الأمن الليبي يحرر 8 مصريين باعهم خاطفوهم لـ«مهرب بشر»

تعرضوا لتعذيب وابتزاز مادي

المخطوفون المصريون بعد تحريرهم في ليبيا (مديرية أمن بني وليد)
المخطوفون المصريون بعد تحريرهم في ليبيا (مديرية أمن بني وليد)
TT

الأمن الليبي يحرر 8 مصريين باعهم خاطفوهم لـ«مهرب بشر»

المخطوفون المصريون بعد تحريرهم في ليبيا (مديرية أمن بني وليد)
المخطوفون المصريون بعد تحريرهم في ليبيا (مديرية أمن بني وليد)

أنقذت أجهزة الأمن الليبية 8 مصريين من مصير مجهول كانوا سيلقونه على يد مهربي البشر في مدنية بني وليد (180 كيلومتراً باتجاه الجنوب الغربي)، بعد تمكنها من تحريرهم في وقت متأخر مساء أول من أمس (الخميس).
وتتمركز في بني وليد عصابات تمتهن خطف المهاجرين والاتجار بهم وتهريبهم إلى أوروبا، وتعد المدينة نقطة عبور على الطريق المؤدية إلى الساحل الغربي؛ مما يسهم في نشاط هذه النوعية من التجارة التي أدانتها الأمم المتحدة في كثير التقارير المرفوعة إلى مجلس الأمن في أوقات سابقة.
وقالت مديرية الأمن في بني وليد أمس (الجمعة)، إن عناصر من الشرطة نجحت في تحرير 8 أشخاص من الجالية المصرية «بعد أن تم خطفهم على الطريق العامة بين منطقتي القريات والشويرف»، وتحدثت المديرية عن كيفية استعادتهم من قبضة أحد مهربي البشر بالمدنية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، تعرض 23 عاملاً مصرياً للخطف في مدينة ترهونة (جنوب شرقي العاصمة طرابلس)، وأظهر مقطع فيديو تعرضهم للإهانة والتعذيب، لكن وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» تمكنت من إعادتهم إلى مصر بعد القبض على خاطفيهم.
وكشفت المديرية عن أن «المخطوفين الثمانية تم بيعهم لأحد تجار البشر في بني وليد، الذي أخضعهم بدوره للتعذيب وابتزاز عائلاتهم مادياً لدفع فدية قدرت بـ30 ألف دينار للشخص (الدولار يقابل 6.58 دينار في السوق الموازية)، لكن أجهزة الشرطة تدخلت في الوقت المناسب بعد علمها بعملية الخطف وقبضت على المتورطين في هذه الجريمة وحررت المخطوفين المصريين».
وكان فريق الخبراء الأممي المعني بليبيا اتهم في تقرير سابق مواطناً ليبياً من بني وليد يدعى موسى أدياب ومعه 3 مواطنين إريتريين يعرفون باسم وليد وكيداني وودي إسحاق يعملون في شبكة تهريب للبشر بين ليبيا وإريتريا مركزها بني وليد.
وكشف فريق الخبراء في حينه عبر مقابلات أجرها مع عدد من المهاجرات، عن أن «هذه المافيا سهلت تهريب فتيات إريتريات قبل نحو ثلاثة أعوام إلى أوروبا بعد أن مكثن في مزرعة بضواحي بني وليد».
وقال مصدر بمديرية أمن بني وليد لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن أجهزة الشرطة تتعقب الجناة للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، مشيراً إلى أن الشباب المصريين - وغالبيتهم في العقد الثالث - تم نقلهم إلى قسم البحث الجنائي التابع للمديرية لاستكمال الإجراءات القانونية، قبل ترحيلهم إلى مصر.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».