«في حالة صدمة تامة»، هكذا كان رد فعل أحد الحاضرين في ملعب «سيتي غراوند» إزاء الانهيار الذي مُني به نوتنغهام فورست أمام ستوك سيتي خلال اليوم الأخير من موسم دوري الدرجة الأولى الإنجليزية.
لدى انطلاق صافرة بدء المباراة، كان نوتنغهام فورست يحتل المركز الخامس في البطولة بإجمالي 70 نقطة، متقدماً على سوانزي الذي كان يحتل المركز السابع بفارق ثلاث نقاط، وكانوا أقل عنه في فارق الأهداف بإجمالي خمسة أهداف. ورغم أداء نوتنغهام فورست الرديء خلال المباريات الخمس السابقة والتي لم تمكّنه من حصد سوى ثلاث نقاط فقط، فإن كل ما كان يحتاج إليه الفريق خلال اللقاء الأخير بقيادة المدرب صبري لموشي هو التعادل لضمان خوض مرحلة التصفيات الحاسمة للتأهل للدوري الممتاز. وحتى إذا خسر نوتنغهام فورست، فإن سوانزي كان لزاماً عليه هزيمة ريدينغ بفارق خمسة أهداف كي يتمكن من التفوق عليه.
ومع ذلك، فإنه بحلول الدقيقة 73 من المباراة بدأ الكابوس، وذلك عندما تحول التعادل الإيجابي بنتيجة 1 - 1 إلى 2 - 1 لصالح ستوك بفضل كرة صوّبها جيمس مكلين أعقبها هدف آخر سجله لي غريغوري بعد خمس دقائق. وجاء الهدف الذي سجله نونو دا كوستا في شباك فريقه في الوقت بدل الضائع ليرفع النتيجة إلى 4 - 1 لصالح ستوك. وبحلول نهاية المباراة، خرج فورست خاسراً بنتيجة 4 – 1، ومع احتساب فارق الأهداف تراجع الفريق إلى المركز السابع بالنظر إلى أنه سجل في المجمل عدد أهداف أقل.
من جهته، وصف لموشي الأحداث التي عايشها تلك الليلة بأنها «مأساوية». وقال: «من الصعب وصف شعوري في هذه اللحظة، لكنني أشعر بخيبة أمل بالغة. بالتأكيد يشعر الجميع بذلك، ولست أنا فقط. ومع هذا، أرى أننا لم نخسر فرصة المشاركة في تصفيات فقط بسبب هذه المباراة الأخيرة، وإنما خسرنا لأسباب كثيرة وتفاصيل كثيرة».
أما وصفة العلاج التي طرحها لموشي فتمثلت في البدء بالتركيز على الفور في موسم جديد. وفي هذا الصدد، قال: «كانت إجازة غريبة للغاية من وجهة نظري، إجازة شديدة الإحباط. أشعر كأنني لم أتوقف لحظة، لكنني في واقع الأمر أشعر بفخر بالغ بوجودي مع الفريق مرة أخرى. لماذا؟ لأنني اليوم في المكان الذي أرغب فيه تماماً داخل هذا النادي الرائع وأعلم أن هناك فرصة كبيرة أمامي للبدء من جديد».
فيما يخص موسم 2020 - 2021، فإن الطموح الأدنى أمام نوتنغهام فورست هو حجز مكان يؤهل مباشرةً للدوري الممتاز، وذلك في خضمّ محاولات لموشي لإنهاء فترة انتظار النادي المستمرة منذ 22 عاماً للعودة إلى صفوف الكبار مرة أخرى. وخلال هذا القرن، أخفق نوتنغهام فورست حتى الآن في الظهور في الدوري الممتاز، وكان آخر موسم له مع الكبار هو 1998-1999 تحت قيادة المدرب ديف باسيت ومن بعده رون أتكنسون. وقد تولى الأخير مسؤولية تدريب النادي واحتل معه المركز الأخير وكانت هي أيضاً نهايته، حيث أعلن اعتزال التدريب نهائياً ليضع نهاية مسيرة امتدت لـ38 عاماً.
وفي سياق متصل، ساد اعتقاد بأن فترة عمل لموشي مع نوتنغهام فورست ربما تكون قد انتهت بسبب توليه مسؤولية تدريب الفريق خلال فترة حملت آلاماً كبرى لكل مَن له صلة بالنادي. وجرى استدعاء المدرب إلى أثينا لحضور اجتماع مع مالك النادي، إيفانجيلوس ماريناكيس. إلا أن هذا الاجتماع كان الهدف منه مراجعة وتحليل الإخفاقات التي وقعت والتأكد من كيفية تناولها ومعالجتها مستقبلاً. وبالفعل، شرع المدرب السابق لمنتخب ساحل العاج ونادي رين الفرنسي في القيام بحملة إصلاح للفريق وفريق العمل داخل غرفة تغيير الملابس، للموسم الجديد من دوري الدرجة الأولى الإنجليزية.
لكن فورست فقد واحداً من أفضل لاعبيه، هو المدافع ماتي كاش المنتقل إلى أستون فيلا مقابل 16 مليون جنيه إسترليني. وفي المقابل، انضم إلى النادي المدافع تيلر بلاكيت، البالغ 26 عاماً، ولاعب خط الوسط جاك كولباك، 30 عاماً، ولوك فريمان، 28 عاماً، الذي يلعب عبر مساحات واسعة. وجاء انتقال أول لاعبين على نحو حر، بينما انتقل فريمان من شيفيلد يونايتد على سبيل الإعارة، ما يعد مؤشراً كاشفاً عن مستوى التمويل المتاح أمام لموشي.
علاوة على ذلك، أضاف لموشي إلى صفوف فريقه ميغيل أنخيل غيريرو، مهاجم من نادي أوليمبياكوس، وفؤاد باشيرو، وهو لاعب خط وسط مدافع من مالمو، دونما الكشف عن التكلفة المالية للصفقتين. أيضاً، يأمل لموشي في ضم المدافع لويك مب سوه، 19 عاماً، من باريس سان جيرمان.
وجرت الاستعانة ببلاكيت وكولباك (العائد بشكل نهائي بعد فترتي إعارة في نوتنغهام فورست) وفريمان، لسبب محدد شرحه المدرب على النحو التالي: «إنهم بريطانيون، وبالتالي يدركون أسلوب التفكير السائد داخل البطولة الإنجليزية وما يعنيه هذا في دوري يحتاج إلى القوة. ليس أمامنا وقت للخسارة الآن، وهذا النمط من اللاعبين قد يخلق اختلافاً كبيراً في نهاية الأمر. إنهم هنا لأنهم لاعبو كرة قدم بارعون للغاية ونحن بحاجة لهم لتعزيز صفوفنا والصعود إلى الدوري الممتاز».
وأضاف المدرب: «فور انتهاء اليوم الأخير من الموسم الماضي كان من المهم للغاية إرسال رسالة إيجابية. لذلك تطلعنا نحو ضم كولباك وفريمان وبلاكيت. واندهشتُ لدى معاينتي أسلوب تفكيرهم... إنهم إيجابيون للغاية».
وأكد لموشي: «في نهاية الأمر فإننا جميعاً في نفس القارب، ونود الخروج من المباريات وقد قدمنا تضحيات كبيرة وحققنا نتائج طيبة».
وقدم لموشي، الذي استمرت مسيرته الكروية خلال 19 عاماً لعب خلالها في صفوف موناكو وإنترميلان، إجابة مثيرة للاهتمام لدى سؤاله عن مدى ثقته بأن الموسم الماضي سيطويه النسيان وأن النجاح سيكون حليفه الموسم الحالي، وقال: «كي أكون أميناً معكم، لست واثقاً من هذا الأمر، لكنني أتحلى بالإيجابية. ولست على ثقة على الإطلاق لأنك في عالم كرة القدم لا يمكن أن تكون واثقاً مما سيحدث، فأحياناً تبلي بلاءً حسناً وتفاجأ بنتيجة سيئة للمباراة».
وأضاف: «اليوم، يراودنا شعور طيب، وأدخلنا بالفعل تغييرات على الكثير من الأمور -الأسلوب الذي نعمل من خلاله والمناخ العام والتدريب- أطلب من اللاعبين التركيز فحسب على مهمتهم. نحن بحاجة للعب على نحو أكثر اتساقاً وقوة. وإذا أنجزنا ذلك، سنقترب كثيراً من هدفنا المنشود».
صبري لموشي: نوتنغهام فورست ما زال يشعر بألم ضياع فرصة التأهل للممتاز
المدرب الشاب بدأ حملة جديدة لترتيب الفريق العريق الذي ينافس بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي
صبري لموشي: نوتنغهام فورست ما زال يشعر بألم ضياع فرصة التأهل للممتاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة