تجدد الغارات الروسية على شمال غربي سوريا

دخان يتصاعد من ريف إدلب بعد قصف روسي أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من ريف إدلب بعد قصف روسي أمس (أ.ف.ب)
TT

تجدد الغارات الروسية على شمال غربي سوريا

دخان يتصاعد من ريف إدلب بعد قصف روسي أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من ريف إدلب بعد قصف روسي أمس (أ.ف.ب)

أفيد أمس بقيام طائرة حربية روسية بشن غارتين في إدلب في شمال غربي سوريا، الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد بين موسكو وأنقرة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه رصد صباح أمس «تحليقاً لطائرة حربية روسية في أجواء محافظة إدلب، بالتزامن مع شنها لغارتين على المنطقة الواقعة بين مدينة إدلب وقرية الشيخ يوسف، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة».
وكان «المرصد السوري» أشار إلى أن 5 مقاتلات روسية حلقت في أجواء منطقة شمال غربي سوريا، واستهدفت الأطراف الغربية لمدينة إدلب، تزامنا مع شنها لغارة جوية جديدة على تلال الكبانة في «جبل الأكراد» شمال اللاذقية. كما رصد تحليقا لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة، بالتزامن مع تجدد القصف الصاروخي من قِبل قوات النظام على مناطق في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
كما أشار «المرصد» إلى تناوب أربع طائرات حربية روسية على قصف مواقع تنظيم داعش في البادية السورية ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، تزامنا مع هجوم عناصر من التنظيم على مواقع القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، في باديتي المنصورة والرصافة جنوب محافظة الرقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وكان «المرصد» تحدث عن مواصلة القوات الحكومية برفقة المليشيات الموالية لها، حملتها الأمنية في البادية السورية ضد خلايا تنظيم داعش المنتشرة بكثافة في تلك المنطقة، حيث تتركز الحملة الجديدة التي بدأت مطلع الشهر الجاري، في كل من الريف الحمصي ومثلث حلب - حماة - الرقة.
وتشارك الطائرات الروسية بشكل رئيسي عبر غارات مكثفة تنفذها بشكل يومي، مستهدفة مناطق انتشار التنظيم.
وبدوره، يواصل تنظيم داعش عملياته ضد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، عبر نصب كمائن وزرع عبوات وألغام، وشن هجمات مباغتة بمناطق متفرقة من البادية السورية.
من جهة اخرى أفادت دورية «ذي ناشيونال إنترست» الأميركية بإرسال روسيا منظومة «غيرميس» الصاروخية المضادة للدروع المطورة إلى سوريا.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن المجلة الأميركية المتخصصة في الشؤون العسكرية أشارت إلى «تقارير متعددة» بأن وزارة الدفاع الروسية أرسلت أنظمة صواريخ «غيرميس» إلى سوريا.
ولفتت المجلة إلى أن نظام صواريخ «غيرميس» الروسية قادرة على تدمير عدة عربات مدرعة للعدو من مسافة تصل إلى 100 كيلومتر، مشيرةً إلى أن إرسال مثل هذا النوع من السلاح هو بمثابة «رسالة واضحة».
وذكرت المجلة أن روسيا عرضت نسخة مطورة لأنظمة صواريخ «غيرميس» الموجّهة خلال منتدى «الجيش – 2020» الشهر الفائت، مشيرةً إلى أن القدرة الاحتمالية التدميرية للمنصة عند إطلاقها حُددت بنسبة 98 – 99%، بما في ذلك من مسافة 100 كيلومتر.
ويتكون نظام توجيه هذا السلاح المضاد للدبابات من عدة طائرات استطلاع وتوجيه مسيّرة، تساعد في اكتشاف الهدف وحتى إضاءته من مسافة بعيدة.
ويتميز هذا النظام الصاروخي أيضاً بوحدة قتالية مدمجة مع قاذفات لستة صواريخ، ويمكنه إطلاق نيران الصواريخ ضد ستة أهداف في وقت واحد، ويمكن أن يحمل كل من هذه الصواريخ رأساً حربياً شديد الانفجار يحتوي على عشرين كيلوغراماً من مادة «تي إن تي». وأشارت إلى أن العلاقات بين تركيا وروسيا غريبة ويمكن تشبيهها بعبارة «الأصدقاء الأعداء»، لا أصدقاء ولا أعداء.
وقال التقرير إن «البلدين من المؤكد أنهما يجدان نفسيهما على خلاف في سوريا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن سوريا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع روسيا، بينما تركيا أصبحت أكثر هجومية في المنطقة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.