لاريجاني يبدأ زيارة إلى العراق من النجف

رئيس مجلس الشورى الإيراني: لن أتحدث عن دعمنا للحكومة العراقية أمام الميكرفون

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يتحدث للصحافيين بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ف.ب)
رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يتحدث للصحافيين بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

لاريجاني يبدأ زيارة إلى العراق من النجف

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يتحدث للصحافيين بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ف.ب)
رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يتحدث للصحافيين بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ف.ب)

جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني دعم بلاده للعراق في مواجهة الإرهاب، رافضا في الوقت نفسه الدخول في تفاصيل هذا الدعم «أمام الميكرفون» على حد تعبيره، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف أمس بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني.
وقال لاريجاني، الذي بدأ زيارة للعراق من النجف التي وصل إليها قادما من لبنان في إطار جولة إقليمية قادته إلى سوريا أيضا، إنه بحث مع السيستاني «قضايا المنطقة التي تشهد توترا ملحوظا، لا سيما مسألة الإرهاب التي أوجدت مشكلات للمسلمين سواء في سوريا والعراق وغيرها من مناطق العالم». وأضاف المسؤول الإيراني أن «كلام سماحته (السيستاني) يتحسس مسائل وقضايا كل أطياف الشعب العراقي الشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين والتركمان وغيرهم، وقد اطلعت على موقفه بضرورة التعايش السلمي للجميع في هذا البلد»، مؤكدا «العمل على تطبيق توجيهاته القيمة، فضلا عن متابعة ما تم استعراضه مع المسؤولين العراقيين».
وأشار لاريجاني إلى أن السيستاني «استمع إلى عرضنا في ما يخص الإجراءات التي أقدمت عليها إيران لتثبيت دعائم السلام في المنطقة، كما أطلعناه على زيارتنا إلى كل من سوريا ولبنان، فضلا عن الجهود التي تبذلها طهران إلى جانب الشعب العراقي لتثبيت أمنه والإجراءات التي تقوم بها في سبيل توسيع آفاق التعاون التجاري بين البلدين». وأوضح لاريجاني أن «السيستاني أكد على ضرورة بذل الجهود لإيجاد ثبات أمني في الدول الإسلامية»، مؤكدا «مواصلة الدعم للحكومة والشعب العراقي في محاربة الإرهاب، ولا يمكننا الحديث حول هذا الموضوع أمام الميكروفون».
على صعيد متصل، دعا لاريجاني في تصريحات قبل وصوله مطار النجف الدول الإسلامية إلى التعاون مع العراق في حربه ضد «الإرهاب». وأضاف أن «الكثير من الدول باتت اليوم متفهمة لحساسيات المنطقة وخطر الإرهاب، وهذا ما يعد بحد ذاته خطوة إلى الأمام في الحرب على الإرهاب»، مؤكدا «الحاجة إلى مزيد من التشاور في هذا المجال». وأشار إلى أن الهدف من زيارته إلى العراق «هو بحث أهم القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي».
من جهتها، رحبت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي بزيارة لاريجاني. وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ورئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني، مثنى أمين، لـ«الشرق الأوسط» إن «مجمل هذه التحركات الدبلوماسية سواء تلك التي يقوم بها المسؤولون العراقيون إلى دول الجوار العربية والإسلامية أو تلك التي يقوم بها الأشقاء والأصدقاء إنما تعطي دلالة هامة في هذا الظرف بالذات بسبب التحديات التي بات يواجهها الجميع سواء تحدي الإرهاب والأزمة العالمية بسبب انخفاض أسعار النفط». وأضاف أمين أن «هذه الزيارة تأتي في سياق هذه التحديات وبالتالي لا نملك إلا أن ننظر إليها بإيجابية، خصوصا أن العراق بدأ يتحرك مع المحيطين العربي والإسلامي في إطار مصالحه الوطنية وفي سياق رؤية كننا افتقدناها خلال الفترة السابقة».
في السياق نفسه، أكد أستاذ الحوزة العلمية والمقرب من المرجعية الدينية حيدر الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارات التي يقوم بها إلى المرجعية كبار المسؤولين والسياسيين العراقيين والأجانب إنما تأتي في سياق أهمية الدور الإيجابي الأبوي الذي تقوم به المرجعية، وفي مقدمتها المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني، التي جنبت العراق الويلات عندما وقفت بقوة ضد كل محاولات إثارة الفتنة الطائفية». وأضاف أن «المرجعية العليا تنبهت إلى المخططات التي يراد منها تفتيت العراق، والتي لعبت ولا تزال تلعب إسرائيل دورا محوريا فيها بمساندة بعض الأطراف المحلية والإقليمية». وأكد أن «ما يهم المرجعية هو تحقيق المصلحة العليا للشعب العراقي وشعوب المنطقة التي بدأت تثمر الآن من خلال الحكومة العراقية الحالية التي تختلف تماما عن الحكومة السابقة التي خلقت أزمات داخلية وخارجية، وهو ما دعا المرجعية إلى مقاطعتها ومقاطعة الطبقة السياسية من خلالها للسنوات الأربع الماضية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.