: «تمردت. عوقبت بالبطاقة الحمراء لأني أردت ضرب شخص أساء إلي. اعتقدت أنه ليس بإمكاني المغادرة دون القيام بشيء لأني أدركت أن المسؤولين لن يفعلوا أي شيء، لم يلاحظوا (الإهانة العنصرية) أو تجاهلوا الحقيقة».
وتابع نيمار: «في رياضتنا، الإهانات، الشتائم جزء من اللعبة، من النزاع. لا يمكنك أن تكون رقيقاً. أتفهم هذا الرجل (ألفارو غونزاليز) جزئياً، كل شيء جزء من اللعبة، لكن العنصرية والتعصب غير مقبولين».
وتساءل: «هل كان يتوجب علي أن أتجاهل ذلك (الإهانة)؟ لا أعرف... اليوم، وبهدوء، أقول نعم، لكن خلال المجريات وما حصل في اللقاء، طالبت ورفاقي من الحكام المساعدة وتم تجاهلنا. أقبل عقابي لأنه كان يتوجب علي أن أتبع طريق كرة القدم النظيفة. آمل من ناحية أخرى أن يعاقب الجاني أيضاً».
وقال: «العنصرية موجودة، وعلينا أن نوقفها. لا مزيد (من العنصرية). كفى!».
وأضاف: «كان الرجل أحمق (ألفارو غونزاليز). لقد تصرفت أيضاً مثل الأحمق لأني سمحت له بأن يورطني في ذلك».
وخسر سان جيرمان، حامل اللقب ووصيف بطل أوروبا، مباراتيه حتى الآن وله ثالثة مؤجلة يخوضها اليوم على أرضه ضد متز بعد عودته المتأخرة من المسابقة الأوروبية (وصل إلى نهائي دوري الأبطال وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني)، فيما حقق مرسيليا فوزين من مباراتين.
ولم يبق مرسيليا مكتوف الأيدي بل دافع عن غونزاليز الذي نفى بعد المباراة أنه وجه إهانات عنصرية لنيمار، ناشراً رسالة على موقع «تويتر» قال فيها: «لا مكان للعنصرية. مسيرة نظيفة مع الكثير من الزملاء يومياً. يجب تقبل الخسارة أحياناً والإقرار بها في الملعب، ثلاث نقاط رائعة. شكرا للعائلة».
وأرفق لاعب إسبانيول وفياريال السابق الذي يخوض موسمه الثاني مع مرسيليا، رسالته بصورة له أمام طائرة مع تسعة من زملائه، من بينهم قائد مرسيليا وحارسه ستيف مانداندا، ديميتري بايه، وجوردان أمافي وبونا سار، واللاعبون التسعة من أصول ليست بأوروبية.
وشدد مرسيليا في بيان على أن «ألفارو غونزاليز ليس عنصرياً. لقد أظهر لنا ذلك من خلال سلوكه اليومي منذ انضمامه إلى النادي، وشهد زملاؤه على ذلك».
ويمكن للجنة الانضباط في رابطة الدوري التي ستقرر العقوبات، التحقيق في مزاعم نيمار ضد غونزاليز الذي ادعى مرسيليا أنه كان ضحية بدوره بعد أن بصق عليه جناح سان جيرمان الأرجنتيني أنخل دي ماريا. وتعهد مرسيليا بالتعاون الكامل مع أي تحقيق، وقال إن النادي سيبقى منفتحا أمام أي تساؤل من لجنة الانضباط.
وأي سلوك عنصري قد يؤدي إلى عقوبة الإيقاف لعشر مباريات كحد أقصى، فيما يمكن أن يؤدي البصق الموجه إلى لاعب آخر إلى الإيقاف لست مباريات. ويواجه كورزاوا احتمال إيقافه حتى سبع مباريات بسبب سلوكه العنيف بعد لكمه أمافي.