محامو نتنياهو يطالبون بتأجيل محاكمته

شككوا في إجراءات التحقيق وإعداد لوائح الاتهام

نتنياهو يواجه ثلاث قضايا أمام القضاء الإسرائيلي
نتنياهو يواجه ثلاث قضايا أمام القضاء الإسرائيلي
TT

محامو نتنياهو يطالبون بتأجيل محاكمته

نتنياهو يواجه ثلاث قضايا أمام القضاء الإسرائيلي
نتنياهو يواجه ثلاث قضايا أمام القضاء الإسرائيلي

في إطار خطة محبوكة جيداً ترمي إلى تأجيل المحاكمة، تقدم محامو الدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشركائه في قضايا الرشى بمذكرة إلى المحكمة المركزية في القدس يشككون فيها بالإجراءات القانونية التي شابت عمليتي التحقيق وإعداد لوائح الاتهام.
ومقابل اتهام نتنياهو بالفساد، لمح المحامون للمحكمة بأن فساداً كان مميزاً لتصرفات عدد من كبار المسؤولين في الشرطة والنيابة ومكتب المستشار القضائي للحكومة.
وطلب المحامون من المحكمة إلزام النيابة وطاقم التحقيق في الشرطة بتحرير وثائق جديدة من التحقيق وإعادة النظر في التحقيقات في عدد من الملفات والقضايا التي يبدو فيها «خلل قانوني».
وأكدوا أن «تحقيق العدالة لرئيس الوزراء وبقية المتهمين، تتطلب التجاوب معهم والامتناع عن استئناف جلسات المحكمة قبل توفير الوثائق وإجراء الإصلاحات».
ومعروف أن نتنياهو يحاكم بثلاث تهم، هي: تلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة. وبموجب لائحة الاتهام، هناك ثلاث قضايا يحاكم فيها:
الأولى «قضية 1000» وتتعلق بالغش وخيانة الأمانة؛ إذ يُتهم بتلقي هدايا، خصوصاً السيجار الفاخر له وزجاجات شمبانيا فاخرة، وحلي وجواهر لزوجته، مقابل منح خدمات ومنافع لعدد من الأثرياء ورجال الأعمال، وبينهم المنتج السينمائي أرنون ميلتشين والملياردير جيمس باكر.
وقد وصفت النيابة هذا الدعم بـ«خط إمداد متواصل، شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة» لتصل قيمة الهدايا نحو مليون شيقل (330 ألف دولار).
والثانية هي «قضية 2000»، وتتعلق أيضاً بالغش وخيانة الأمانة، حيث يُتهم بعرض مساعدة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، لتحسين توزيعها مقابل وعود من صاحب الصحيفة، أرنون موزيس، بتغطية صحافية إيجابية لصالحه.
والثالثة هي «قضية 4000» المتعلقة بالرشوة والغش وخيانة الأمانة. وكان نتنياهو يشغل رئاسة الوزراء وحقيبة الاتصالات وقت حدوث المخالفات المزعومة، حيث يُتهم بتشجيع اتخاذ قرارات حكومية في صالح كبير حاملي أسهم شركة «بيزيك» للاتصالات، شاؤول ألوفيتش، مقابل تغطية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري الذي يملكه ألوفيتش.
وقد وجهت الاتهامات إلى نتنياهو وألوفتش وزوجته وصاحب «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس. وحسب بنود الاتهام، فإن المحكمة تستطيع أن تفرض حكماً بالسجن الفعلي بين 3 وحتى 11 سنة على المتهمين.
وبينما ينفي جميع المتهمين التهم، يعتبرها نتنياهو باطلة، ويقول إن خصومه السياسيين يقفون وراءها وتعهد «بتطهير سمعته». إلا أن نتنياهو ومنذ الجلسة الأولى في مايو (أيار) الماضي، وهو يحاول تأجيل الجلسات.
وحسب مصادر مقربة منه، فإنه سيتوجه لانتخابات. ووفق مخططه، سينتصر في الانتخابات ويعود رئيساً لحكومة يمين صرفة تسانده بسن قانون يمنع محاكمة رئيس وزراء خلال أدائه مهامه.
ويستند محامو نتنياهو، في طلباتهم من المحكمة، إلى كشف وثائق جديدة تبين أن نتان إيشل، الذي يعتبر أكثر المستشارين المقربين منه، وكان مشتبهاً بارتكاب مخالفة رشوة وعرقلة إجراءات التحقيق، تعرض لعملية تنصت غير قانونية. وهذا يعني أن كل ما تم أخذه منه من معلومات باطل. كما يستندون إلى تسريبات من ملفات التحقيق تقول، إن الشرطة والنيابة تعاملتا مع موضوع نتنياهو مثلما يتم التعامل وسط المافيا. فعلى الرغم من خلافاتهما الشديدة ووجود خلل في كل منهما، قام كل منهما بالتستر على الآخر وأخفوا معلومات كثيرة في القضية حتى لا تفيد نتنياهو في إثبات براءته.
وقال مصدر في النيابة، إن توجه المحامين إلى المحكمة ما هو إلا محاولة مكشوفة لتأجيل المحكمة. وهي تتم بطرق ساذجة لن تنطلي على المحكمة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.