«ممرات كورونا» تغضب سكان باريس

العوارض الصفراء شوهت الشوارع
العوارض الصفراء شوهت الشوارع
TT

«ممرات كورونا» تغضب سكان باريس

العوارض الصفراء شوهت الشوارع
العوارض الصفراء شوهت الشوارع

تتفاقم، يوماً بعد يوم، حالة التذمر من سعي بلدية باريس إلى تقليل استخدام السيارات فيها لصالح الدراجات الهوائية. وكانت عمدة العاصمة، آن هيدالغو، قد أثارت نقمة السائقين حين استغلت تفشي وباء «كورونا» لتقتطع أجزاء من الطرق الرئيسية وتخصص ممرات فيها للدراجات.
آخر المعترضين أصحاب شركات السياحة الذين ضربتهم الجائحة في مقتل. وجاء في بيان لهؤلاء أنّ قرارات البلدية شوهت وجه العاصمة التي توصف بأنّها أجمل مدينة في العالم. فقد ظهرت وسط الجادات الرئيسية جدران إسمنتية واطئة ومتحركة لفصل ممرات السيارات عن تلك المخصصة للعجلات. كما جرى تعزيز تلك الممرات بحواجز بلاستيكية صفراء لدنة، من النوع الذي يطلق عليه الباريسيون تسمية «الفطريات».
للدفاع عن وجهة نظرهم، نشر المعترضون صوراً لباريس قبل تحوير طرقاتها وبعده. كما استشهدوا بالبطاقات البريدية السياحية التي كانت تنساب فيها شوارع العاصمة من دون حواجز تؤذي البصر. وقد وصل الأمر إلى مجلس الدولة حيث تقدم المحامي باتريك تابيت بطلب عاجل بالنيابة عن جمعيات مستخدمي السيارات لاعتراض على ما بات يسمى بـ«ممرات كورونا» في الطرق الرئيسية.
عمدة باريس ما زالت مستمرة في «تدريج» العاصمة، أي تحويل وسطها التجاري إلى فضاء للدراجات. وبهذا تسير باريس على نهج عواصم أخرى مثل بكين وأمستردام. فمن حق عموم الباريسيين التنقل بالوسيلة المناسبة لهم طالما أن من يتنقلون بسياراتهم الخاصة لا يزيدون على عشر الرقم الإجمالي لسكان العاصمة. كما أنّ الأرقام الرسمية كانت قد أشارت إلى وقوع عشرات الضحايا من مستخدمي الدراجات بسبب حوادث الطرق وتعدي سائقي السيارات على الممرات الضيقة غير المحمية. أمّا عن تشويه «ممرات كورونا» لجمال المدينة فإنّ البلدية ترد بأن هذه الممرات هي إجراء مؤقت لحين تراجع الوباء، والهدف منه حثّ المواطنين على استخدام الدراجات في الذهاب إلى المدارس والجامعات والمكاتب، بدل احتمالات العدوى في وسائط النقل العام التي تزدحم بالركاب.
«إنه إجراء عبيط». هذا ما يؤكده المتحدث باسم جمعية «السياقة الحرة». ويوضح أنّ السيارة الخاصة هي الأكثر أماناً لتفادي العدوى. أمّا الدراجة و«المترو» فهما وسيلتان تعرضان مستخدميهما للمخاطر بسبب عدم احترام شرط التباعد. كما أنّ خطة عمدة باريس لتخصيص شوارع للمشاة وللدراجات قد تسببت في اختناقات مرورية لا تطاق، هدفها التضييق على السائقين وردع أصحاب السيارات عن استخدامها في تنقلاتهم اليومية. وهو أمر يدفع ثمنه أصحاب المطاعم والفنادق والمحلات التجارية في وسط العاصمة نظراً لتعذّر الوصول إليهم من عموم الزبائن.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.