أزمة قانونية كادت تمنع نتنياهو من التوقيع

TT

أزمة قانونية كادت تمنع نتنياهو من التوقيع

من وراء الكواليس، دار صراع طوال ساعات، أمس الثلاثاء، حول مسألة قانونية، كادت تمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من التوقيع على معاهدة السلام مع الإمارات واتفاقية مبادئ السلام مع البحرين، وتم حلها فقط في اللحظات الأخيرة.
فقد تبين أن نتنياهو لا يتمتع بصلاحية التوقيع على اتفاق سلام دولي، مع وزير خارجية دولة أخرى، وأن توقيعا كهذا هو فقط من صلاحية وزير الخارجية. وأصدر المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، ورقة موقف أوضح فيها هذه المسألة، وأرسلها على عجل إلى نتنياهو وهو في فندقه في واشنطن. فهرع نتنياهو يبحث الموضوع مع خبراء في القانون، فأبلغوه أن موقف مندلبليت صحيح وقانوني، وأن أمامه واحدا من ثلاثة حلول، لتجاوز المشكلة. فإما أن يؤجل التوقيع، حتى يحضر وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ويوقع بنفسه، أو أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية وتتخذ قرارا يكلف نتنياهو بالتوقيع، وإما أن يرسل أشكنازي رسالة يتنازل فيها عن حقه في التوقيع ويكلف نتنياهو بالتوقيع عنه.
واتصل نتنياهو مع شريكه وبديله في رئاسة الحكومة، بيني غانتس، يرجوه التدخل لتسوية هذه المشكلة، علما بأن العلاقات بين نتنياهو وأشكنازي سيئة للغاية، وازدادت سوءا عندما قرر نتنياهو أن يسافر وحده إلى واشنطن ولا يشرك أي وزير أو نائب في الكنيست معه. وازدادت سوءا أيضا، عندما تبين أن كلا من الإمارات والبحرين سترسلان وزيري الخارجية للتوقيع. وأصر نتنياهو أن يسافر وحده حتى في هذه الحالة. لذلك، خشي نتنياهو من الحديث مع أشكنازي ولجأ إلى غانتس.
ووعد غانتس بذلك، مفضلا الحل الأبسط، وهو أن يرسل أشكنازي كتاب تكليف. ولكن أشكنازي لم يسارع إلى ذلك وطلب أولا أن يعرف عما يدور الأمر، فالمعاهدة السلمية بين إسرائيل والإمارات سرية ونتنياهو امتنع عن إطلاع أي وزير من وزرائه عليها، باستثناء غانتس. لذا، طلب أشكنازي أن يقرأها أولا. فأرسلها إليه نتنياهو. وقرأها أشكنازي على مهل، فيما كانت أعصاب نتنياهو تتمزق من بعيد. ثم فاجأه أشكنازي بطلب تعديل المعاهدة مع الإمارات، وإدخال بند جديد يؤكد أن هذه المعاهدة تصبح سارية المفعول بعد إقرارها في الحكومتين. وقال إنه من غير المعقول أن يتحمل هو ونتنياهو، وحدهما، شروط هذه المعاهدة، وينبغي أن تتحمل الحكومة بكامل وزرائها المسؤولية. وقد وافق نتنياهو على ذلك وراح مساعدوه يجرون اتصالات اللحظة الأخيرة مع مندوبيْ الإمارات والإدارة الأميركية، لأخذ موافقتهما على تعديل النص النهائي المقرر. وهنا فقط وقع أشكنازي على الوثيقة القانونية التي تتيح لنتنياهو التوقيع باسمه على المعاهدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.