مساعٍ في الكونغرس لعرقلة رفع السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب

تحفظ الديمقراطيين يرتكز على مدى تنفيذ طلبين أساسيين

TT

مساعٍ في الكونغرس لعرقلة رفع السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب

يسعى الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي إلى عرقلة صفقة مبدئية بين السودان والولايات المتحدة، تهدف إلى رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وأكدت مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» أن السيناتور الديمقراطي، بوب مننديز، الذي يشغل منصب كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وزعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر، يعارضان الاتفاق الذي ينص على تعهد السودان بتعويض عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة سنة 1998 على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، مقابل رفع اسم البلاد من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن تحفظ الديمقراطيين مرتكز على طلبين أساسيين: الأول تقديم تعويض أكبر للضحايا الأجانب في الهجمات الإرهابية، والثاني يتمثل في أن يشمل التعويض ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).
ويدفع كل من مننديز وشومر باتجاه اتفاق يشمل ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كما يطالبان بأن يحصل الموظفون الأجانب في السفارتين، اللتين تعرضتا للهجمات الإرهابية، على تعويضات مماثلة لتلك التي سيتلقاها المواطنون الأميركيون.
وبحسب الاتفاق الحالي، الذي يحتاج لموافقة الكونغرس، سيدفع السودان مبلغ 335 مليون دولار لنحو 700 متضرر من الهجمات، منها 10 ملايين دولار لعائلات الأميركيين الذين قتلوا، مقابل أقل من مليون دولار لعائلات الأجانب الذين قتلوا. فيما تتراوح التعويضات للجرحى الأميركيين من 3 ملايين إلى 10 ملايين مقابل أقل من 500 ألف دولار للأجانب.
وكان السيناتور مننديز قد أعرب عن امتعاضه من الصفقة بقوله: «الخارجية الأميركية تضغط على الكونغرس لتمرير مشروع قانون يلغي كل الدعاوى القضائية المتعلقة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد السودان. وقد تحدثت مع الخارجية بهدف إعادة النظر في الاتفاق والتوصل إلى صفقة أفضل».
ودعا مننديز إلى عقد جلسات استماع في لجنة العلاقات الخارجية للاطلاع على تفاصيل الصفقة، التي «لم تقدّم رسمياً للكونغرس بعد»، بحسب المصادر نفسها.
لكن بحسب ما علمت «الشرق الأوسط»، فإنه حتى في حال أصر مننديز على موقفه هذا، فسيكون من الصعب عليه عرقلة الاتفاق كلياً، من دون حشد مزيد من المعارضة له، خصوصاً أن الداعمين للمشروع يسعون إلى إدراجه ضمن مشروع التمويل الحكومي، وذلك في محاولة منهم لتخطي المعارضة الديمقراطية.
ويشدد هؤلاء الداعمون، ومنهم عدد كبير من الديمقراطيين، على أهمية التوصل إلى اتفاق سريعاً، فيما يشيد السيناتور الديمقراطي كريس كونز برئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وبجهوده في إطار تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، متعهداً «بالعمل جاهداً لإبقاء الجميع على طاولة المفاوضات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.