استهدافات مباشرة من فصائل جديدة للوجود التركي شمال سوريا

مقتل أحد موظفي الهلال الأحمر قرب حلب... و«درون» تضرب سيارة لفصيل متطرف بإدلب

TT

استهدافات مباشرة من فصائل جديدة للوجود التركي شمال سوريا

قتل أمس أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر التركي وأصيب آخر في هجوم استهدف سيارة تابعة لها على طريق الراعي - الباب في شمال سوريا أمس (الاثنين) في إشارة جديدة على ظهور مجموعات رافضة للوجود التركي، في وقت استهدفت «درون» سيارة يعتقد أنها تابعة لتنظيم متطرف في إدلب.
وقالت الجمعية، في بيان، إن مجهولين فتحوا النار على سيارة تابعة للهلال الأحمر التركي على طريق الراعي - الباب، من سيارة لا تحمل لوحات كانوا يستقلونها أثناء الهجوم وإنهم كانوا يرتدون أقنعة تغطي وجوههم وملابس مموهة، وإن الهجوم وقع رغم وجود كتابات وشعار المنظمة على سيارتهم، مضيفة أن الهجوم المسلح تسبب في مقتل أحد الموظفين وإصابة آخر، في حين نجا شخص ثالث من الهجوم دون إصابات.
وأدان كرم كنك، رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي الهجوم الذي وصفه بـ«الدنيء»، على أفراد الهلال الأحمر الذين يجب أن يحميهم القانون الدولي والذين يتمتعون بحصانة بموجب القانون الدولي الإنساني، مؤكدا أنه رغم هذا الهجوم ستواصل الجمعية أنشطتها الإنسانية في المنطقة، كما ندد فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي بالهجوم.
وتعهدت وزارة الدفاع التركية، في بيان، بمحاسبة المتورطين في الهجوم، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ جميع الإجراءات على الأرض وفي الجو، للقبض على «الإرهابيين» الذين هاجموا منظمة إغاثة تتمتع بحصانة بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنهم سيدفعون ثمن إجرامهم.
وجاء هجوم الأمس ليعكس تحولا نوعيا في الهجمات التي تتعرض لها الأهداف التركية في شمال سوريا والتي تزايدت في الفترة الأخيرة في شكل استهدافات مباشرة سواء لنقاط المراقبة العسكرية التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا أو الهجمات على حواجز للقوات التركية والفصائل الموالية لها في منطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا.
ومن قبل كانت الهجمات تتركز على القوات الروسية حتى في الدوريات المشتركة مع القوات التركية على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) التي بدأ تسييرها في 15 مارس (آذار) الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين الجانبين في موسكو في الخامس من الشهر ذاته، لكن هذه الهجمات بدأت تستهدف القوات التركية أيضا.
وتعرضت القوات التركية والروسية منذ يوليو (تموز) الماضي لهجمات عدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تبنتها مجموعتا «كتائب خطاب الشيشاني» و«سرية أنصار أبي بكر الصديق» اللتان لم تكونا معروفتين من قبل واللتان لم يظهر حتى الآن الجهة التي تقف وراءهما.
وتبنت «كتائب خطاب الشيشاني» استهداف الدوريات التركية - الروسية 3 مرات، الأولى في 14 يوليو، حيث استهدفت سيارة مفخخة دورية مشتركة تركية - روسية ما أدى إلى إصابة 3 جنود روس، وكان هذا هو الظهور الأول لها. وتبنت «الكتائب» في 17 أغسطس (آب) دورية ثانية بقذيفة «آر بي جي» أصيب فيها جنود أتراك وروس. وتعهدت باستمرار عملياتها ضد الدوريات.
وتبنت سرية «أنصار أبي بكر الصديق» في 27 أغسطس تفجير دراجة نارية مفخخة بالقرب من النقطة العسكرية التركية في مرج الزهور بريف جسر الشغور.
وتمكنت عناصر الحاجز من تفجيرها قبل الوصول إلى القاعدة التركية وإصابة أحد عناصر الحراسة، وعقب ذلك، قامت القوات التركية بتمشيط المنطقة بعد الهجوم وإطلاق الرصاص، ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة طفل في القربة نفسها.
ورغم تعرض القوات التركية في إدلب، خلال الأشهر الماضية لهجمات، فإنها المرة الأولى التي تستهدف نقطة عسكرية بشكل مباشر.
وفي 7 سبتمبر (أيلول)، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن جنديا فقد حياته متأثرا بجراحه جراء هجوم مسلح في إدلب شمال غربي سوريا.
وكان مجهولون يستقلون سيارة أطلقوا الرصاص الحي وبشكل مباشر على تجمع للقوات التركية في قرية «معترم» بالقرب من مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، قبلها بيومين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود كان أحدهم في حالة خطيرة.
الوضع بالنسبة للقوات التركية والفصائل الموالية لها في المنطقة المعروفة باسم «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا لا يختلف كثيرا.
فقد وقعت استهدافات وتفجيرات بدراجات مفخخة تستهدف القوات التركية والفصائل الموالية لها على الحواجز في رأس العين وتل أبيض مرات عديدة.
ذكرت وكالة «سانا» في 4 سبتمبر أن القوات التركية أدخلت رتل آليات عسكرية وشاحنات محملة بالأسلحة إلى رأس العين استعدادا لشن هجوم على مدينة الدرباسية وبلدة أبو راسين بريف الحسكة.
وإلى جانب الاشتباكات المتكررة بين الفصائل الموالية لتركيا وحالة الانفلات الأمني والاعتداءات على ممتلكات المواطنين ومحاصيلهم الزراعية، تتكرر الانفجارات كثيرا.
وقبل 3 أيام هز انفجاران مدينة رأس العين في ريف الحسكة، استخدم فيهما دراجة نارية وعبوة ناسفة في وسط المدينة ما أدى إلى مقتل مدنيين وإصابة 7 آخرين.
وفي 6 سبتمبر، انفجر لغم استهدف مجموعة تابعة لفصيل «السلطان مراد» الموالي لتركيا في منطقة تل أشرف بمحيط مدينة رأس العين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى كان بينهم اثنان بحالة خطيرة.
ومؤخرا لجأت القوات التركية إلى تثبيت كاميرات مراقبة في شوارع تل أبيض في محاولة لتضييق نطاق الاستهدافات والسيطرة على الحالة الأمنية.
على صعيد آخر، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن سجل «قيام طائرات مذخرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، باستهداف سيارة ضمن حي القصور بمدينة إدلب، الأمر الذي أدى لتدميرها ومقتل الذين كانوا بداخلها، حيث تعود السيارة لمجموعات متطرفة في المنطقة هناك».
وكان «المرصد» نشر في الـ13 من الشهر الفائت، أن طائرات التحالف الدولي المذخرة، قتلت قياديا من الجنسية الأوزبكية يدعى «أبو يحيى» يعمل كـ«مدرب عسكري» مستقل لصالح الفصائل المتطرفة، ومؤخراً عمل لصالح تنظيم «حراس الدين» المتهم بولائه لتنظيم «القاعدة» المصنف إرهابياً عالمياً، حيث جرى استهدافه من قِبل طيران التحالف الدولي المسير في محيط مدينة سرمدا الواقعة عند الحدود مع لواء إسكندرون شمال إدلب، أثناء قيادته لسيارته الخاصة، ما أسفر عن مقتله على الفور.



تجدُّد القصف على مخيم للاجئين في السودان يواجه خطر المجاعة

تجدُّد القصف على مخيم «زمزم» للنازحين شمال دارفور في السودان (رويترز)
تجدُّد القصف على مخيم «زمزم» للنازحين شمال دارفور في السودان (رويترز)
TT

تجدُّد القصف على مخيم للاجئين في السودان يواجه خطر المجاعة

تجدُّد القصف على مخيم «زمزم» للنازحين شمال دارفور في السودان (رويترز)
تجدُّد القصف على مخيم «زمزم» للنازحين شمال دارفور في السودان (رويترز)

قال مسعفون وناشطون إن القصف تجدد، اليوم (الأربعاء)، على مخيم «زمزم» للنازحين الذي يواجه خطر المجاعة، إثر هدوء مؤقت، أمس (الثلاثاء)، بعد هجمات شنتها «قوات الدعم السريع»، يومَي الأحد والاثنين.

ووفق «رويترز»، ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن سبعة أشخاص أُصيبوا بعد إطلاق قذائف على المخيم المكتظ بالنازحين، الذي يؤوي نصف مليون شخص على الأقل.

وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» إن القصف بدأ صباح اليوم. وبدأت «قوات الدعم السريع» التي تقاتل الجيش السوداني للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في مهاجمة المخيم يومَي الأحد والاثنين.

وذكرت «المنظمة الدولية للهجرة» أن أكثر من ألفَي شخص فروا نتيجة تلك الهجمات.

وفي أغسطس (آب)، أعلن خبراء الأمن الغذائي العالمي أن مخيم «زمزم» يعاني من المجاعة. وتمكن برنامج الأغذية العالمي منذ ذلك الحين من توصيل بعض المساعدات الغذائية، لكنه قال، اليوم، إن عمليات التسليم تعطلت.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان: «قد تؤدي الهجمات إلى تأخر وصول قوافل المساعدات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي المتجهة إلى المخيم. تلك المساعدات هي السبيل الوحيد لمواجهة المجاعة».

وأضاف: «برنامج الأغذية العالمي قلق للغاية بشأن سلامة المدنيين في المخيم وشركائنا على الأرض».