كشفت دراسة جديدة أن الكواكب الخارجية، أو الكواكب خارج نظامنا الشمسي، التي تحتوي على كمية من الكربون أكثر من تلك الموجودة على الأرض قد تكون مصنوعة من الماس، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وأظهرت البيانات التي قدمتها بعثة «تي إي إس إس» لصيد الكواكب التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وتلسكوب «هابل» الفضائي ومهمة «كبلر» المتقاعدة، أن مجرتنا مليئة بالكواكب الخارجية التي تختلف تماماً عن الكواكب الموجودة في نظامنا الشمسي.
كما تشير ملصقات مراكز السفر خارج المجموعة الشمسية التابعة لوكالة «ناسا» والتي أنشأها فنانون يتعاونون مع علماء الكواكب، إلى إن هذه الكواكب الخارجية الغريبة والرائعة مليئة بأشياء يصعب تخيلها، بعضها حار جداً لدرجة أنها تستضيف محيطات من الحمم البركانية ذات سماء متألقة من السيليكات، بينما يدور البعض الآخر حول شمسين مثل كواكب «حرب النجوم»، والبعض الآخر عبارة عن كواكب من دون نجم مضيف.
وتتكون الكواكب من قرص من الغاز والغبار حول نجم يسمى القرص النجمي. تم استخدام هذه المادة في الأصل لتشكيل النجم، وتشكِّل بقاياها كواكب تدور بعد ذلك حول النجم. هذا يعني أن العناصر الموجودة في الكواكب فريدة بالنسبة لنجومها.
وتحتوي الشمس على نسبة منخفضة من الكربون إلى الأكسجين، لذلك تحتوي الأرض على السيليكات والأكاسيد، أو الأكسجين ومركبات السيليكا المرتبطة بعناصر أخرى، ونحو 0.001% فقط من الماس.
لكنّ الكواكب الخارجية الموجودة حول النجوم التي تحتوي على نسبة عالية من الكربون إلى الأكسجين. يمكن أن يتكون بعض هذه الكواكب الخارجية التي تحتوي على المزيد من الكربون في الواقع من الماس والسيليكا في حالة وجود الماء. والسيليكا مركب طبيعي في قشرة الأرض وصخورها ورملها وطينها.
وقال هاريسون ألين-سوتر، مؤلف الدراسة الرئيسي من كلية استكشاف الأرض والفضاء بجامعة ولاية أريزونا الأميركية، في بيان: «هذه الكواكب الخارجية لا تشبه أي شيء في نظامنا الشمسي».
• تحويل الكربون إلى ألماس
اختبر فريق البحث، بما في ذلك علماء من جامعة شيكاغو، فرضيتهم من خلال محاكاة كيف يمكن للأجزاء الداخلية للكواكب الخارجية الغنية بالكربون أن تخلق الماس من خلال مستويات عالية من الحرارة والضغط.
تم استخدام خلايا سندان الماس عالية الضغط في دراسة مختبر العالم دان شيم المشارك في دراسة مواد الأرض والكواكب في جامعة ولاية أريزونا.
وخلية سندان الماس عبارة عن جهاز عالي الضغط يستخدم في الجيولوجيا لإخضاع كمية صغيرة من المواد لضغط شديد.
ووضع العلماء كربيد السيليكون، الذي يحتوي على السيليكون والكربون، في الماء. ويمكن العثور على كربيد السيليكون في المويسانتي المعدني النادر.
وتم وضع هذه العينة بين الماس عند ضغط مرتفع.
واستُخدم الليزر في مختبر «أرغون» الوطني في إلينوي لتسخين العينات. وأخذ الباحثون قياسات بالأشعة السينية لتسخين الليزر لتحديد التفاعل بين كربيد السيليكون والماء.
وأدت الحرارة والضغط إلى تفاعل كربيد السيليكون مع الماء، مما أدى إلى تكوين الماس والسيليكا.
وعلى الرغم من عدم وجود شيء مثل ذلك في نظامنا الشمسي، افترض العلماء في دراسة أُجريت عام 2017 أن ظروف الضغط المرتفع على أورانوس ونبتون يمكن أن تضغط على الهيدروجين والكربون معاً، مما يؤدي إلى هطول أمطار الماس.
ويتمثل جزء كبير من الهدف حول العثور على الكواكب الخارجية بالبحث عن دليل على وجود حياة على كوكب آخر. لكن من غير المرجح أن تدعم الكواكب الغنية بالكربون الحياة، وفقاً للباحثين.