يتجه الأتراك إلى شراء الذهب بكثافة، وهو استثمارهم المفضل منذ فترة طويلة، مع انهيار النظام المالي في البلاد.
وعندما أعاد السوق الكبير في إسطنبول، أحد أقدم الأسواق في العالم والمركز الرئيسي لتجارة الذهب، فتح أبوابه في أوائل يونيو (حزيران) بعد الإغلاق المتعلق بفيروس «كورونا»، تشكلت طوابير طويلة أمام محال بيع الذهب والمجوهرات مع تدفق الطلبات الهاتفية أيضاً من جميع أنحاء البلاد، وفقاً للتجار.
وقال مدير إحدى شركات تجارة المجوهرات: «لقد كنت في السوق منذ 20 عاماً ولم أجرب ذلك من قبل... عندما تكون أسعار الذهب عند مستويات قياسية عادة ما يبيع الناس ذهبهم... هذه المرة، استمروا في شراء المزيد»، حسب ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وقال تجار في السوق إن متوسط الكمية اليومية المباعة من الذهب تضاعفت 10 مرات، حتى إن إنتاج الذهب المحلي لم يعد كافياً. ومن يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب)، استوردت تركيا ذهباً بقيمة 15 مليار دولار، بزيادة 153 في المائة عن العام السابق، وفقاً لوزارة التجارة التركية.
وتراجعت الليرة التركية إلى مستويات قياسية منخفضة مقابل الدولار واليورو، اليوم الاثنين، بعد أن خفضت «موديز» تصنيف تركيا إلى B2 من B1 أواخر الأسبوع الماضي وحذرت من أزمة اقتصادية أعمق.
وقالت وكالة التصنيفات الائتمانية إن نقاط الضعف الخارجية لتركيا ستسفر على الأرجح عن أزمة في ميزان المدفوعات وإن هوامش الأمان المالي تتآكل.
ولامست الليرة قاعاً جديداً عند 7.4980 للدولار، لتصل خسائرها منذ بداية العام الحالي إلى نحو 21 في المائة. وسجلت العملة مستوى منخفضاً غير مسبوق مقابل اليورو عند 8.9031، لتصل نسبة التراجع إلى 25 في المائة منذ منتصف 2019.
وأظهرت بيانات من وزارة التجارة أن العجز التجاري التركي قفز 170 في المائة إلى 6.31 مليار دولار في أغسطس (آب)، إذ جعلت انخفاضات غير مسبوقة في قيمة الليرة المواطنين يهرعون إلى شراء الذهب على خلفية مخاوف حيال نضوب عملات الاحتياطيات الأجنبية.
الأتراك يلجأون للذهب مع انهيار الليرة والنظام المالي
الأتراك يلجأون للذهب مع انهيار الليرة والنظام المالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة