تفكيك المغرب «خلية إرهابية» يلقي الضوء على مخاطر منطقة الساحل

عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب (أ.ف.ب)
عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب (أ.ف.ب)
TT

تفكيك المغرب «خلية إرهابية» يلقي الضوء على مخاطر منطقة الساحل

عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب (أ.ف.ب)
عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب (أ.ف.ب)

قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، عبد الحق الخيام، في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ الخلية التابعة لتنظيم داعش التي جرى تفكيكها أخيراً كانت تحضّر لتنفيذ اغتيالات تطال «شخصيات» و«مقار للأجهزة الأمنية». وأوضح الخيام أنّها «كانت خلية خطيرة جاهزة للتحرك في أي وقت»، مبدياً قلقه إزاء نفوذ التنظيم في ظل سياق إقليمي معقّد.
وأوقف 5 مغاربة الخميس، وعثر على معدّات متفجرة في عدّة مواقع، في طنجة وأماكن مختلفة ضمن الرباط، على يد المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وأبدى عنصران «مقاومة شرسة»، وأصيب شرطي إصابة بالغة. وأتاحت عمليات التفتيش في متاجر ومساكن كان يستخدمها الموقوفون العثور على أحزمة متفجرة وعدّة مكوّنات كيميائية تتيح صنع متفجرات، بينها 3 كيلوغرامات من نترات الأمونيوم، إضافة إلى معدّات إلكترونية وأقنعة وأسلحة بيضاء.
وقال الخيام لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها خصوصية هذه الخلية: نحن لم نقف على عتاد يستخدمه الإرهابيون منذ اعتداءات 2003» الذي أسفر عن 33 قتيلاً في الدار البيضاء، ثم إثر استهداف «بقايا» الشبكة في 2007.
وعثر المحققون، الخميس أيضاً، على «شعار» لتنظيم داعش، فيما أكدت التحقيقات الأولية أنّ «عناصر الخلية كانوا يتطلعون إلى الولاء للتنظيم».
وكان الزعيم المزعوم للخلية، وهو بائع سمك متجوّل يبلغ 37 عاماً، قد أدين في 2004 بجريمة، وبدأ مسار تطرّفه منذ ذلك الحين. وعلى غرار قتلة سائحتين اسكندينافيتين في ديسمبر (كانون الأول) 2018، فإنّ المشتبه بهم الحاليين الذين تتراوح أعمارهم بين 29 و43 عاماً يمارسون مهناً صغيرة، كالزراعة أو النجارة.
ووفق المسؤول المغربي، لا يبدو أنّ للخلية أي اتصال مباشر بتنظيم داعش، وكانت تعدّ لاستهداف «شخصيات عامة وعسكرية، ومقار للأجهزة الأمنية». وقال إنّ «التحدي الماثل أمام كل أجهزة مكافحة الإرهاب في العالم هو التكنولوجيا، الإرهاب السيبراني».
وأوضح أنّ «الخطاب العنيف المتطرف روّج له (مناصرو) داعش. والآن، يمكن لأي شخص للأسف الانضواء مباشرة تحت هذه الآيديولوجيا من دون وجود علاقة مع المنّظرين»، مضيفاً: «حتى لو هزِم (داعش) في المشرق، في سوريا والعراق، فإنّ آيديولوجيته منتشرة، ولا تحتاج إلى بلد؛ بمقدورها النمو حيث تجد لها مؤيدين»، ونظراً إلى ذلك فإنّ «الخلايا تتحرك في الخفاء كخلايا نائمة، وفي غالبية الحالات لا وجود لأي علاقات فيما بينها».
التحدي الآخر، وفق الخيام، يتمثل في أنّ تنظيم داعش، بعد تراجعه في سوريا والعراق، نما في منطقة الساحل والصحراء في ظلّ النزاع في ليبيا «وفي دول على غرار مالي لا تسيطر على أمنها».
وقال إنّ «الخلايا الإرهابية والإرهاب ينموان في المنطقة، وكذلك شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والبشر»، وتابع أنّ «كل هذا يجعل منطقة الساحل، في رأيي، قنبلة موقوتة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.