إعلاميون لبنانيون أمام القضاء في دعوى أقامها بري

TT

إعلاميون لبنانيون أمام القضاء في دعوى أقامها بري

نفذ محتجون، أمس، اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت تزامناً مع الاستماع إلى الإعلاميين ديما صادق ورياض طوق والناشط فاروق يعقوب في دعوى مقامة من محامي رئيس مجلس النواب نبيه بري في حقهم بتهم الإساءة الشخصية والسياسية والقدح والذم وإثارة النعرات الطائفية.
ومثل المدعى عليهم أمام النيابة العامة التمييزية في الدعوى المقامة ضدهم وضد قناة «إم تي في» من قبل بري في جرم إثارة النعرات الطائفية والقدح والذم والتحقير ونشر الأخبار الكاذبة، على خلفية حلقة ضمن برنامج «باسم الشعب» بثتها المحطة بتاريخ 19 أغسطس (آب) الماضي؛ حيث تحدث الضيوف عن قمع للحريات وعن شرطة المجلس النيابي «التي عمدت إلى إطلاق الرصاص المطاطي ومقذوفات الخردق على المتظاهرين احتجاجاً على انفجار مرفأ بيروت» ووصفوا عناصر الشرطة بـ«البلطجية».
ورفعت في الاعتصام الأعلام اللبنانية ولافتات تطالب بمحاسبة مطلقي الرصاص الحي على المتظاهرين على طريق القصر الجمهوري وأمام مجلس النواب، وبتحقيق بإشراف منظمات دولية.
وبعد الاستماع إلى أقوالهم، ألقى كل من صادق وطوق ويعقوب أمام المعتصمين، كلمات أكدوا فيها نفيهم «كل الاتهامات المساقة في حقهم جملة وتفصيلاً»، مستغربين إقامة هذه الدعوى في حقهم و«التي لا تمت للحقيقة بصلة».
وقال طوق: «طالبنا باستدعاء من أطلق النار على المتظاهرين، والمطلوب الاستماع إلى بري، ووزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن، والحالي محمد فهمي، اللذين أكدا أن حرس المجلس هو من أطلق النار». وأكد أن «المعركة أوسع من معركة حريات فقط. هذا لن يرهبنا ولن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. نحن في منتصف هذه المعركة، وسنحوّلها من قضائية إلى التعويض على من أُطلق النار عليهم»، داعيا القضاء اللبناني إلى «محاسبة من تعرّض بأذى مباشر للمدنيين المتظاهرين الذين كانوا يعبّرون فقط عن آرائهم». وشدد: «العدالة ليست استنسابية، ويمكن اللجوء إلى التحقيق الدولي، وهناك منظمات إنسانية في لبنان والخارج تغطي ما يحصل، ولن يمر إطلاق النار على المدنيين مرور الكرام».
من جهتها، قالت صادق: «اليوم بدلاً من أن يتم استدعاء من تم توثيقهم بالصوت والصورة وهم يعتدون على المتظاهرين بعد فاجعة انفجار المرفأ، يتم استدعاؤنا نحن لأننا تطرقنا إلى الموضوع، ونحن طالبنا بالاستماع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري واستدعائه على الأقل كشاهد للاستماع إلى إفادته ومعرفة إن كان هو الذي أعطى الأوامر أم لا. كما طلبنا استدعاء الأجهزة الأمنية كافة للكشف عمّن يعطي الأوامر لحرس المجلس للقيام بمجازر في حق المواطنين».
بدوره، عبر يعقوب عن أسفه «تجاه الذي يحصل اليوم»، وقال: «من المؤسف أن من يطالب بكشف ما حصل هو الذي يستدعى اليوم للمحاكمة»، وأضاف: «ليس من العيب تحمّل المسؤولية، فالعدالة أهم وأكبر من فكرة التسلط».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.